قضية من قضايا اللامُفكّر فيه: المُعمّرون الجدد.
على إثر قضية " خدام الدولة " والتي أصبحت رمزا لكل أنواع النهب واستغلال النفوذ،. وفي إطار المماثلة من نفس الجنس والنوع،أقول إن المغاربة قاوموا الاستعمار الفرنسي، هذا الأخير الذي أهدى أراضي من التراب الوطني لخدّامه، سُمُّوا ب" المُعمّرين "...فلو صحّ تحقّق الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، فبماذا نفسّر استمرار سياسته من قبل بني جلدتنا ؟ فهل خُدّام الدولة المغاربة هم بمثل المُعمّرين الفرنسيين؟ إذا تمت مقاومة الأخيرين فهل يجوز مقاومة الأوليين بحجج مقاومة الأخيرين؟ هل يجوز تأويل تفويت أراضي في ملكية الدولة للمُعمّرين المحليين على أنه نوع من الاستعمار لكن من ذوي القُربى؟ هل كان الشاعر طرفة ابن العبد مُحقا في قوله : وظلم ذوي القربة أشد مضاضة...على المرء من وقع الحسام المهنّد.؟
من يذكر " طريق زعير " أتذكر قول عامة المغاربة " شي تزاد في السويسي وشي تزاد في الفوسي؟ إنها مفارقة الحياة التي حيّرت كارل ماركس، لهذا كان أمله في تحقق مجتمع شيوعي خال من الطبقات ومن الصراع الطبقي ، وحيثُ يتفرّغ الناس لصراعهم مع الطبيعة من أجل الاستفادة من خيراتها بالعلم والعمل.لكن هيهات...شاء مكر التاريخ مسارا آخر إلى أن تجتهد النخبة والجماهير في إيجاد مخرج يُتيح تحقيق كرامة الناس. فهل هذا المطلب جريمة ؟ المطالبة بالعيش الكريم وفق قواعد تحترم اقتسام الثروة الوطنية؟