كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: تدريس الفلسفة من زاوية مسكوت عنها الإثنين نوفمبر 05, 2018 11:32 am | |
| تدريس الفلسفة من زاوية مسكوت عنها. متى سيتم الحسم في طبيعة العلاقة بين البيداغوجيا وتعليم الفلسفة كمادة دراسية تقتضي ديداكتيكا باعتبارها طريقة في التدريس تتناسب مع طبيعة المادة المدرسة؟ لماذا يجتر مدرسو مادة الفلسفة والباحثين في تعليم الفلسفة نفس الإشكال من دون التقدم في الحسم والاهتمام بقضية تطوير وتنمية الدرس الفلسفي وفتح المجال للإبداع والبحث؟ لماذا لا يطبقون ما يدعون إليه من عقلنة وحداثة بدل اجترار نفس الإشكالات من دون التقدم في تقديم حلول تساهم في تطوير تدريس الفلسفة وليس مراوحة نفس النقاشات التي قد تغدو بيزنطية كما يقال.يشاع أنه في بداية التسعينات حصل صراع صامت وتحت الطاولة بين مدرسي الفلسفة بالجامعة وبين شباب من الباحثين في مجال البيداغوجيا ذات المرجعية الكندية والبلجيكية والأمريكية...حول من له الأهلية في تأليف الكتاب المدرسي لمادة الفلسفة ؟ وهل نفهم من انتقاد المنحى الإيديولوجي للكتب المدرسية لمادة الفلسفة ما قبل التسعينيات أنه تبرير للقطع مع الإيديولوجي ( محمد عابد الجابري.سامي النشار ) وبداية ردّ الاعتبار البيداغوجي لتدريس مادة الفلسفة؟من عاش تجربة تغيير مقررات الفلسفة بداية التسعينات من القرن الماضي سيكتشف لا حقا كل الموجات البيداغوجية التي دخلت هي الأخرى في دوامة التجريب والاجترار....وهل إصدار دفاتر فلسفية ، نصوص مختارة تدخل في ذاك الصراع الخفي بين الفلسفي والبيداغوجي، وكيف نفسر السيولة غير العادية لعدد من المؤلفات حول بيداغوجيا الأهداف والكفايات وبيداغوجيا الإدماج وكتب حول الوضعية المشكلة....ليتم إغراق السوق بشكل يفوق الحاجيات المطلوبة، ليرتد الصراع التجاري بين البيداغوجيين أنفسهم....ليخبو الصراع في نهاية السنوات القليلة الماضية بسبب دحول الشبكة العنكبوتية على الخط، وظهور مدونات ومنتديات فلسفية كان الولوج إليها أسهل من الكتب الورقية.الغائب في هذا الصراع، هو قلة إن لم أقل غياب البحث عن طرائق تدريس الفلاسفة للفلسفة. كيف يدرس فيلسوف الفلسفة كمادة دراسية؟ وهل بإمكان الفيلسوف خوض تجربة تدريس الفلسفة في الثانوي مع تلاميذ مراهقين ؟ قد يكون التدريس بالمحاضرة في المدرج أسهل من التدريس بالتفاعل في التعليم الثانوي التأهيلي؟ وأتساءل كيف لديكارت أن يرفض تدريس الفلسفة بزعم أنه ميسور أم كان يعلم بأن التدريس يقضي قواعد منهج غير التي سطّرها العقل، وأن قواعد منهح لعقل المراهق أو الطفل تقتضي شروطا فلسفية الفيلسوف نفسه عاجز عن تحديدها ليتخل البيداغوجي كوسيط ويحل مشكلة تنابذ الخطاب الفلسفي مع الواقع التدريسي والفضاء العمومي.تمنيت له كتب أحد طلاب شوبنهاور تقييما لطريقة تدريس شوبنهاور التي نفر منها معظم الطلاب بينما استحسنوا طريقة تدريس هيغل، وربما هذا من بين العداوة بين الفيلسوفين؟ مع الأسف كثيرا ما يتم الخلط بين محاضرة فيلسوف وبين درس فلسفي، وأتصور هل يتوفق فيلسوف في تدريس فلسفته للطلاب المراهقين؟ إن عجز عن ذلك فما مبرر وجود تدريس الفلسفة كمادة دراسية؟ وكيف يوكل تدريسها من قبل مدرس ليس بفيلسوف ؟ وهل شرط تدريس الفلسفة أن يكون المدرس فيلسوفا، وهل التكوين الفلسفي والبيداغوجي لمدرسي الفلسفة له شرعية تدرس الفلسفة كمادة دراسية؟....كيف نفسر حضور فلسفة فيلسوف كمادة دراسية صاحبها يعجز عن تلقينها بيداغوجيا بينما مدرس مادة الفلسفة يتقن تدريسها؟ قد لا يكون الأمر صعبا بالنسبة لفيلسوف درّس الفلسفة كمادة دراسية في التعليم الثانوي مثل الفيلسوف الفرنسي " ميشال أونفراي"، لكن في أحد الأشرطة المصورة إعترف ميشال أونفراي بأنه كان يستهجن الكتب المدرسية والأطر المرجعية بل كان يستهجن ملاحظات المراقب التربوي ويتحداه ولا يأخذ بتعليماته!!!!!!!...وكان يدرس مادة الفلسفة بما هو مقتنع به شخصيا وليس وفق أطر مرجعية توحد تدريس الفلسفة حسب الجهة. وهذا من بين النزعة الاستعلائية التي يُتهم بها ميشال أونفراي في كل فلسفته وحواراته. | |
|