كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| |
كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: رد: تحيين المجزوءات. الثلاثاء فبراير 17, 2015 8:27 pm | |
| | |
|
كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: رد: تحيين المجزوءات. الثلاثاء فبراير 17, 2015 8:30 pm | |
| | |
|
كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: رد: تحيين المجزوءات. الثلاثاء فبراير 17, 2015 8:42 pm | |
| إن الحدود بين الطبيعة والثقافة، والتمييز بين ما هو مادي وما هو فكري تميل إلى الانمحاء عندما نحلل القسم من الطبيعة الذي هو خاضع مباشرة للإنسان، مُنتج أو مُعاد إنتاجه من طرف الإنسان ( الأدوات والأسلحة واللباس...) هذه الطبيعة التي هي خارجية بالنسبة للإنسان ليست خارجية بالنسبة للثقافة والمجتمع والتاريخ.، فهي ذلك الجزء من الطبيعة الذي تمّ تحويله بواسطة الفعل الإنساني وفكره.إن هذا القسم واقع مادي وواقع فكري في نفس الوقت، أو على الأقل فهو مدين في وجوده للفعل الواعي الذي يقوم به الإنسان في الطبيعة.وهذا الجزء من الطبيعة هو الطبيعة المُمتلكة والمؤنسنة، أي التي أصبحت مجتمعا، أو التاريخ مُسجّلا في الطبيعة. موريس غودولييه. الفكرة والواقع. 1984. z 13 ***************************************************************************
يثار في الميدان البيولوجي خلاف قديم حول نصــــيب كل من الفطري والمكتسب في تحديد بعض الاستعدادات لدى الكائنات البشرية ... فهناك من يريد أن يرى في الوراثة والمحيط الخارجي قوتين متضادتين، بحيث يتم البحث عن مقدار فعل كل منهما في سلوك الفرد واســــتعداداته، كما لو كان من المفروض عند نشأة السلوك البشري أو اختلالاته أن يقصي أحد العاملين الآخر. والحق أن الكائن البشري، كأي نظــــــام عضوي حي ، كائن مبرمج، فالطبيعة " الإنــسانية" تتوفر على مجموعة من الإمكانات منذ الولادة، وما يتحقق منها يتكون شيئا فشيئا خلال حياة الفرد، عن طريق التأثير المتبادل مع الوسط الخارجي. إن صبغيات الكائن البشري تمنحه مجموعة من الاستعدادات الجســــمية والذهنية بحيث يمكن أن يستـــثمرها وينميها وفق الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه وينمو. فالجهاز الوراثي على سبيل المثال ، هو الذي يمنح الطفل القدرة على الكلام ، هو الذي يعلمه لسانا معينا بدلا من غيره.
( المرجع : فراسو جاكوب :" لعبة الممكنات" فايار – باريس 1981)
*************************************************************************** الفطري والمُكتسب. " إن الكروموزومات الستة والأربعين للكائن البشري تمنحه سلسلة من القدرات الجسمية والعقلية التي يُمكنه استغلالها وتطويرها بشكل متنوع في الوسط الاجتماعي الذي ينمو فيه، فالتركيبة الجينية للطفل هي التي تمنحه مثلا القدرة على الكلام، ولكن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه هو الذي يُعلّمه لسانا Langue بدل لسان أخر ( عربي،أمازيغي، فرنسي..) فكأيّ سمة أخرى يُشكّل سلوك كائن بشري بفعل تفاعل مستمر بين الجينات والوسط الذي يعيش فيه الفرد. هذا الترابط بين البيولوجي والثقافي غالبا ما يتم التقليل من قيمته عندما لا يتم إلغاؤه لأسباب إيديولوجية وسياسية...فبدلا من اعتبار لبيولوجي والثقافي متكاملين وغير منفصلين في تشكيل الكائن البشري، يحرص البعض على القول بتعارضهما. يُريد البعض أن يرى في الوراثة والمحيط قوّتين متعارضتين، ويحرصون على تحديد مُساهمة كل منهما في تشكيل الفرد وكأنه في تكوين السلوك البشري واضطراباته، يجب أن يلغي هذان العاملان أحدهما للآخر." فرانسوا جاكوب. لعبة الممكنات. 1981. ص 122
***************************************************************************
يقول " دومينيك بورج . Dominique Bourg.Droit de l’homme et ..écologie" إنه من الواجب الإقرار بأن للطبيعة حقوقا علينا، وأنه يلزم إيقاف كل ما يُمارس ضدها من استنزاف وعنف... فالطبيعة إرث مشترك بيننا، ونحن مسئولون عن الكائنات الطبيعية وعن مصيرها...إننا نشهد انقراضا تدريجيا للطبيعة، لن يتوقف ما لم نعمل على إعادة النظر في العقد الاجتماعي الذي يُحدد علاقتنا بالطبيعة...فقد أصبح من الواجب علينا التعامل مع الطبيعة كإرث مشترك للإنسانية ( في حاضرها ومستقبلها) ولم يعد من حق أيّ واحد منّا أن يفعل بالطبيعة وفيها ما يشاء...ليس هناك أيّ سبب لإقامة عقد متخيل بين الإنسان والطبيعة لمواجهة هذا المشكل، فالأمر يقتضي فقط تفكيك حقوق الإنسان والمواطن، وإعادة بنائها من جديد، انطلاقا من الوعي بنا ينبغي أن تكون عليه علاقات البشر بعضهم مع بعض من جهة، وعلاقاتهم بباقي عناصر الطبيعة من جهة أخرى." ***************************************************************
هل ينبغي أن نحدّ من تدخلنا في الطبيعة ؟ يقول ميشيل سير / الفيلسوف ومؤرخ العلوم في كتابة : Le Contrat Naturel .E. Flamation.1990M:" إنه ينبغي أن نضيف إلى العقد الاجتماعي الذي يحكم علاقاتنا ،مُتعاقدين آخرين هم كل عناصر الطبيعة، فيصبح العقد عقدا طبيعيا يتخلى بمقتضاه الإنسان عن حقه في امتلاك الطبيعة، والسيطرة عليها، ويكون له فقط حق الإنصات للطبيعة، والنظر بإعجاب إليها، وحق الأخذ منها وواجب إعطائها في مقابل ذلك ، وحق معرفتها دون أن يعني ذلك تملّكها أو السيطرة عليها أو ممارسة أيّ شكل من أشكال العنف عليها. وهذا العقد الطبيعي سيشكّل عقد سلام بين الإنسان والطبيعة يُدين بمُقتضاه القانون الجديد كلّ من يُفسد الطبيعة، ويذهب خيراتها... حق الإنسان في إطار العقد الطبيعي الجديد، حق أخذ وعطاء، فبمقدار ما تُعطي الطبيعة للإنسان يتعيّن على الإنسان أن يُعطي للطبيعة، فهي صاحبة حق على الإنسان الوفاء به. ***************************************************************************
عنف العالمي، والسلطة الجهنّمية ، للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي "جان بودريار. ( من المقرر الدراسي لمادة الفلسفة بتونس ضمن إشكالية الخصوصية والكونية) التمهيد: في الوقت الذي تتزايد فيه الأصوات الداعية إلى احترام حقوق الإنسان الكونية، تنمو في المقابل السلطة التقنية والاقتصادية بروافدها الإعلامية فيحدث توترا بين قطب فكري يدافع عن الحرية والكرامة الإنسانية وآخر بضائعي يدفع سكان العالم قاطبة إلى مماثلة نمطية تذيب الاختلاف والخصوصيات. النص، يول جان بودريار :" هناك لفظتي " العالمي " Mondial والكوني Universel تشابه خادع. إن الكونية هي كونية حقوق الإنسان والحريات والثقافة والديمقراطية. أما العولمة فهي عولمة التقنيات والسوق والسياحة والإعلام. تبدو العولمة ذات اتجاه لا محيد عنه، في حين أن الكوني في طريقه إلى التلاشي. هذا الكوني الذي تشكّل ضمن قيم حداثية غربية، لا نظير له في أيّ ثقافة أخرى. كل ثقافة تتعمم تفقد خصوصيتها وتموت. هكذا كان أمر كل الثقافات التي دمّرناها بدمجها بالقوة، وكذلك بثقافتنا في تطلعها إلى الكوني. الفرق أن الثقافات الأخرى ماتت من خصوصيتها، وهو موت طبيعي، في حين أننا نموت من فقدان كل خصوصية، ومن استئصال كل قيمنا، وهو موت عنيف(1). نعتقد أن المصير المثالي لكل قيمة يكمن في ارتقائها إلى الكوني،دون أن نُقدّر الخطر المميت الذي يؤلفه هذا الترفيع : إنه ليس ترفيعا بقدر ما هو بالأحرى تخفيف إلى درجة الصفر من القيمة. في عصر التنوير، كان التعميم يتم بإسراف، حسب تقدم صاعد،أما اليوم فهو يتم بالغياب، بالهروب إلى الأمام نحو أصغر قاسم مشترك. هكذا الأمر بالنسبة لحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، فاتساعها يتطابق مع أضعف تعريفاتها. الواقع أن الكوني يهلك في العولمة. وعولمة التبادلات تضع نهاية لكينونة القيم،إنه انتصار الفكر الوحيد على الفكر الكوني. إن ما يتعولم هو السوق أولا،وفرة التبادلات وكل المنتجات، وتفّق المال المستمر.وثقافيا، اختلاط كل العلامات وكل القيم،أي البورنوغرافيا (2). لأن الانتشار العالمي لكل شيء ولأيّ شيء على امتداد الشبكات هو البورنوغرافيا : لا حاجة إلى الإطلاق للفجور الجنسي، ويكفي هذا الجماع التفاعلي. وفي نهاية هذه العولمة، لا يعود ثمة اختلاف بين العالمي والكوني. فالكوني نفسه تعولم، والديمقراطية وحقوق الإنسان تعبُر الحدود كأيّ نتاج عالمي، كالنفط أو رؤوس الأموال. ------------------------------------------------- 1 -موت عنيف: يرى بودريار أن الحضارة المعاصرة قد ولّدت عدوا من داخلها يتمثل في تشيؤ الإنسان وتنميطه مما أدى إلى ظهور عنف العالمي وهو عنف يعمل على إقامة عالم مُتحرّر من كل نظام طبيعي سواء أكان الجسد أو الجنس أو الولادة أو الموت، وهو أيضا عنف جرثومي يعمل بالعدوى وبرد فعل متسلسل يأخذ مظاهر مزاجية وعصابية ولا عقلانية مقارنة بعصر التنوير. 2- البورنوغرافيا :تدل على التبادلات المتكررة للجنس والعنف معا بصورة يعمل فيها العنف مع طغيان العالمي في وقت واحد،إنها حالة التلازم العبثي. -------------------------------------------------------------- جان بودريار :فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي معاصر نال شهادة الدكتوراه عن أطروحة عنوانها " نظام الأشياء" بإشراف المفكر " هنري لوفافر ". عرف بمعاداته للإيديولوجيات سواء منها ذات المنحى الكلياني الاشتراكي أو المنحى الليبرالي نظرا لأنها تمارس تسلطا على الأفراد بما تنتجه من علامات ورموز تشدّ إليها حياة الناس وتجعلهم يعيشون خارج ذواتهم،إذ تأسر دلالات العلامات الناس وتفرض عليهم سلوكهم من الخارج.
************************************************************** لا يمكننا أن نتحدث عن الجسم الإنساني دون أن نطرح مسألة اللباس، لأن الثياب فيما يقول هيجل، هي اللحظة التي يُصبح فيها المحسوس دالاّ، أي أن الثياب هي ما يُصبح به الجسم دالاّ وبالتالي حاملا لعلامات خاصة. واليوم ماذا يحدث؟ لنقل بأن هناك نزعة قطيعية متصاعدة في مجال اللباس، وأن هذه القطيعية تتوقف على نوع من التبعية التي تجعل من البعض يتخذ نمطا من اللباس، ومن ثمة الجسم، مثال ذلك لباس الشباب والشعر الطويل ونماذج من الاقتداء بمختلف النجوم. وإذا كان تعديل للجسم مفهوما يتعلق بالتمايز بين الجنسين، فالآن هناك إلغاء الفرق بين الجنسين في اللباس. فالجسم – اللباس يفقد تمايزه والجسم يتحرّر من اللباس، ويعود العُريّ إلى الظهور في مرونة وبسهولة...وبالرجوع إلى فكرة هيجل نرى أن للغياب المقصود والمراقب لمقاطع من اللباس يؤدّي وظيفة جعل الجسم الجديد، الجسم الحديث يعبّر عن نفسه ويُصبح دالاّ. Roland Barthes .Encor le corps .in critique 1978
*******************************************************************
يتبع
| |
|
كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: رد: تحيين المجزوءات. الثلاثاء فبراير 17, 2015 8:54 pm | |
| لماذا تشكل الطبيعة المرجع لتفكيرنا وسلوكنا وقيمنا؟ " نقصد بالطبيعي بالخصوص ما لا ينبغي تغييره، فهو يمثل جوهر الأشياء، وهو ماتم اختباره، والتأكّد من صحته وثباته وصلاحيته. فالطبيعة إما أنها قد خلقت وتمّ تنظيمها من طرف عقل سام، وفي هذه الحالة لا يليق بنا أن نغير ما أحدثه هذا العقل، وإما أن الطبيعة هي حصيلة تطورات مادية متعاقبة أدت إلى انقراض العناصر الضارة والضعيفة، وإلى بقاء العناصر النافعة والفعالة، بقاء يضمن للطبيعة توازنها، فما علينا إذن ألاّ أن نُمْسِكَ عن كل تدخّل في الطبيعة،لأن ذلك يؤدي إلى فقدان الطبيعة لطبيعتها. بهذا المعنى نفهم الدلالة القدحية لعبارات من قبيل Denaturer أي تشويه، باعتبار أن في كل تغيير للطبيعة تحريفا وتشويها لها. Françoit Dagomet.la metrise du vivant. hachette.1988.p.8 | |
|