المدهش حقا أن نتساءل بشكل دوري ونحن في القرن الواحد والعشرين,بعد مرور قرابة 26 قرنا على نشأة الفلسفة ,عن ماهي الفلسفة وما مفعولها على التفكير والسلوك ,وهل نحن في حاجة إليها كطريقة في التفكير مع الذات أم أيضا كفن للعيش او التداوي ?الغريب أن هذه الاسئلة تتكرر كل سنة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة.وكأنه لم تحصل لدينا تراكمات تدفعنا إلى الانتاج والابداع، أضف كذلك قضية تتكرر باستمرار ، هل يمكن تدريس الفلسفة وما البيداغوجيا التي تتناسب مع تدريسها بالرغم من مرور أكثر من خمسة عقود من تدريسها بالمغرب. لكن دائما نعود إلى المربع الاول؟السؤال,أين يكمن خلل وضع الفلسفة الضبابي بل الزئبقي الغير قابل للتحديد مقارنة مع العلم الرياضي و الفيزيائي.. و الادب..... ,هل يكمن الخلل في الفلسفة نفسها علما أن التاريخ يخبرنا بوجود فلسفات قد تتناقض فيما بينها وقد تنكر على بعضها صفة الفلسفة أم في ممارسيها ومحبيها مما يعني إدعاء الانتساب إلى الفلسفة من دون الحسم في حقيقة الفلسفة!!!! . أتخوف من تحول الفلسفة إلى لعبة جومانجي . إذن كيف نفسر بعد التاريخ الطويل لوجود الفلسفة أن هاته الفلسفة لم ترس بعد على ضفة تجعل مهمة الفلسفة فاعلة بدل الدوران في حلقة مفرغة وكأننا لم نستوعب بعد التراث الفلسفي والتقدم نحو الانتاج الفلسفي.... وكأننا نلهو وراء سراب كلما اقتربنا منه لاح لنا سراب آخر إلى ما لا نهاية.
والاكثر غرابة أن يتصارع مفكرون من داخل الحرم الفلسفي. بالمغرب حاليا حول هل الفلسفة خطاب عقلاني برهاني. ومن ثمة نخبويتها وإغراقها في التجريد ) أم الفلسفة خطاب له مفعول التداوي والعلاج الروحي. صراع بين دعاةالفلسفة التأملية الاكاديمية ودعاة الفلسفة التطبيقية التي تنتعش في الفضاء العمومي برهان " أرضنة" الفلسفة وانفتاحها على "اليوماني".?
في السنة المقبلة لحظة الاحتفاء بالفلسفة ستثار نفس القضية.!! إذن متى نفتح صندوق الاسرار لنعرف ما هي الفلسفة بالضبط والانتقال من حرب التعريفات والهوية إلى الفعل الفلسفي.؟ العلماء مثلا غير معنيين بما هو العلم بل ينتجون علوما. والشعراء غير مهتمين بما هو الشعر بل يبدعون أشعارا. فلماذا الفلسفة وحدها تدور في حلقة مفرغة من تعدد التعريفات ؟
ربما دعاة الفلسفة التطبيقية أقرب إلى تخليص الفلسفة من وهم أنها غير قابلة للتحديد.