سوق "الأيقونات" بين أسطورة " الطوطم" ورمزية الوجود.
من القضايا التي لا يتم الانتباه إليها، قضية اختيار الفرق الرياضية لمجموعة من الرموز والأيقونات Logos ، وغالبا ما تنتسب للحيوانات، من قبيل الأسد والفيل والبطة والنسر والثعبان والديك....الأمر الذي يطرح سؤال سبب هذا الاختيار وانطلاقا من أيّ مبرّر؟ مع العلم أن له شبه علاقة مع معتقدات بدائية مُرتبطة بظاهرة الطوطمية Totémisme بمعنى الاعتقاد بوجود قرابة بين العشيرة وحيوان أو نبات،تتخذه العشيرة رمزا ولقبا لجميع أفرادها..وتقوم بتقديسه واحترامه.
من قبيل هذا الطوطم، بطّة الوداد البيضاوي ونسر الرجاء. وقد يأخذ الأمر منحى تحقير الأخر من خلال إهانة البطة أو النسر ، كما هو الشأن مع الفريق الوطني، حين تحوّل الأسود إلى مجرّد قطط شوارع...وكم يستفزني التعبير التالي: فتك القرش المَسفيوي ببطة الوداد!!!!
ينسحب هذا المجال الرمزي حتى على تسمية فؤق كرة القدم، مثلا:لقب الوداد هو : وداد الأمة والشياطين الحمر. السؤال : ما الفرق بين هذه الممارسات واعتقادات بعض الهنود في تقديس البقر والفئران؟؟؟تصوّروا لم تمّ لقاء كروي بين الشياطين الحمر (الوداد)، وفريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي.بمعنى : الشياطين في مواجهة الإسلاميين، والغريب حين ترى الشياطين يقومون بتأدية الفاتحة وقراءة سور من القرآن الكريم قبل بداية المباراة...أتساءل لو رسم محبوا الشياطين الحمر في " التيفو" صورة شيطان بشع ذي قرون ويحمل سهما ثلاثي الأسنة...والغريب أن أحد الشياطين الحمر لما يُسجّل إصابة يسجد حمدا لله!!!صحيح أيضا أن الشيطان في التمثل العامّي يدل على الذكي والمُتلاعب..ولكن حين يتقابل الشيطان مع الإسلامي على أرضية الملعب تظهر المفارقة بحمولتها الدينية الواضحة.
من ناحية أخرى، ننتقل إلى رموز مختلف الديانات. السؤال كيف تمّ اختيار رموزها ولماذا هذا الرمز وهل بالفعل يعكس المضمون العقدي للديانة؟ كيف يتمثله الأتباع وكيف تحصل المًطابقة بين الرمز والمضمون الديني؟