كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: مجزوءة ما الإنسان ؟ 2012-2013 الأربعاء سبتمبر 26, 2012 9:33 am | |
| سأحاول إعادة تحيين مقاربة مجزوءة ما الإنسان بالنسبة للأولى بكالوريا. الدرس الافتتاحي للمجزوءة. حينما نكتب على السبورة عنوان المجزوءة : الإنسان. من الأفيد تحويل هذا المُعطى إلى مشكلة فلسفية قد ترقى إلى إشكال مع اختلاف منظور الفلاسفة والعلماء... لحقيقة الإنسان، الأمر الذي ينعدم فيه الحل مع إشكالية الإنسان، بخلاف في حالة ما إذا تعاملنا معها كمشكلة من منظور جزئي . ومع ذلك عادة ما نرقى من المشاكل لنقف على تخوم الإشكالية.
لتحويل المعطى " الإنسان "،إلى مُشكلة فلسفية، تكون الصيغة الاستفهامية الأولية هي : ما الإنسان؟ هذا سؤال فلسفي بامتياز.قد يكون الجواب : حيوان اجتماعي، حيوان عاقل.....لكن حينما نطرح صيغة استفهامية على الشكل التالي: ما هي مُحدّدات وشروط الوجود الإنساني؟ هنا نجد أنفسنا أمام إشكالية باعتبارها منظومة من المؤشرات المعقدة والمترابطة والمُكوّنة للشرط الإنساني. والحالة يُقدّم البرنامج الفلسفي ثلاث شروط، هي ذاتها مثار خلاف ومن الصعب الحسببفيها بشكل تقريري على أن هذا الشرط ومصدره هو ما يُشكّل حقيقة الإنسان. وهذه هي مؤشرات الإشكالية. إذن شروط ومُحدّدات الإنسان جوابا على السؤال : ما الإنسان؟ هي : 1- الوعي: مرتبة من الفكر لحظة عملية إدراك الموضوعات بالعقل والحواس. 2- الرغبة: نزوع وشوق نحو الأشياء، وهي تتقابل مع الإرادة. 3 المجتمع: وجود جماعي ينتظم وفق مؤسسات ووقوانين.
السؤال، بأي معنى تحضر هذه الخواص أو المُحددات باعتبارها ما بها يتحدّد الإنسان في تميّزه عن باقي الكائنات؟ وبالتالي ما طبيعة التعالق بين هذه المُحدّدات، وأخيرا ما هي الإشكالات الخاصة بكل مُكوّن؟ من المُحتمل أن نجمع بين المُكوّنين : الوعي والرغبة، باعتبارهما ما يُكوّن البعد الفردي في الذات الإنسانية (العقل والميولات المرتبطة ب(الجسد) أما المجتمع فيُشكّل البعد العلائقي بين الذوات (الأنا في علاقتها مع الغير). وهذا الاحتمال قد يجد تبريره في مفهوم الشخص ومفهوم الغير في برنامج الثانية بكالوريا. بخصوص مفهوم الوعي، تُطرح الإشكالات التالية: 1- هل مصدر وجود الوعي يرجع إلى ذاته هو ، ولا يستند في وجود ه على شيئ آخر (الموقف العقلاني)أم أن وجود الوعي مدين للحواس ( الدماغ، الجينات، الخلايا الجذعية: بيولوجيا السلوك) إذ بدونها لا وجود للوعي ( الموقف الفلسفي التجريبي -هيوم ولوك. والموقف العلمي لبيولوجيا الأعصاب .شونجو) أم مصدر الوعي هو العقل والحواس معا ، الموقف التفاعلي( كانط)؟ 2- هل الوعي وحده المسؤول عن إدراك الذات لذاتها، وكما يقول ديكارت لا يقع شيء في ذاتي إلا و أعيه كامل الوعي.؟ كيف نفسّر أحداث الحُلم وفلتات اللسان والنسيان وأعراض القلق..؟هذه نشاطات لا يتحكّم فيها الوعي. السؤال مَنْ يتحكّم فيها؟ يقول "فُرْويد" بأن هناك مصدر آخر للنشاط النفسي للإنسان وهو اللاوعي، باعتباره أحد المُكوّنات النفسية إلى جانب الوعي في الإنسان، ومن الخطأ المطابقة بين الشعور وما هو نفسي، لهذا نفهم حُكم فرويد " لم يعُد العقل سيّدا في بيته". 3-من الشائع أن الوعي، باعتباره نتيجة لإعمال العقل في الموضوعات، يُنتج معرفة علمية بالموضوعات وخاصة التجريبية، ولكن كيف نُفسّر أن نفس هذا الوعي يُنتج معرفة ذاتية إلى درجة التحريف أو التشويه للواقع ، وهذا ما يظهر في الإيديولوجيا باعتبارها نوعا من الوعي له مقاصد تتعلق بالمعتقدات السياسية والعرقية والدينية وليس بالواقع في حقيقته.؟ ثم كيف نفسّر أن الوعي يُنتج أيضا مجموعة من الأوهام. السؤال كيف نُفسّر هذه المفارقةإنتاج مُتضادين من نفس المصدر) نفس الوعي يُنتج الحقيقة وفي نفس الوقت الأوهام الوهم" illusion" هو اعتقاد أو رأي خاطئ يقع فيه العقل، بمعنى الاعتقاد بوجود شيئ بالرغم من معرفتنا أنه غير موجود، ونتوهّم مع ذلك أنه موجود.) السؤال ما علاقة الوهم بالرغبة أيضا؟ لماذا نرغب في الوهم وليس في طلب الحقيقة؟
بالمحصلة، هذا نوع من التحضير الكلي لرهان مفهوم الوعي من خلال محاوره الثلاث،
| |
|