فيلوصوفيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اتصل بنا
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Contac10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الأشكلة بين التأصيل النظري والممارسة الديداكتيكية. من إنجاز مولاي إدريس بنشريف ورشيد بلماضية :
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الثلاثاء نوفمبر 28, 2023 7:07 pm من طرف كمال صدقي

» https://www.mediafire.com/file/k4jy9zqspl88i0j/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25B4%25D9%2583%25
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الثلاثاء نوفمبر 28, 2023 4:58 pm من طرف كمال صدقي

» الحق والعدالة.حوار متشعب حول ممكنات جزء من مجزوءة السياسة
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت أبريل 22, 2023 7:31 pm من طرف كمال صدقي

» لماذا يتكرر السؤال ما الفلسفة؟
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:44 pm من طرف كمال صدقي

» عبد المجيد تبون والطبون في المتداول المغربي
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:43 pm من طرف كمال صدقي

»  المعينات البيداغوجية. كنت أكتب على السبورة القاعدة التالية: يبدأ التفلسف حين تفقد الاشياء بداهتها.
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:40 pm من طرف كمال صدقي

» المقبلات الفلسفية.
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:40 pm من طرف كمال صدقي

» هل يجوز تدريس الفلسفة من دون تكوين بيداغوجي وديداكتيكي؟
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:39 pm من طرف كمال صدقي

» نحن في حاجة إلى عملية إعادة البناء في الفلسفة؟
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:38 pm من طرف كمال صدقي

» الغائب الاكبر عن الندوات الفلسفية المقامة في الثانويات التأهيلية هو مشكل البيئة
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:36 pm من طرف كمال صدقي

مواقع صديقة
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Philo-10
سحابة الكلمات الدلالية
نصوص مفهوم جذاذة السياسة مجزوءة الغير البشري الوضع العلوم الدولة التاريخ الرغبة والحرية الحقيقة الحق الفلسفة الشغل الطبيعة قيمة معرفة النظرية الفاعلية وجود الطبيعي الضرورة الشخص

 

 النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Empty
مُساهمةموضوع: النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )   النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الثلاثاء يناير 01, 2008 10:28 am



عدل سابقا من قبل كمال صدقي في الأربعاء سبتمبر 26, 2018 7:33 pm عدل 16 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
الحجاج2

الحجاج2


ذكر
عدد الرسائل : 16
العمر : 55
البلد : maroc
العمل : Employer
تاريخ التسجيل : 01/02/2009

النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )   النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الأربعاء فبراير 04, 2009 6:16 pm

الأستاذ كمال أحييك على المجهوذات التي تبذلها من اجل إغناء الدرس الفلسفي الخاص بالسنة الثانية ثانوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sousou




انثى
عدد الرسائل : 6
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 14/12/2008

النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )   النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الجمعة فبراير 13, 2009 10:31 pm

استاد مادا تقصد بالمسكوت عنة في النص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )   النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10السبت فبراير 14, 2009 1:24 pm

المسكوت عنه في النص وبالفرنسية le non dit ، بمعنى أن صاحب النص - في إطار حديثه عن قضية معينة - يتحدث عن أشياء وفي نفس الوقت يسكت عن أخرى، لعدة أسباب:
1- أسباب لا شعورية، بمعنى أن ما يُحرج الكاتب يتم تفاديه بالسكوت عن ذكره، تفاديا للإحراج
( مثال: في نص ميلاني كلاين " من الحاجة إلى الرغبة "، نقل المترجم كيف أن ثذي الأم هو في مرحلة أولى موضوع إشباع حاجة الطعام. ولكنه سكت ( لم ينقل في النص ) كيف يتحول ثدي الأم إلى موضوع إشباع رغبة جنسية ( مُنحرفة ) من خلال مص ومداعبة حلمة ثدي الأم، لأنه يشعر من خلال هذه الرغبة باللذة، وحاول فرويد بأن يٌفسّر إشباع رغبة التلذّذ بتجسّد الرغبة الجنسية عند الطفل. وهذا في سياق التطور النفسي- الجنسي للطفل ، وسمى فرويد رغبة التلذذ عبر المص " المرحلة الجنسية الفمية"...كل هذا سكتت عنه لجنة التأليف حين وضعت نص ميلاني كلاين، حتى تتحاشى الاستنتاج التالي: أول تفتّق للرغبة الجنسية عند الإنسان يبدأ عند الرضيع في علاقته بثدي أمه.
2- أسباب اجتماعية وسياسية، أي السكوت عن ذكر بعض القضايا أو الخوض في مناقشتها، وهذا اختيار فصدي له عدة رهانات إيدولوجية بالخصوص. مثلا الخطاب اليساري مؤمن بالدفاع عن حقوق الجماهير الكادحة، ويتحدث عن العدو الطبقي، وكيفية الصراع ضده، من أجل انتزاع حقوق الكادحين. ولكن الخطاب اليساري يسكت عن المسألة الدينية، و لا يعتبرها من الحقوق، لأنه في اعنقاده أن الدين مطية للقوى " الظلامية " تُحارب به الفوى التقدمية " المتنورة ". وهنا المفارقة، الجماهير الشعبية الكادحة مُتديّنة، والدين جزء من هويتها، لكن يتم السكوت عنه لأن مرجعية اليسار التقليدي الأرتودوكسي لها موقف من الدين هو الموقف الماركسي من الدين المسيحي، وبالتالي في مطالبها تسكت عن الحقوق الدينية للطبقة الكادحة.وبالمقابل نجد الحركات السياسية التي تتخذ من الدين مرجعية لهاـ تسكت عن كون المشاكل السياسية والاجتماعية كونها مشكلات تاريخية، وترجع إلى الماضي لأيجاد حل لها، في حين أن الرجوع للماضي هو مجرد مطية وليس حل المشاكل من خلال أسبابها التاريخية وليس الميتافيزيقية. زمن هنا تسكت عن الخوض في العلاقة المعقدة بين التاريخي النسبي والمتحول ، والميتافيزيقي الثانث والمطلق.المفارقة أن عالم الدين يدعو، كمفكر،إلى ما هو موجود، أما السياسي فهو يمارس لعبة سياسية ( كيف نستعمل فيها الدين ؟!!!) "يتعامل مع ما هو موجود ليستخرج منه بينية إيديولوجية تصورية محركة لرغبات الجماهير ومثيرة لخماستها النضالية"( من حوار مع محمد أركون.مواقف 1981 ص53))
هكذا سيتحول مفهوم المسكوت عنه إلى رغبة في تجاوز ما صرّح به الكاتب ( وما قاله ) إلى البخث عن ما لم يقله وسكت عنه مع طرح السؤال : لماذا؟ بمعن - كلّنا- نقول أشياء ونسكت عن أخرى. وهذا التصرف يجب أن يساءل لأنه غير بريئ. وبالتالي منهجيا هو مفيد. فالدراسات النقدية المعاصرة لم تعد تكتفي بتحليل ما صرّح به الشاعر أو كاتب القصة... بل القيام بقراءة تشخيصية للقضايا التي سكت عنها لدى حديثه عن موضوع كان من اللازم طرقها
والتفكير فيها. بل هناك من النقاد من يتجاوز النوايا الواعية للكالتب إلى الكشف عن نواياه اللاواعية ( كما فعل لوسيان غولدمان في قراءته لأعمال الروائي الفرنسي بالزاك، هذا الأخير الذي ينتمي طبقا للبرجوازية، لكنه قدم نقدا لاذعا للبرجوازية لم يٌقدمه معارضو البرجوازية. السؤال ما النوايا اللاواعية التي حركت نقد بازاك لطبقته.
يحيلنا مفهوم المسكوت عنه إلى مفهوم آخر هو "اللامُفكر فيه " في مقابل " ما تم التفكير فيه" وإلى " الذي لا ينبغي التفكير فيه" لعدة أسبياب.
لهذا نُعلّم تلامذتنا بأن كل نص فلسفي يُصرّح بشيء وفي نفس الوقت يُخفي أشياء، وعلينا تحليل ماتم التفكير فيه، ولكن أيضا استجلاء ما سكت عنه صاحب النص ‘ما قصدا أو لا شعورا. مثلا في كتايات ديكارت كان يتحاشى نقد الكنيسة، وبالتالي كان يسكت عن نقدها حتى يتحاشى ما تعرض له برونو وجاليلي...
وشكرا على السؤال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
chafai




ذكر
عدد الرسائل : 2
العمر : 44
البلد : كلميم
العمل : أستاذ
تاريخ التسجيل : 01/12/2010

النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )   النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الأربعاء ديسمبر 01, 2010 10:51 am

شكرا أستادي الفاضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )   النظرية و التجربة ( المقرر الجديد ) Clock10الإثنين ديسمبر 20, 2010 8:38 pm



من أراد الاطلاع على مجزوءة المعرفة دون تحميلها من " الفور شريد" ولكن بدون وسائل الإيضاح.
مجزوءة المعرفة


*-رهان المجزوءة:

*- بعد تعرفنا على الأبعاد الفردية والجماعية والتاريخية للوضع البشري، سنتعرف على فاعلية المعرفة.
*- فاعلية المعرفة باعتبارها عملية بناء تقوم بها الذات تجاه موضوع بطريقة منهجية( وليس المعرفة بالمعنى العامي باعتبارها حصيلة أو نتيجة مكتسبة ومستقرة في شكل أفكار وأحكام وتصورات....) إذن هناك ضرورة ممارسة وإنتاج المعرفة بهدف توجيه النظر والعمل وتتجسد فاعلية المعرفة في:

1- معرفة الطبيعة: وهذا هو موضوع المعرفة العلمية ، باعتبارها مجموعة معارف استدلالية تثبت وجود
علاقات أو قوانين ضرورية بين الظواهر ( على الأقل ضمن إشكالية محددة) بحيث تشكل تلك القوانين حقيقة
الظواهر إلى أن يثبُث العكس، ومن ثمة تجميع تلك القوانين في نظريات علمية.( من منظور اليقين أو الاحتمال)

2- معرفة الإنسان: تقدّم الإنسان في معرفته العلمية للواقع المادي ، جعله يطمح إلى معرفة
حقيقة ذاته بطريقة علمية وموضوعية على طريقة العلوم الحقة. وقد جسدت العلوم الإنسانية هذا المطمح
وظهر علم النفس وعلم التاريخ وعلم الاجتماع والانتروبولوجيا ، وعلم اللغة....الخ.

3- معرفة الحقيقة: الأمر متعلق بحقيقة الذات والوجود الذي يحيا فيه الإنسان. وهذا يطرح سؤالا حول حقيقة
ما وصلت إليه مختلف معارفه(حول ذاته والآخر والطبيعة) ، وطبيعة هذه الحقيقة ومعايير الوصول إليها.

�-المحصلة النهائية: يتعلق الأمر إذن بمعرفة حقيقة الطبيعة والذات والآخر معرفة علمية ، مع التفكير في شروط وفي آليات بناء تلك الحقيقة. والحالة هذه لم نخرج عن إشكالية الوضع البشري، وإنما هو منظور له من زاوية أخرى، ما دام الوضع البشري مفتوح على كل ما يتعلق بالفاعلية البشرية كإبداع متجدد.


المفهوم الأول : النظرية والتجربة

1- الــــدلالــــــــــــــــــــــة:

***- النظرية:
أ- النظرية عند عامة الناس هي الرأي الشخصي، وحين يرتبط هذا الأخير بالعمل يكون إيجابيا، وفي حالة العكس يكون سلبيا.
ب – معجميا : النظرية عند الإغريق Théoria تعني : تأمل وتفكّر العالم خاصة حركة الكواكب والنجوم Contemplation . وتعني أيضا مجموعة أفكار ومعارف منظمة ومنسّقة .
ج – ابتداء من عصر النهضة، أصبحت النظرية مرتبطة بالإبداع العقلي الإنساني، وبتفسير ظاهرة خاصة، كما أصبحت النظرية تدل على مذهب علمي أو مجموعة من الآراء توجه عملنا أو سلوكنا. كما تطلق النظرية على نظرية المعرفة: أي التفكير النقدي المنصب على الطبيعة ، وعلى حدود عقلنا (كانط) .كما تسمى نظرية الفعل بعلم الأخلاق. كما تحمل النظرية اسم: الإبستيمولوجيا ، أي الدراسة النقدية للمعارف العلمية.
د– في المعجم الفلسفي للالاند، النظرية:" إنشاء تأملي للفكر يربط نتائج بمبادئ ." بطريقة استدلالية.
ي – ويتم تعريف النظرية بما يقابلها، أي بما ليست هي، بمعنى النظرية ليست هي :


أ‌- الممارسة والتطبيق.( لأن النظرية إنشاء عقلي).
ب‌- المعرفة العامية ( لأن النظرية بناء وإبداع وليست شيئا جاهزا ومعطى ك: دوكسا doxa)
ج- المعرفة اليقينية ( لأن النظرية بناء فرضي).
د‌- المعرفة الجزئية ( لأن النظرية تركيب يسعى إلى تفسير أو وصف عدد كبير من الظواهر)


**** - مقاربة دلالة التجربة والتجريب.

*- التجربة expérience بالمعنى الإبستمولوجي هي ملاحظة الظواهر في شروط معينة يتحكم فيها العالم، في أفق معرفة حقيقة الظاهرة أو اختبار فرضية ما.وبهذا تكون التجربة أحد آليات المنهج العلمي
*- أما التجريب expérimentation فهو المساءلة المنهجية للموضوع من خلال فعل اختباري لتحقيق ما ترومه التجربة ولكن بشكل دقيق.فالتجريب يقتضي إحداث ظاهرة معينة ضمن شروط يصطنعها العالم في المُختبر، إما ابتغاء التأكد من صدق فرضية كانت نتيجة للملاحظة والتجربة الأولية، أو إعادة فحص الظاهرة من جديد ضمن شروط خاصة تسمح للعالم برؤية واضحة.مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك ظواهر غير قابلة للتجريب، مثل كسوف الشمس.لكن التجربة والتجريب يراهنان على إقرار أو بثبيت تفسير يتم اعتماده في صياغة نظرية، ثم على أستكشاف تنبثق عنه نظرية جديدة.وبالتالي تتنوع التجارب بتنوع موضوعات العلم.

2- الحقل الاستفهامي:

*- ما هو سياق الحديث عن النظرية والتجربة ؟ إن الأمر يتعلق بواقع ( موضوع) ومنهج لمعرفة هذا الواقع. السؤال: عن أي واقع نتحدث ؟ وما طبيعة هذا المنهج العلمي، أي آلياته في تحقيق المعرفة العلمية بالواقع؟
*- ما دور كل من العقل والتجربة في بناء معرفة علمية ( النظرية) بالواقع ( مشكلة منبع المعرفة العلمية).
*- وأخيرا ما هي معايير علمية النظريات العلمية ، ومن أين تستمد مصداقيتها؟

« رهان المفهوم: ( في تجلياته العامة )

*- كيف تُبنى النظرية العلمية عند الموقف التجريبي الاختباري(1) وعند الموقف العلمي العقلاني(2).
انطلاقا من اختلاف الموضوع والمنهج والغاية من النظرية العلمية.

الموقف الاختباري التجريبي
الموضوع (الواقع العلمي) = الواقع المادي الفيزيائي حامل لخواص مستقلة في وجودها عن الذات. الواقع الماكروفيزيائي. جاهز ومعطى.
المنهج:الاستقراء التجريبي.
الغاية : اليقين – الحتمية.
**-1) الموقف الاختباري: بالمعنى الاصطلاحي يطلق على المذهب التجريبي القائل بأن مجموع المعرفة الإنسانية يتولد عن التجربة، بداية وانتهاء،وخاصة الموقف التجريبي التقليدي بحيث لا يبقى للفكر أي نشاط خاص به اللهم تسجيل الواقع كما هو.ولكن هنالك موقف تجريبي حديث لايوافق على ذلك ،إذ لا يهمه هل التجربة وحدها – دون فرضية- هي منبع النظرية، بل ما يهم هو معيار الصدق، والتجربة هي مجرد وسيلة للاختبار.

الموقف العلمي العقلاني التطبيقي
الموضوع (الواقع العلمي)= بنيات وعلاقات رياضية: أي ليس أشياء قابلة للملاحظة بل كائنات فقدت صبغتها المادية
وتحولت إلى كائنات رياضية علاقية .الواقع الميكروفيزيائي .
المنهج: الاستنباط الرياضي.
الغاية : الاحتمال.
) الموقف العقلاني التطبيقي: موقف علمي يشتغل على إشكالية مخالفة للموقف الاختباري، باعتبار أن الواقع الذي يشتغل
عليه- وهو الذي يحدد طبيعة النظرية عنده- واقع غير مرئي بالملاحظة الحسية، أي واقع الذرة والظواهر الكونية ...
ومن ثمة يصبح منبع النظرية هو الفرضية العقلية( بالمعنى الرياضي) وليس التجربة الاختبارية.

المحور الأول : التجربة والتجريب

- إشكال المحور: ما هي شروط بلوغ الحقيقة العلمية؟ هل التجربة بالمعنى الاختباري والتي تعتبر الواقع معطى جاهزا يجب وصفه كما هو؟ أم على التجربة أن تنفتح على الافتراضي والخيالي في معرفة الظواهر؟

- التجريب إنصات للطبيعة
كلود برنار: - عالم فسيولوجي فرنسي(1813-1873) كان تلميذا للأستاذ ماجيندي بالكوليج دو فرانس كرئيس شعبة الطب.، بحيث تأثر به برنار. فماجندي كا ن تجريبيا راسخ الاقتناع ، وقد قيل في حقه :" ما من أحد غالى في العبادة المطلقة للواقعة الخام" في سنة 1843 تخرج برنار طبيبا .. وكان رجل المختبر ولديه هوى حقيقي بالتجربة والرغبة في تطبيق المنهج التجريبي- الذي أتبث فعاليته في العلوم الفيزيائية والكيميائية- على الفسيولوجيا. ولكن كلود برنار لم يكن يدعو إلى عبادة الواقعة الخام مثل أستاذه ماجيندي بل أكد على حضور الفرضية في البحث عن الحقيقة العلمية.( معجم الفلاسفة.جورج طرابيشي.دار الطليعة.ص 150)
- شروط التجريب :
¹ - معاينة ( ملاحظة ) الظاهرة،من خلال الشروط التالية:
µ - نقل ما هو موجود في الطبيعة بدون فكرة مسبقة.
µ - أن يصمت العالم وينصت للطبيعة ويسجل ما تمليه عليه.
¹ - يتدخل الاستدلال العقلي، لإبراز الفكرة.
¹ - يظهر المجرب لتفسير الظاهرة، بهدف السماح للتجربة من التحقق من .الفرضية.
¹ - تنتج عن التجربة ظواهر جديدة على العالم أن يبدأ بالملاحظة، وهكذا
دواليك.
1- المسكوت عنه في النص:
1- الفرضية التي لا تُستوحَى من التجربة مجرد خيال، والفرضية التي لا تقبل التحقيق بالتجربة فرضية
لا تنتمي إلى عالم العلم(أورده الجابري في كتابه:المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي.ص 26.63 .خاص عن برنار)
2 – الفكرة بذرة والمنهاج التجريبي هو التربة التي تمدها بالشروط التي تجعلها تنمو( نفس المرجع السابق)
3 – دور المنهج هو قيادة الفكرة نحو تفسير الطبيعة والبحث عن الحقيقة من خلال منهج الاستقراء.
4 – مما يعني بأنه يجب أن نعدل النظرية لتتوافق مع الطبيعة، لا أن نعدل الطبيعة لتتوافق مع
النظرية.( نفس المرجع السابق ص.64)
@- تقييم الموقف صاحب النص :
" - ومع ذلك يبقى الواقع المادي الاختباري هو الذي يحدد مصداقية النظرية ،لأن الملاحظة في سياق فعل التجريب تُسجل الواقع كآلة تصوير وبدون فكرة مسبقة.
" - الغير مصرح به في النص هو أن العالم يتعامل مع واقع معطى، جاهز، يحمل حقيقته في ذاته ( بلغة نيوتن خصائص جوهرية كما سنرى) مستقلة عن ذات الملاحظ .
" - قد يكون العيب في الملاحظة التي قد توقع في الخطأ ، ولهذا يشرط صاحب النص فعل الملاحظة التجرد من الأفكار المسبقة إلى درجة التطابق مع آلة تصوير، وهذا تشييئ للعالم مستحيل ، ليس هناك ملاحظة بريئة أو تجربة غُفل،يقول باشلار كل ملاحظة تتم في ضوء نظرية سابقة، وانطلاقا من تأويل معين للظواهر، فهي إذن موجهة من خلف.إن الملاحظة تؤيد أو تبطل نظرية سابقة أو تعيد بناء الواقع. ( نقول هذا بالرغم من اختلاف إشكالية باشلار عن إشكالية كلود برنار)
ملحوظة: يتميز كلود برنار عن التجريبيين المعاصرين له من جهة دفاعه عن الفرضية في سياق المنهج التجريبي.ذلك أن الموقف التجريبي التقليدي عموما يعطي للتجربة الابتدائية الدور الحاسم في بناء الحقيقة العلمية بالطبيعة، ويعتبر الفرضية نوع من الميتافيزيقا أو السحر يُفرض على الواقع الذي يحمل خصائصه الأنطولوجية ولا دور للعقل في
وجودها. نقول هذا لأن نص برنار لا يساعد على فهم نص روني طوم : الخيال والتجريب،كما لا يساعد على خلق حوار مع العقلانية العلمية المعاصرة في المحور الثاني بسبب حضور الفرضية في المنهج التجريبي لكلود برنار. كان من الأفيد استحضار نموذج للموقف الاختباري التجريبي الرافض للفرضية العقلية حتى يجد نص روني والمحور
الثاني أهميته الإشكالية .لأن الخلاف بين العلماء ليس شخصيا بل تفرضه اختلاف الإشكالية( الماكروفيزيائية و الميكروفيزيائة).
لهذه الاعتبارات يمكن الاشتغال على نص إسحق نيوتن ( شيخ الاختباريين 1642. 1727)
كتمهيد لفهم إشكالية العقلانية العلمية التطبيقية( سميت بالتطبيقية أو المطبقة تمييزا لها عن العقلانية الفلسفية ).
نوظف نص نيوتن التالي يقول في رسالته ل :Oldenburg
" المنهج الحق كما تعرفون لإدراك خواص الأشياء هو استنباطها من الخبرات، ولقد سبق أن قلت لكم بأنني لم أتوصل إلى نظرية الجاذبية عن طريق مخالفتها أو عدم اتفاقها مع النظريات الأخرى، بل استخلصتها من الخبرات استخلاصا وضعيا مباشرا.لذا فالكيفية الملائمة للتأكد منها هي ملاحظة ما إذا كانت التجارب التي أقترحها تؤكدها فعليا. ( مأخوذ من كتاب الواقع في التفكير العلمي المعاصر.سالم يفوت. مطبوعات كلية الآداب.ص66)

*-- تحليل ومناقش هذا النص الوظيفي:
1- نحن أمام موقف علمي اختباري تجريبي ينظر للمعرفة كانعكاس مرآوي للواقع في النظرية.
2- الحجة في ذلك هو اعتباره الواقع العلمي واقع مادي له خواص ( جوهر بالمعنى الأرسطي) ودور
الملاحظة والتجربة هو الإخبار عن الواقع كما هو.
3- استبعاد أي دور للفرضية، الدليل هو قوله أنه لم يعتمد في اكتشافه للجاذبية على استحضار نظريات
سابقة، بل استخلصها من التجربة استخلاصا مباشرا ووضعيا
4- إذن فواقعية الظواهر هي شرط إدراكنا لها، ومن تمة يجب أن تطابق النظرية الواقع.
5- النظرية العلمية تتأسس على التجربة الابتدائية وتنتهي بالاختبار التجريبي.( تجربة = نظرية + تجربة)
6 – وهذا ما دفع إنشتاين إلى القول :" إذا كانت التجربة في بداية معرفتنا للواقع وفي نهايتها، فأي دور
يتبقى للعقل في العلم
".(مأخوذ من نص : هل تشكل التجربة منبع النظرية.مقرر السنة الماضية.
السنة الثانية بكالوريا. الشعبة العلمية.ص 40)
7- هذا موقف تجريبي اختباري مخالف لموقف كلود برنار التجريبي الذي أعطى مساحة للفرضية وإن
بشكل قابل للنقاش ،إذ يجب أن لا ننسى أن برنار كان شغوفا باستعمال تعبير له دلالته المنهجية، وهو
التّفرّج التجريبي.
8- النظرية العلمية إذن قائمة على الاستقراء التجريبي للظاهرة، مع العلم أن نيوتن رياضي أيضا ولكنه يبدو
أن العلم الرياضي لديه له وظيفة أخرى لا مجال لمناقشته الآن.
9- القول بواقعية الظاهرة المستقلة عن الذات- بسبب امتلاكها لخواص معطاة- يترتب عنها القول بالحتمية
واليقين، واللذان يتجسدان في استنساخ الواقع كما هو.

المحور الثاني : العقلانية العلمية التطبيقية
/- إشكال المحور: بأي معنى الفيزياء النظرية إبداع عقلي حر؟ والحالة هذه كيف تتحدد العلاقة بين التجربة والعقل في بناء النظرية؟ وأخيرا ما دلالة التجربة والعقل ضمن هذا السياق الإشكالي الجديد؟ وهل نحن أمام قطيعة مع المنهج التجريبي أم بصدد إعادة علاقة حوار جدي بين التجربة والعقل؟ أم الأمر يتعلق بإشكاليتين لا مجال للمطابقة بينهما؟

العقلانية المبدعة . إنشتاين

1- سؤال النص : ما هو الأساس النظري العلم؟
2– الجواب:
أ- العقل يمنح النسق الفيزيائي بنيته ( وجوده)، وعلى التجربة أن تطابق القضايا الناتجة عن النظرية.
ب – النظرية الفيزيائية تتولد من الاستنباط الرياضي المنطقي ( وليس الاستقراء التجريبي)
ج – إذن ليست التجربة هي المنبع الذي تصدر عنه النظرية.
د – المبدأ الخلاّق في العلم لا يوجد في التجربة ن بل في العقل الرياضي.
ي – المحصلة: إني على يقين بأن البناء الرياضي الخالص( استبعاد التجربة) يمكننا من فهم ظواهر
الطبيع ( ألم يقل في المرجع السابق - إني أصادق على أن الفكر الخالص قادر على فهم الواقع،
كما كان يحلم بذلك القدماء)
3- تقويم الموقف العقلاني التطبيقي:
أ‌- نحن أمام إشكالية علمية جدية،( نقصد بالإشكالية الطريقة النوعية التي تطرح بها الإشكالات، وشبكة الأسئلة التي توجه التساؤل. وهذه الطريقة في طرح الأسئلة يحددها نسق من الشروط الخاصة بإيديولوجية فترة معينة وبجملة التمثلات الموجودة في سياق ثقافي وتاريخي معين)فرضت النظر إلى الطبيعة من منظور مخالف للمنظور الاختباري-التجريبي بجميع تلاوينه.
ب‌- عناوين هذه الإشكالية- حتى يتمكن التلميذ من ضبط المفاهيم والسياقات الإشكالية للنظريات-هي الميكانيكا الكوانطية ، والديناميكا الحرارية ، والمنطق الرمزي ونظرية النسبية مع إنشتاين....إلخ. إنها بالفعل ثورات لم تعمل فقط على تأسيس علم جديد بل إلى مراجعة وإعادة النظر في مبادئ العقل نفسه، وهو ما سمي بأزمة العقل التقليدي. هنا يمكن للتلميذ أن يفهم سبب وجود عقلانية علمية تطبيقية قائمة على القول بدينامية العقل الجدلية.
ج - بالعودة إلى النص، القول بالعقلانية المبدعة، معناه الضمني أن العالم لم يعد يجد نفسه أمام واقع
أونطولوجي معطى للنظرية العلمية ، عليها أن تصفه كما هو، بل أصبح الواقع العلمي يُخلق ويُنشأ
علميا، أي بطريقة الصياغة الرياضية أو الاستنباط الرياضي.
د – لنترجم الفقرة الأولى من النص إلى مثال وهو القانون الثاني من النسبية المخصصة لصاحب النص
ليفهم التلميذ ما معنى( أن النسق الفيزيائي يتكون من أفكار ومن قوانين تربط بين تلك الأفكار وقضايا مشتقة منها بواسطة الاستنباط الرياضي ) وحتى يفهم أيضا الحكم القطعي قي نهاية النص والقائل بأن التجربة ليست هي منبع النظرية. الأمر يتعلق برد إنشتاين على نيوتن بخصوص ثبات كثلة الجسم masse مهما كانت سرعته، بالقول أن الجسم في حركته يصدر طاقة، والطاقة تزيد من حجم كثلته، وإذا ما قاربت سرعة الجسم سرعة الضوء ستميل كثلة الجسم إلى ما لانهاية.( هنا تظهر النسبية بين الكتلة(المكان) والسرعة( الزمان) وذلك من خلال الاستنباط الرياضي .
وهذا ما جعل إنشتاين يقول :" لا يمكن استنتاج القاعدة الأكسيومية للفيزياء النظرية من التجربة، إذ يجب أن تكون إبداعا حرا." ولم يتم التحقق تجريبيا من القانون الثاني أعلاه إلا بعد خمس سنوات من طرف العالمين كوفمان وبوخرير سنة 1909 .
و – وهذا ما جعل ألكسندر كويري (1882-1964 ) يقول:" الفيزياء الجديدة قامت على أسس قبلية. فالنظرية تسبق الواقعة، والتجربة غير مجدية، لأننا نملك المعرفة التي نبحث عنها قبل كل تجربة."
ي – إذن نحن أمام عقلانية علمية ولكنها تطبيقية، أي تطبق على الواقع باعتباره بنيات وعلاقات وليس فقط أشياء جاهزة، من هذا المنطلق فالنظرية إنشاء للواقع وإعادة صياغته علميا.


ملحوظة: من الأفيد تذكير التلاميذ باختلاف حضور التجربة والفرضية ( العقلية) ضمن الإشكاليتين المختلفتين: الاختبارية التجريبية والعقلانية التطبيقية، أولا بسبب اختلاف مفهوم الواقع لديهما، وثانيا بسبب اختلاف الشروط المعرفية بعد أزمة الأسس التي غيرت مجرى المنحى الفلسفي والعلمي.....إ؛لخ
·- لفهم روح العقلانية العلمية التطبيقية نورد نصا لجاستون باشلار يقول فيه:
" ليس العلم وصفا لما يظهر أمام الإدراك، بل هو إنشاء للظواهر الطبيعية وخلقها علــميا.إن العلم يخلق موضوعاته ويركبها وليست تعطاه في الإدراك والخبرة الحسية المباشرة، إذ بين هذه الأخيرة والتجربة العلمية توجد قطيعة وانشقاق . وعالم المعرفة الذي يخلــقه العلم هو العالم الموضوعي الحقيقي، إنه زاخـــر بموضوعات الواقع، لا يكون العالم محتــاجا كي يبنيها إلى انتظار ما تجود به الخبرة والواقع... إننا في العلم لا نكون محتاجين إلى وصـــف الشيء وإبداء خواصه(كما عند نيوتن) بل إلى تحديد علاقاته. فتصورات العلم وليدة العلاقات وأساسها الواقعي يكتسي موضوعيته بالرجوع إلى أساســها العــلاقي وليس بالرجــــوع إلى أساسها الاختباري الأنطولوجي. وهذه هي واقعية العلم الحقيقية، إن مفاهيم العــلم بعيدة جدا عن الخبرة المباشرة.إن مضمون التصورات العلمية، إن جازت المجازفة، مضمونا معرفـــيا وليس مضمونا شيئيا.) مأخوذ من كتاب : الواقع في التفكير العلمي. سالم يافوت. منشورات كلية
الآداب والعلوم الإنسانية . الرباط ص 112-113.(أصل النص من: الفكر العلمي الجديد. باشلار)
نحن أمام نص لا يحتاج إلى إبراز مقاصده العلمية، لأنه – بسبب وضوحه العلمي- يكشف بلغة بسيطة عن روح العقلانية العلمية التطبيقية، لكن يبقى مشكل كيفية حضور التجربة في سياق الإشكالية العلمية العقلانية وهذا ما يجيب عنه نص : حوار العقل والتجربة.

1- رهان النص : العقلانية المعاصرة تقول بدينامية العقل الجدلية( الانفتاح والنفي) وبحوار العقل والتجربة،
أي بانفتاح كل منهما على الآخر.لكن بشرط أن المبادرة في الحوار تكون للعقل وليس للتجربة.
2- لفهم مقصد النص ، وحتى لا يحصل تشويش لدى التلميذ بخصوص مفهوم التجربة وشروطها كما تتصورها العقلانية المعاصرة، من الأفيد تذكير التلميذ بمفهوم الواقع عند العقلانية العلمية، لأنه هو المحدد الأساسي لمفهوم التجربة عند العقلانية العلمية، ومن ثمة تخلّص التلميذ من مُماثلته للتجربة عند الاختبارية بالتجربة عند العقلانية المطبقة.وهذا ما جعل باشلار يتحدث عن التركيب الدقيق لكل من النظرية والتجربة في الفيزياء المعاصرة.
3- (الوقع العلمي هو الذي يكون في قبضة ما هو عقلي ) .هذه مسلمة أساسية لحوار دقيق بين العلم والواقع.
بمعنى عبر هذا الحوار لا نكون أمام مادية شيئية ولا أمام عقلانية ميتافيزيقية ( متعالية عن الواقع) بل أمام مادية عقلانية، وعقلانية تطبيقية ، وبهذا تسقط الثنائية القديمة ( التجريبيين والعقلانيين) ، بحيث يصبح العقل العارف مشروطا بموضوع معرفته، بالمحصلة نحن أمام عقلانية مطبقة ( الخلق الرياضي للظواهر) ،
ومادية مبنية ( الواقع باعتباره بنية من العلاقات الرياضية) ومن ثمة العلم لا يعثر على موضوعه بل يبنيه،
من هذا المنطلق يجب إدراك مفهوم التجربة في مقابل واقع فقد صفته الشيئية .
كمثال على إنشاء الواقع عقليا ورياضيا نذكّر التلاميذ بقضية الخلاف بين العلماء بخصوص ما هو واقع الذرة، بحيث أن كل عالم تخيل علميا هذا الواقع انطلاقا من فرضيات عقلية، ما دام لا يمكن ملاحظة واقع الذرة
بالعين المجردة بالرغم من واقعيته الأنطولوجية . ويمكن الاشتغال على الحجة التالية في تخيل واقع الذرة:

- المسكوت عنه في النص:

أ- الحوار بين العقل والتجربة( باعتبارها في النهاية تجربة فكر، بمعنى خلق شروط نظرية جديدة لإبداع واقع علمي بالاستنباط الرياضي) لا يهدف إلى تحقيق اليقين ( كما عند الاختباريين عندما يسجلون خواص الظاهرة كما هي) أو على شاكلة مقال في المنهج ، بل العقلانية التطبيقية هي محاولة دائبةللكشف عن الحقيقة من خلال النفي والجدل ، ومن ثمة الاحتمال ، لأن تاريخ العلم هو تاريخ الأخطاء، والحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه.(باشلار)
ب- العقلانية العلمية ليست عقلا معزولا عن الواقع( بالمناسبة لم يفقد الواقع صفته الواقعية، أي أساسه الموضوعي، وإنما أصبح الواقع يقترن بتركيب العالم للواقع وإنشائه رياضيا.، ومن ثمة فمصداقية النظرية العلمية ليست هي المطابقة بين النظرية والواقع ، بل هي الصدق المنطقي- الأكسيوميي للنظرية كم سنرى فيما بعد، وهذا يحيلنا على محور معايير علمية النظريات العلمية.

المحور الثالث : علمية النظريات العلمية

*- المجال الاستفهامي:
1- السؤال عن أي علم نتحدث؟ هل العلم الاختباري التجريبي؟ أم عن العلوم العقلية التطبيقية؟
2- لماذا هذا السؤال؟ لأن تحديد معيار العلمية يمر بالضرورة عبر التساؤل عن ما هذا الواقع بالنسبة للعالم ؟ وعن منهجيته في بناء المعرفة العلمية؟وأخيرا عن غاية النظرية العلمية ورهانها.إذن فالمنهجية والموضوع والغاية لهم علاقة جدلية بالسؤال: ما هي النظرية" الصحيحة" وكيف تتيح تفسير الواقع؟ ألسنا إذن أمام مُساءلة المنهج والغاية؟
*- إشكال المحور:
1- بأي معنى يعتبر تعدد الاختبارات وتنوعها هو معيار علمية نظرية ما ؟
2- وهل مصداقية نظرية علمية تكمن في يقينيتها المغلقة أم في قابليتها للتكذيب والتفنيد؟
Ð - جواب بيير تويليي:
" - يكمن معيار العلمية في تنوع الاختبارات التجريبية للنظريات العلمية. لماذا؟
*- لأنه لا توجد أي نظرية تمنح لنفسها وحدها نتائج ملموسة.
*- لا تتم أي تجربة علمية بدون مساعدة نظريات أخرى.
*- والحالة هذه فالنزعة التجريبية – وهي المُنتقدة هنا – لا تحقق علمية النظرية، إذ لابد من إضافة فروض جديدة ، تخرج التجربة من عزلتها بحجة أن التحقق التجريبي وحده لا يعطي دلائل قطعية.
*- من بين البدائل : اختبار التماسك المنطقي للنظرية الواحدة .( بخصوص المعيار الأخير ، نستحضر إشكالية الفيزياء النظرية، بمعنى أن معيار علميتها لا يتعلق بالتحقق التجريبي – لأن موضوعها ليس واقعا معطى- بل معيارها هو الصدق المنطقي بين المقدمات والنتائج، في أفق استخراج القاعدة الأكسيومية للنظرية، وبالتالي فمعيار العلمية ليس هو المطابقة بين النظرية والواقع – مادمنا أمام واقع مصنوع في النظرية- بل معيار العلمية هو الصدق
الأكسيومي( التلازم المنطقي الداخلي بين المسلمات والنتائج نفس المشكل يتعلق بالموقف الاختباري والموقف العقلاني التطبيقي، فنحن أمام إشكاليتين لا يتحدثان نفس اللغة مع استعمالهما نفس المفردات( التجربة والفرضية) . وبالتالي لا يصح الحكم على نتائج إحداهما انطلاقا من مقدمات الموقف الآخر.(1)(1- وهذه مناسبة لتعليم التلاميذ كفاية منهجية تتعلق بطريقة التفكير والمناقشة عندما يتعلق الأمر بمجالين فكريين مختلفين، وهي منهجية استعملها ابن رشد في إبطال فتاوى تحريم الفلسفة من قبل فقهاء رافضين للفلسفة، في كتابه فصل المقال، والمؤسسة على ضرورة الفصل الأكسيومي بين الفلسفة والدين. بالمحصلة، من يريد مناقشة الفلسفة عليه أن يقبل بمسلماتها (ومبادئها) ويبحث عن مصداقيتها بالعلاقة مع نتائج تلك المسلمات. فمعيار مصداقية الفلسفة هو التلازم المنطقي بين المقدمات والنتائج، وليس الحكم على مصداقية نتائج الفلسفة من خلال مقدمات دينية، لأن هذا يعتبر عيبا منهجيا نجده لدى كثير من المثقفين حاليا. من غير المقبول الحكم على مصداقية نتائج فكر انطلاقا من مقدمات فكر آخر، بل البحث عن مدى الصدق المنطقي الداخلي.)

- جواب كارل بوبر.

*- معيار العلمية هو القابلية للتكذيب و التفنيد، بمعنى إخضاع النظرية العلمية لقابلية التكذيب حتى
وإن لم تكذب فعلا، أي البحث عن وقائع أو إنشاء تجارب تكذبها، وهو مل يسمى معيار القابلية للاختبار.
*- يحب افتراض أن كل نظرية علمية تتضمن عيبا هي لا تقر به، وبالتالي قابلية اختبارها هو الذي يظهر مواضع عيوبها. فليست النظريات العلمية أنساق مغلقة ونهائية لا تقبل الشك .بل النظرية العلمية هي القابلة للتعديل في أفق اقترابها من الصدق وليس من اليقين الذي يستبعد قابلية التكذيب.

( مثال : مجموعة من العلماء يقولون إن العيب المفترض في نظرية النسبية لإنشتاين هو يقينها حاليا- إلى أن
يثبت العكس- بأنه لا وجود لسرعة أكثر من سرعة الضوء. فقابليتها للتكذيب مرتبطة إذن باكتشاف
سرعة أكتر من سرعة الضوء.)
*- إذن النظرية العلمية – مهما كانت شروط إشكاليتها – هي التي تستطيع أن تقدم الاحتمالات الممكنة التي تفند بها ذاتها وتبرز نقط ضعفها، وتخضع، بصفة قبلية- فروضها لمعيار القابلية للتفنيد أو التكذيب.

9 - القيمة الفلسفية لهذا المعيار.

1- تكمن في إزالة القداسة عن النظريات العلمية، والتعامل معها من منطلق أنها تفكير نسبي محدد بشروط في الزمان والمكان. ليست المعرفة العلمية كالمعرفة الفلسفية حيث يكون الصراع بين المذاهب على السيادة وليس التكذيب، أي هيمنة تيار على آخر دون القضاء عليه. أما تاريخ العلم فهو تاريخ الأخطاء والقطيعة بسبب قابلية كل نظرية للتكذيب، لتفسح المجال لنظرية أخرى تقدم تفسيرها للمستجد ، ويستمر معيار القابلية للتكذيب كضرورة من أجل تقدم العلم.

تقويم على شكل التفكير في إشكال:
*- ما طبيعة الكون؟ منبسط؟ مفتوح لانهائي؟ مغلق محدود؟
*- هل يمكن التحقق من الجواب : بواسطة التجربة؟ أم بواسطة افتراض عقلي؟ في كلتا
الحالتين،لماذا؟
*- ما هي النظرية أو الفرضية أعلاه القابلة للتكذيب أكثر؟ وبناء على ماذا؟








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
 
النظرية و التجربة ( المقرر الجديد )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحقيقة و الرأي ( المقرر الجديد )
» درس الحقيقة (المقرر الجديد- معدل)
» درس النظرية
» النظرية الفيزيائية
» النظرية والتجربة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فيلوصوفيا :: الفلسفة :: مشاريع دروس فلسفية من إنجاز الأستاذ كمال صدقي-
انتقل الى: