عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
موضوع: منهجية الإنشاء الفلسفي أو قواعد لتوجيه الفكر. الخميس أبريل 10, 2014 9:24 pm
عاجل: منهجية الإنشاء الفلسفي أو قواعد لتوجيه الفكر.
خرج إلى حيّز الوجود أحد أهم الإصدارات المتعلقة بالكتابة الفلسفية بعنوان " منهجية الإنشاء الفلسفي: النص، السؤال المفتوح، والقولة" للمؤلفين الأساتذة : شفيق أكريكر ،محمد بوتنبات،محمد الخلوفي. وحجم الكتاب ناهزة 350 صفحة،مما يعني أن هناك مجهودا جبارا بذله المؤلفون في مقاربة أحد أصعب الإشكالات المنهجية المدرسية: الإنشاء الفلسفي، بحيث لم يتجرأ إلا قلة من المهتمين بالشأن التربوي على خوض هذه " المغامرة المنهجية" بدليل قلّة التأليف في هذا المجال، إن لم نقل لا يتعدى رؤوس الأصابع، إذا جاز لنا أن نتحدث عن النوع في المقاربة، لكن ما راج في في الأعوام السابقة، هو مقاربة الإنشاء الفلسفي من خلال مقالات هنا وهناك. إنّ كتابا بهذا الحجم يدل على نيّة المؤلفين في تدارك هذا النقص في هذا النوع من التأليف منذ استقلال المغرب إلى الآن. وألتمس من المعنيين بالهمّ المنهجي في الكتابة الفلسفية خاصة، وتأصيل قواعد للتفكير عموما، الإطلاع على الكتاب والعمل على فتح نقاش عمومي بين مدرسي الفلسفة وكل من له اهتمام بالإنشاء بصفة خاصة والتفكير المنهجي بصفة عامة ، وذلك من خلال إبراز قيمته ونقد ما يبدو أنه يستحق النقد ،في أفق ترسيخ ثقافة التضامن البيداغوجي وتشجيع مثل هذه الاجتهادا والرامية إلى إبداع طرق للتفكير وإن كان من موضوع الكتاب يبدو أنه خاص بالإنشاء الفلسفي ، وهذا واجب يمكن من خلاله تطوير كفاءاتنا المعرفية والفصلية والحياتية عموما، وهذه الكفاءة تُمكّن المتعلمين أيضا وهم بالآلاف ، من تطوير طريقة إبداعهم لكتابتهم الإنشائية، وبالنتيجة الارتقاء بفكرهم من النمطية واستهلاك الرائج، إلى اختيار الأجود والأصلح. لهذا فالكتاب يساعد على حسن استخدام العقل في التفكير الممنهج والعقلاني. لكن تجدر الملاحظة،إلى أن الكتاب سفر في ربوع الفكر الفلسفي، وهذا هو البعد الثاني للكتاب، بحيث لا يقتصر البحث فيه على مقاربة تقنية الإنشاء الفلسفي، بل الكتاب سفر فلسفي وترحال في دروب آليات التفكير وطرق البحث، مفاهيميا وحجاجيا وإشكاليا. والأهم في الكتاب هو التأسيس لقواعد منهج في التفكير عموما وإن بدا أن الموضوع متعلق بالإنشاء الفلسفي. إن قارئ الكتاب مهما كان تخصصه، يجد نفسه أمام طرائق لإعمال العقل في النصوص الفلسفية وأسئلتها وقولاتها، وحتى النصوص الأدبية والفنية قد تجد لها رفقة وشرعية الانوجاد في وضعيات مشكلة،وحتى الحياة اليومية وجدت لها مكانا في الكتاب من خلال مساءلتها باعتبارها العمق والأصل لترقى إلى رحاب الفكر الفلسفي ملحة على إعادة تأسيسها عبر أشكلتها ومفهمتها، لتعقل ذاتها وتظفر بمعنى يُعطيها ما تستحق من الاحترام والتقدير. إن الكتاب ومن دون مبالغة، يرسم قواعد جديدة للتفكير . فهنيئا لمدرسي الفلسفة ومُتعلميها ولكل العموم بهذا الإصدار النوعي، مضمونا ومنهجا.