كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: عيب منهجي. الأحد نوفمبر 09, 2014 9:28 am | |
| مجرد سؤال عابر: هل من المطلوب في تحليل مميزات التفلسف ضمن المحور الثالث : لماذا التفلسف؟ بالنسبة للجذوع المشتركة،أن نقوم بتحليل النصوص وفق ديداكتيكية السنة أولى والثانية بكالوريا، بمعنى تحديد إشكال النص وأطروحته وبنيته المفاهيمية والحجاجية وتقييم الأطروحة واستحضار الأطروحات المدعمة والمُخالفة ضمن الاختلاف في المنطلقات والرهانات....أم ينصبّ النقاش على الذي يُميّز الفلسفة والمُتجلي في : الدهشة والبحث عن الحقيقية والشك والعقلنة،إضافة إلى معالم التفكير الفلسفي ونمط اشتغاله( بالرغم من تكرار لماذا التفلسف في نمط اشتغال التفكير الفلسفي) من قبيل : السؤال وبناء المفهوم والحجاج والنسقية والمنظور القيمي؟ هل من المفروض في مرحلة الاستئناس الفلسفي أن نُرهق التلميذ بتحليل النصوص وفق الأهداف النواتية والدخول في تفصيلات علما أن التلميذ لم يتعلّم ولم يطلع بعد على طبيعة التفكير الفلسفي؟ كمثال في إحدى النصوص يفسّر نيتشه أسباب اعتبار طاليس أول من دشّن القول الفلسفي...وإذا بالسادة المدرسين يتجاهلون طاليس، ويشرعون في الحديث عن نيتشه وكأنه هو من دشّن القول الفلسفي أيام الإغريق، فيتم الحديث عن البنية المفاهيمية لنيتشه وليس طاليس، وعن حجاج نيتشه وليس حجاج طاليس.مع أنه في إطار التناص الفلسفي يُمكن استحضار القول الطاليسي من خلال قولته الشهيرة التي أوردها أرسطو:" إن النبات والحيوان يغتذيان بالرطوبة، ومبدأ الرطوبو الماء، وما منه يغتذي الشيء فهو يتكون منه" هذا القول هو الذي اشتغل عليه نيتشه وبيّن كيف أن طاليس فسّر الطبيعة بالطبيعة، إضافة إلى ردّه الكثرة إلى الواحد من خلال مبدأ " الكل واحد". السؤال إذن، متى نميّز بين وظيفية النص ضمن إشكال محدد، وليس التعامل مع النصوص وكأنها شبيهة بالتلاوة المفسرة ، بحيث نسجن أنفسنا في ظاهرها ونعيد نفس القول وربما بما هو أقل قيمة من القول الأصلي إن لم تقم بتشويهه وليّ عنق النص ليقول قولا بعيدا عن وظيفته. مثال، ونحن نتحدث عن الشك، وقرر أحدنا الاشتغال على نص لديكارت، هل نبيّن قيمة الشك الفلسفي في بعده الكوني،ويمكن الاستشهاد بمفكرين آخرين أم نسجن أنفسنا في أطروحة ديكارت والبحث عن أسباب شكه، ومفاهيمه، ودور الحواس في الخداع والكوجيتو؟هل نتحدث عن الشك الفلسفي أم الشك الديكارتي زكيف يمكن توظيف حديث ديكارت عن الشك في إبراز الشك الفلسفي مع تنحية الخصوصية الديكارتية للشك؟ بمعنى وحتى إن حضر ديكارت ،كيف أوظفه في إبراز نمط اشتغال التفكير الفلسفي وليس نمط اشتغال الفكر الديكارتي؟ النص الديكارتي: " "كنت قد انتبهت منذ سنواتي الأولى ، إلى أني قد تقبلت كمية من الآراء الخاطئة على أنها أراء حقيقية وصادقة، وإلى أن ما أقمته على هذه المبادئ غير المؤكدة، لا يمكن أن يكون إلا أمورا مشكوك فيها وغير مؤكدة، وذلك بحيث كان علي أن أقوم مرة واحدة في حياتي ، بالتخلص من كل الآراء التي تلقيتها إلى ذلك الوقت، وأن أبدأ كل شيء من جديد ابتداء من الأسس، وذلك إذا ما كنت أريد أن أقيم قدرا من اليقين الصلب والثابت في المعارف والعلوم. لكن بدا لي في ذلك الوقت أن هذه المهمة كبيرة جدا بالنسبة لعمري، فانتظرت إلى أن أبلغ أقصى سن أصبح فيه أكثر نضجا، بحيث أستطيع إنجاز هذا الأمر، أي تقويض كل آرائي السابقة...لكن بما أن العقل يقنعني بأن علي ألا أتردد في تصديق بعض الأشياء التي ليست تامة اليقين بنفس القدر الذي يمكن أن أصادق فيه على أشياء تبدو لنا خاطئة بشكل جلي، فإن أدنى عنصر شك أعثر عليه فيها يكفي ليجعلني أرفضها. ديكارت. تأملات ميتافيزيقية. من مقرر مباهج الفلسفة.ص 104 ويقول كارل ياسبرز:" إذا رغبتُ في التفلسف تملّكني الشك... يبدو الشك منهجيا يستتبع فحصا نقديا لكل معرفة، ومن هنا نخلص إلى أنه ليس هناك ثمة فلسفة حقيقية دون أن يكون هناك شك." وفي نفس الإطار كيف يتم ربط الشك بفعل الدهشة، وهل تهمنا الدهشة الفلسفية أم مفهوم شوبنهاور للدهشة، وما علاقة الدهشة بالشك والسؤال...وهل لكل فيلسوف مفهومه للسؤال، وهذا هو المطلوبـ أي تقديم تقارير عن الفلاسفة أم عن الفلسفة والتفلسف، وكيف يتم توظيف مواقف الفلاسفة في سياق بناء التفكير الفلسفي، والانتقال إلى مرحلة التفلسف؟ | |
|