فيلوصوفيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اتصل بنا
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Contac10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الأشكلة بين التأصيل النظري والممارسة الديداكتيكية. من إنجاز مولاي إدريس بنشريف ورشيد بلماضية :
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الثلاثاء نوفمبر 28, 2023 7:07 pm من طرف كمال صدقي

» https://www.mediafire.com/file/k4jy9zqspl88i0j/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25B4%25D9%2583%25
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الثلاثاء نوفمبر 28, 2023 4:58 pm من طرف كمال صدقي

» الحق والعدالة.حوار متشعب حول ممكنات جزء من مجزوءة السياسة
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت أبريل 22, 2023 7:31 pm من طرف كمال صدقي

» لماذا يتكرر السؤال ما الفلسفة؟
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:44 pm من طرف كمال صدقي

» عبد المجيد تبون والطبون في المتداول المغربي
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:43 pm من طرف كمال صدقي

»  المعينات البيداغوجية. كنت أكتب على السبورة القاعدة التالية: يبدأ التفلسف حين تفقد الاشياء بداهتها.
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:40 pm من طرف كمال صدقي

» المقبلات الفلسفية.
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:40 pm من طرف كمال صدقي

» هل يجوز تدريس الفلسفة من دون تكوين بيداغوجي وديداكتيكي؟
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:39 pm من طرف كمال صدقي

» نحن في حاجة إلى عملية إعادة البناء في الفلسفة؟
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:38 pm من طرف كمال صدقي

» الغائب الاكبر عن الندوات الفلسفية المقامة في الثانويات التأهيلية هو مشكل البيئة
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10السبت يناير 04, 2020 9:36 pm من طرف كمال صدقي

مواقع صديقة
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Philo-10
سحابة الكلمات الدلالية
الفاعلية قيمة مفهوم الحقيقة العلوم الشخص الرغبة البشري معرفة الفلسفة الوضع نصوص الدولة الضرورة النظرية مجزوءة الغير وجود الطبيعي والحرية الطبيعة السياسة الحق الشغل جذاذة التاريخ

 

 مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وحيد الغماري




ذكر
عدد الرسائل : 30
العمر : 55
البلد : تونس
العمل : أستاذ
تاريخ التسجيل : 15/05/2009

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الأربعاء مايو 27, 2009 9:50 pm

مدخل لباب الإنساني بين الوحدة والكثرة


ما الإنسان؟
ليس سؤال الإنسان عن ذاته بالسؤال المستحدث أو بالسؤال المصطنع.
ليس بالسؤال المصطنع من جهة كونه يتعلق بخصوصية الوضع الإنساني، باعتباره وضع يرتبط بتلازمه مع خاصية الوعي الذي يرتبط بهذا الوجود ،وعي يستشعر من خلاله الإنسان حاجته للمعرفة: معرفة ذاته، وموضع هذه الذات في الوجود. إن السؤال الذي يقود إلى هذا الوعي لا يعبر مطلقا عن ترف فكري (ذلك ما تشهد به على الأقل تاريخية الوضع الإنساني إذ حضر سؤال الإنسان عن ذاته ووضعه منذ بدايات تشكل الوعي الإنساني وفي لحظة، مازال فيها، خاضع بشكل مطلق لمحيطه الطبيعي، يصارع من اجل حفظ بقائه و ضمن الشروط الدنيا لحفظ البقاء ) وإنما ، يعبر طرح هذا السؤال، عن حاجة ملحة لتحصيل اليقين والاطمئنان معرفيا ووجوديا؛ اطمئنان لا يستقيم وجود الإنسان دون تحققه. إن تجربتنا الشخصية، ذاتها، تثبت لنا إن مناسبات طرح السؤال غالبا ما اقترنت بأشد تجاربنا مأساوية وحدة. ذلك أن السؤال عن معنى وجودنا وغايته، وعن مصيرنا، وعن القضاء والقدر، وعن الموت غالبا ما يتشكل ضمن لحظات قلق وجودية ترتبط بالقلق والحيرة والخوف، كنتيجة للشعور بالمرارة والعجز والإحساس بالفشل. ( أنظر قصيدة الشاعر إليا أبو ماضي " لست أدري" مثلا) فيكون طرح هذه الأسئلة ومحاولة البحث عنها، في بعض وجوه، بمثابة البحث عن استعادة حب الحياة ذاتها، وإرادة الاستمرار فيها.
وسؤال الإنسان عن ذاته ليس بالسؤال المستحدث ،كذلك،من جهة كونه سؤال ينغرس في عمق الوعي البشري وهو ما يشهد عليه مضمون الفكر الأسطوري؛أول أشكال الوعي البشري وأقدمها. بل لعل الوعي الإنساني، ذاته، ما كان انبجاسه غير استجابة وتقاطع مع هذا السؤال ؛ذلك ما يشهد عليه، صراحة ، مضمون هذه الأساطير( أنظر أسطورة قلقامش:الوضعية الاستكشافية الثانية في الكتاب المدرسي).لا يتعلق الأمر بالأسطورة وحدها فالحال ذاته بالنسبة لمختلف أشكال الوعي البشري الأخرى من فن ودين وفلسفة وعلم؛ إذ يضل محور الاهتمام فيها جميعا الإنسان، رغم فروق أوجه الاهتمام وكيفية تناول السؤال وطبيعة الجواب المفترض له.
أمام هذا الإقرار بكثافة حضور سؤال ما الإنسان داخل كل أشكال الوعي البشري، وعلى امتداد كامل تاريخ هذا الوعي، يفترض بنا أن نتساءل عن وجاهة وخصوصية المقاربة الفلسفية لهذا السؤال؟ إن إقرارنا منذ البداية بكون سؤال الإنسان عن نفسه ليس بالسؤال المستحدث أو المصطنع في تأكيد بتعلق السؤال بكامل التجربة الإنسانية في مختلف أشكالها وتجلياتها، يفترض أن السؤال ليس سؤالا فلسفيا خالصا، تتميز به الفلسفة وتحتكره، غير أن ما يجب الانتباه إليه كذلك أن هذا الاشتراك ما بين الفلسفة ومختلف أشكال الوعي البشري، لا يفيد مطلقا تماثل حيثيات طرح السؤال ما بين الفلسفة وبقية أشكال الوعي الأخرى.
يتعلق الأمر باختلافات، قد تتفاوت درجتها ما بين الفلسفة وأحد أشكال الوعي كل على حدة، كما معها جميعا، لكنها تضل في كل الحالات اختلافات أساسية ترتبط بخصوصية الخطاب الفلسفي ذاته.

يمكن أن نرد هذا الاختلاف الأساسي، إلى خصوصية، وطبيعة الخطاب الفلسفي ذاته. تتجلى هذه الخصوصية في مستويات متعددة، غير أنها تدور جميعا حول مفهوم الكلي. إن ما يكسب الفلسفة خصوصيتها كنمط من التفكير، ليس في مسألة الإنسان فقط، ولكن فيما يعود على مجمل خطابها وقضاياها، إنما تشكل هذا الخطاب حول مفهوم الكلي؛ الكلي كمبدأ للتعقل والكلي كمطلب والكلي كرهان.
ضمن أية حدود يتشكل الكلي كمبدأ ومطلب ورهان في إطار التفكير في الإنسان؟

يتعلق الأمر بداية بتجاوز البداهة الخادعة التي تجعلنا نستشعر وضوح وبداهة الجواب عن السؤال. بداهة زائفة وخادعة من جهة ارتباطها بالتجربة الحسية والذاتية المباشرة، إذ تنتهي هذه التجربة إلى إثبات وجودنا وتحديد لحقيقة هذا الوجود من خلال ما نستشعره من وحدة وتواصل ومباشرة حضور " الأنا" في خضم تجربة اليومي ، وهو إحساس بحضور وبداهة هذه الأنا يجد إثباته في تماسك هذا الحضور رغم تغير حالات الأنا النفسية والجسدية وأشكال ارتباطها باليومي.
تبرز المغالطة التي يقوم عليها هذا التحديد في إرجاع السؤال عن الإنسان إلى مستوى وجود حسي وجزئي ومباشر ، يرتبط بتجربة وخصوصية تتقوم بما هو انفعالي وذاتي، من جهة أولى؛ ذلك إن كان هذا الرد وإن كان يقول لنا شيئا عن " زيد " أو عمر" بغض النظر عن قيمة ما يقوله ، فان زيد أو عمر لا يمكن أن يدللا على ما يمكن أن يكون عليه الإنسان بإطلاق، الذي هو مطلبنا.
أما من جهة ثانية فالمغالطة الثانية التي يقوم عليها مثل هذا التحديد فتتعلق بالتناقضات التي تحكم هذا الموقف ذاته. إن النظر إلى الإنسان بما هو ذات متعينة في فرد بعينه ، مع افتراض وحدة وثبات أناه، وفي نفس الوقت ربط هذا الوجود بتجربة اليومي مع ما تفترضه من تقاطعات وعلاقات وثيقة بالعالم والآخر والجسد، يغفل عن تحديد مقومات هذه الأنا من جهة علاقتها بهذه المحددات التي يرتبط وجود الفرد بها.
يتعين الإحراج في نهاية الأمر، إن عمدنا إلى إعادة صياغة الاعتراضات السابقة صياغة فلسفية، بالتساؤل عن حقيقة هذه الأنا بين حدي " الوحدة والكثرة"؛ وحدة تتجلى فيما أستشعره من وحدة أنايا واستمرارها وثباتها رغم تغير أحوالها، وكثرة تتجلى في ارتباط وجود هذه الأنا بأكثر من مجال ومستوى وعلاقة.. لا يتعلق السؤال عن حقيقة الأنا بين الوحدة والكثرة بالسؤال عن أنا فردية وعينية، ولكن بالبحث عن مقومات الوجود الإنساني ذاته. وبعبارة أكثر دقة ومباشرة يتعلق السؤال بتحديد ما يشكل حقيقة الإنسان من جهة تعيين ما يتمايز/يختلف به بشكل مطلق عن الوجود الحيواني، فيكون هذا التمايز هو أساس وضع الخط الفاصل بين الوجود الإنساني من جهة والوجود الحيواني من جهة ثانية.
لا يتعلق السؤال، بالسؤال إذن عن أنا فردية وعينية وإنما يتعلق بالسؤال عن " الإنساني". يجب أن ننتبه في هذا المستوى إلى وقوع تحول أساسي في مستوى صياغة السؤال عن الإنسان من التفكير في مسألة الإنسان إلى التفكير في "الإنساني". فما هو مبرر هذا التحول في الصياغة؟ وماهي استتباعات هذا التحول في تحديد خصوصية ورهان الاستشكال الفلسفي للتفكير في الإنسان؟
ارتبط السؤال الفلسفي تقليديا عن الإنسان بصياغة مخصوصة تسأل عن الإنسان اعتمادا على صيغة " ما هو الإنسان؟"، صياغة ستجد تعبيرها النهائي في التحديد الكانطي لرهان الفلسفة وسؤالها الأساسي الذي ترجع إليه بقية الأسئلة في سؤال " ما الإنسان؟". تفترض هذه الصيغة التفكير في الإنسان من جهة الماهية واثبات ماهية مطلقة ومتعالية للإنسان. غير أنه ومنذ لحظة هيقل المرتبطة بالتفكير في الإنسان في علاقة بالعالم والآخر سيصبح هذا التحديد الماهوي القائم على الصياغة الميتافيزيقية لسؤال " ما هو الإنسان؟" صياغة لا شرعية من جهة كونها لا تقبل التفكير في الإنسان ككثرة ايجابية.بذلك ستستعيض الفلسفة عن الصياغة الكانطية للسؤال عن الإنسان " ما هو الإنسان؟" إلى صياغة مستحدثة للسؤال هي صياغة " من هو الإنسان؟" صياغة، كما سنرى، ستسمح بالتفكير في الإنسان من جهة الكثرة المنفتحة وليس الوحدة المنغلقة ، من جهة شروط وكيفيات تحقق الوجود الإنساني فعليا وواقعيا وليس النظر إلى ما يجب أن يكون عليه الإنسان. على هذا الأساس فان اعتماد مفهوم الإنساني عوضا عن صياغة أولى، تسأل عن الإنسان بإطلاق، إنما يحيل إلى هذا الوعي بما يكتنف المسألة من غموض وتعقيد. وهي محاولة لتشريع البحث في الإنسان انطلاقا من صياغة محايدة تحاول استشكال كلا المقاربتين للتفكير في الإنسان والتثبت من إمكان الارتقاء بالوجود الإنساني إلى مستوى الكوني وتحديد صعوبات واحراجات هذا المطلب.
إن ربط مطلب الكلي بالإنساني، وان بدا انه يتقدم بنا خطوة حاسمة في اتجاه مقاربة سؤال ما الإنسان، فانه لا يخلو من استشكال حين يكون حدي "الإنساني" تقابل مفترض بين "الوحدة" و"الكثرة".
إذا كان معنى" الإنساني" يمكننا أن نتجاوز، لحظة، تعقيدات التردد بين صيغتين مختلفتين للسؤال عن الإنسان ؛بين صيغة "ماهو الإنسان؟" ذات الطابع الماهوي والأفق الميتافيزيقي الكلاسيكي،وصيغة "من هو الإنسان؟"الأكثر معاصرة، فان ربط الإنساني بحدين يفترض فيهما التقابل وليس التقاطع؛"الوحدة" من جهة و"الكثرة" من جهة ثانية،يحيلنا إلى مزالق لا تقل حدة نظرا لما يترتب عن استتباع هذا التقابل على تحديد دلالة الكلي/الكوني سواء تعلق الأمر باستتباعات معرفية أو خاصة ايتيقية قيمية تتعلق بما سبق وان حددناه من رهان مركزي لمقاربة الفلسفة لمسالة الإنسان وتحديدا تعيين شروط العيش المشترك.
إن ربط الكلي بالوحدة يربط "الإنساني"بما هو جوهري؛ فالإنساني يتعين كجوهر قائم بذاته؛ مطلق وثابت وهو تصور الإنسان الذي طبع تاريخ الفلسفة منذ الفلسفة اليونانية إلى حدود لحظة الحداثة مع هيقل ، "حيث أنّ النفس لدى اليونان، مثلها مثل "الذات" أو "الأنا" لدى المحدثين، هي "جوهر" قائم بنفسه، أي هو "حامل" منطقي وأنطولوجي لصفات أو أعراض متعددة لا توجد إلا به، في حين أنّه هو مستغن عنها في استمرار وجوده لأنها ليست من مقومات ذاته".بذلك فان الإنسان يتقوم بماهيته وينظر إليه من جهة هذه الماهية التي يحملها. مقابل هذه الماهية، والتي سواء تعينت كنفس عاقلة عند القدامى، أو كذات أو أنا عند المحدثين فان الكثرة لا تتجاوز مرتبة ما هو عرضي. إن الكثرة، أن كانت داخلية؛ الجسد والرغبات والأهواء، أو خارجية؛ العالم والآخر، هي مجرد أعراض. فهي وان ارتبطت فعليا بالوجود الإنساني، و تعلقت بالإنسان فإنها لا تدخل في تعيين حقيقته لا على المستوى المعرفي ولا على المستوى الأنطولوجي، ذلك أن معرفتها كما وجودها يضلان مشروطان بمعرفة ووجود الماهية من جهة أولى، إما من جهة ثانية فان الجهل بمعرفتها أو وجودها لا يربك يقيننا في معرفة ووجود الماهية(سواء كانت نفس أو ذات أو أنا).
إن تحديد "الإنساني" تحديدا ماهويا يرتبط بالوحدة ويستبعد الكثرة يتشكل معه مطلب الكلي ذاته ماهويا.يفترض هذا التحديد الماهوي للإنسان تراتبا داخل الوجود فليس للموجودات نفس المرتبة والمنزلة الأنطولوجية. وليس التأكيد على أفضلية النفس أو تعالي الذات غير بحثا يبتغي تأكيد واثبات رفعة المنزلة الإنسانية.

فحقيقة الإنسان وجوهره،أي إنيته وفق هذا التصور، كما وجوده الفعلي، يشترط هذه الوحدة التي تتعين في ماهيته بما هو جوهر قائم بذاته ومكتف بها. أما "الخارجات"،وسواء كانت داخلية أو خارجية فهي "غير" وإطارها "الغيرية" أي غير "الإنساني" إذ لا يشترط في تحديد الإنساني حضورها، وهي بذلك لا ترتقي إلى مستوى الكوني/الكلي، بل إن منزلتها العرضية، تلك، تمثل من بعض الوجوه عائقا يحول دون تحقق الإنساني في الإنسان على وجه كلي/كوني.
هذا الربط بين الانية ووحدة النفس العاقلة ،داخل الفلسفة القديمة،أو الذات، داخل الفلسفة الحديثة، بحثا على إثبات رفعة المنزلة الإنسانية وشرفها، أو تأكيدا على فاعليتها، لا يمثل في ذاته مشكلا من جهة كونه رهانا ومطلبا مشروعا، إنما يعود الإشكال الحقيقي في السؤال عن مشروعية هذا الاختزال الذي يسم هذه الانية، والإمكان الفعلي والايتيقي لاستبعاد "الجسد" و"العالم" و"التاريخ" و"الآخر" من مجال تحديد الإنساني في علاقة بمطلب الكلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://falsafiatbac.ahlamontada.net/forum.htm
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الأربعاء مايو 27, 2009 10:51 pm

أشكرك أستاذ وحيد الغماري على هذه المداخلة القيمة، والمتعلقة بمحاور الدرس الفلسفي في تونس. ويمكن القول بأن رهانات الدرس الفلسفي المدرسي في تونس تتقاطع في كثير من النواحي ( موضوعات وإشكالات...) مع الدرس الفلسفي في المغرب. وفي نفس الوقت هناك بعض الاختلافات تتعلق بالخلفية البيداغوجية التي بُتي عليها الدرس الفلسفي بتونس.أشكرك مرة أخرى لأنك بمداخلتك القيمة هذه سهّلت علينا فهم روح إشكالات الدرس الفلسفي بتونس، ولدي الكثير من الملاحظات المنهجية ، وملاحظات حول طريقة توظيف بعض المواقف الفلسفية في الإجابة على بعض الإشكالات المطروحة.وسأقوم بعرضها مستقبلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الخميس مايو 28, 2009 8:40 pm

يبدو لي من خلال مداخلتك التأطيرية لإشكالية الكلي في علاقتها مع سؤال : ما الإنسان؟ تتأطر ضمن مرجعية " فلسفة الحضور ". ولست أدري هل هذا رهان اللجنة التي وضعت المقرر الدراسي لمادة الفلسفة للسنة الرابعة لآداب،أم هو رهان خاص بالأستاذ وحيد الغماري؟ فالخلفية الفلسفية لإشكاليسة الكلي واضحة من خلال المداخلة، إذا تتأطر ضمن إشكالية الفلسفة التقليدية التي تأسست على منطق الهوية والوحدة والتطابق والتشابه، واعتبار الذات مركز الحقيقة من خلال حضور الوعي كأساس لمنطق الذاتية، ومن ثمة اعنبار الذات مركز الحقيقة، من خلال أن الوعي هو المنتج لمعنى. باختصار، فلسفة الوعي هاته القائمة على الذاتية والهوية، ومن ثمة الكلية ذات المرجعية الإنسانية...تعرضت هذه الفلسفة لإعادة النظر بدءا من نيتشه وكل فلاسفة الاختلاف من بعده..وكان منطلق هذه الفلسفات... التصدي لفلسفة هيجل باعتبارها لحظة الاكتمال الميتافيزيقي، والذي تلقى أول الضربات على يد الماركسيين الأوائل...لم يعد المشكل مع الفلسفة المعاصرة الرافضة لفلسفة الحضور...يتعلق كما أستاذ وحيد الغماري":يُعبر طرح السؤال ما الإنسان عن حاجة مُلحة لتحصيل اليقين والاطمئنان معرفيا ووجوديا..بل كان المنحى هو تقويض مفهوم الإنسان ذاته كما أسست له الفلسفة التقليدية، في بعدها الميتافيزيقي والتأملي . ودعني أقرأ لك بعضا من هذا الرهان الذي يتخالف مع مطلب الكلي كما راهنت عليه أو راهنت عليه لجنة التأليف، ومن خلاله قاربت مفهوم الإنية والغيرية وأنظمة التواصل... بخلفية فلسفية نابعة من فلسفة الذاتية التي تضع الإنسان في قلب الوجود باعتباره الأصل الذي منه يهب المعنى لذاتنه وللأشياء. وهذا لم يعد سائدا مع الفلسفات المعاصرة الرافضة لفلسفة الحضور. أقول دعني أقرأ عليك مقطتفات من ما كنبه عبد السلام بنعبد العالي، في كتابه" أسس الفكر الفلسفي المعاصر"
-"... الظاهر أن الفينومينولوجيا، حتى إن لم تغادر أر الكوجيتو، فإنها تمهد لتقويق الأسس التي قامت عليها فلسفات الذاتية سواء في شكل النزعات التجريبية النقدية أو الكانطية الجديدة......لم يعد الوعي عند ميرلوبونتي يعرف بقدرته الانعكاسية، بقدرته على إدراك ذاته في شفافية حضوره لنفسه، إنه أصبح عملا وجهدا، لذا فميرلوبونتي قد تخلى في فلسفته الأخيرة عن لغة الذاتية. لقد انتقل الوعي عنده من اليقين ليصبح لغزا، ولعل هذا ما يفسر تفتحه على فلسفات الشك من تحليل نفسي وماركسية.....إن تقويض فلسفة الذاتية....وفلسفة الذاتية لم تفتأ تتعرض للانتقاد منذ أن ظهرت."
أوردت هذه الشذرات لأنني أحسست أنك تتحدث عن الكلي، والعيش المشترك...من منطق الفلسفة الذاتية كما تجسدت في الفلسفة التقليدية. سؤالي كالتالي:كيف نناقش مع التلاميذ مشكلة الكلية من منطق الذاتية ( كل مدخلك يُمجّد الإنسان ويعتبره مركز إشكالية الكلي ) مع العلم أن محور الإنية والغيرية يتضمن نصوصا لفلاسفة محسوبون على فلسفات تسعى إلى تقويض مفهوم الكلية كمنحى إنساني في أفق العيش المشترك...مثلا نجد نصوص كل من :هيدجر ص18.نيتشه ص 40. ماركس ص 42. هوسيرل 46. ميرلوبونتي ص 48. إدغار موران ص 52 ( بالرغم من أن هذا الفسلسوف يدعو إلى نأسيس مقاربة تركيبية حول الأمسان.). فرويد ص 55. بول ريكور ص 69.بالإضافة إلى رموز الفلسة اتقليدية: أرسطو ص 11. الغزالي ص 13 . هيغل..ابن سينا..أفلاطون..ديكارت..سؤالي: ألم يكن من الأفيد صياغة إشكالية تؤسس لاختلاف المنظور بين الفلسفة النتقليدية والفلسفات المعاصرة ( وخاصة مفكري الاختلاف) والتساؤل- بإنصاف الطرفين- باستحضار المفارقة في مقاربة الكلي. هكذا يكون التلميذ أمام إشكال واضح من خلال توظيف المرجعية التاريخية والصراع بين مختلف التأويلات بخصوص موقع الإنسان من مشكلة الكلي. نفس الأمر يتعلق بالتواصل والأنظمة الرمزية. ومن حق التلميذ أن بفهم المسار المعقد للمنظومة اللغوية/ الرمزية في علاقتها بالأنسان، ومدى دورها في خلق شروط العيش المشترك. مع الأسف كل حديثنا عن اللغة لا زال حبيس فلسفة لذاتية، من خلال اعتبار أن الإنسان هو منتج المعنى، والمتحكم توصيله، لأن الذات هي المتكلمة...مع أن هناك طرحا يرى العكس: الذات مُكلّم فيها (فوكو) من قبل نسق قبلي مجهول..يقثول عبد السلام بنعبد العالي في نفس الكتاب أعلاه :" إن اللغة هي التي تتكلم، والمعنى قد يتولد عن اللامعنى.لهذا فمن الخطابات ما يولد المعاني الثرية حتى وإن بدى بلا معنى كالخطاب الشعري. كما أن الظواهر الثقافية منظومات من العلامات لا تكثرث بالمعيش الذي يحياه الأفراد مثلما لا تكثرث ظواهر اللغة بيالذات المتكلمة يقول ليفي ستروس:" إن اللغة عقل إنساني له حججه وقواعده التي لا يعرفها الإنسان." بهذا المعنى فإن الذات مفعول للغة ولييست فاعلا مُتحكم فيها.
وظفت هذه الشذرات، لأن التلميذ حينما يقرأ التأطير التالي الذي تفضلت به:" تلازم سؤال : ما اإنسان مع خاصية الوعي الذي يرتبط بوجود الإنسان.سيجد صعوبة في فهم مثلا فلسفات اللاوعي، وفلسفات موت الإنسان..ولديكم نصوص بالمقرر الدراسي. من هذا المنطق أتساءل: كيف يكون التأطير والأشكلة للكلي، ومن خلاله الوحدة والكثرة وأنظمة التواصل، ةالخصوصية والكونية، ومسألة التقنية في محور: العلم والنمذجة.بمعنى آخر لا يمكن تقديم أحكام بصيغة الفلسفة التقليدية ( فلسفة الذاتية) على أنها هي الطرح الصحيح، وأن ما عداها فمشكوك فيه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
وحيد الغماري




ذكر
عدد الرسائل : 30
العمر : 55
البلد : تونس
العمل : أستاذ
تاريخ التسجيل : 15/05/2009

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الخميس مايو 28, 2009 10:25 pm

زميلي الفاضل شكرا بداية على ملاحظاتك القيمة.

يهمني بداية أن أن أوضح مسألة أولى وهي أن مقاربة "مطلب الكلي" على هذا النحو هو اجتهاد شخصي اذ لا تحوي المقررات الرسمية أي تحديد مباشر لدلالة هذا المطلب أو رهاناته، ولو أن الأمر لا يخرج في نهاية المطاف عن ما تقرره الأهداف العامة لتدريس الفلسفة في تونس من رهان على تأصيل قيم العيش المشترك.
المسألة الثانية تتعلق بملاحظتك حول شرعية هذا الربط بين الرهان على العيش المشترك وفلسفة الذات و خلفيتها الانسناوية فأريد التأكيد على أنه لا أستطيع أن أنكر بعض قناعاتي واختياراتي الشخصية في توجيه هذه المسألة هذه الوجهة. حتما لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية التحولات التي فرضتها فلسفة ما بعد الحداثة على أفق التفكير الفلسفي ولا ما حدثته من "رجة" حسب عبارة بول ريكور خاصة مع أعمال "فلاسفة الارتياب"فرويد ونيتشة وماركس، غير أن ما يهمني أساسا هو الجانب التربوي من المسألة اذ لست مستعدا لتبني ولا حتى الاشادة بمواقف أعتبرها الى حد بعيد عدمية تزيد من حالة الارباك التي نعيشها بسبب فقدان الثقة في مرجعيات موحدة لدى شبابنا
يستلزم البرنامج أشكلة التحديدات الميتافيزيقية للانية من جهة التساؤل عن روابط الانسان بالجسد والتاريخ والاخر واللاوعي غير أن هذه الاشكلة تبنى بالنسبة لي على أساس امتحان مدى قابليتها وقدرتها على تأسيس العيش المشترك ولست أرى في اللاوعي وتبعاته ولا في الصراع الطبقي ولا تصور الآخر كجحيم ما يمكن أن يسهم في تحديد حد أدنى من التوافق بيننا
كما أن في الفلسفة نيتشة وفرويد وفوكو و ماركس ففي الفلسفة المعاصرة وجوه مثل ادغار موران و ليفيناس وريكور وفايل
كخلاصة فان ما أساس استشكال تاريخ الفلسفة في علاقة بمسألة الكلي هو مدى رهانها وانتصارها لمبدأ العيش المشترك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://falsafiatbac.ahlamontada.net/forum.htm
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الجمعة مايو 29, 2009 9:04 am

لقد فاجأتني بردك الصريح هذا. وهذه الصراحة يمكن نساءلتها من خلال ما يلي:
1- هل يُعقل أن تخلو المقررات الدراسية في تونس من تحديد الرهانات المراد تحقيقها من البرامج التي تُقدم للتلاميذ. أنا هنا لا أتحدث عن المقاربة بالكفايات، فهي ما يبدو لي غائبة عندكم، وهذا يُعرض تدريس الفلاسفة لمتاهات الارتجالية من خلال صراع التأويلات والإيديولوجيات بين مدرسي الفلسفة سيكون التلميذ في نهاية المطاف ضحية ل" اجتهاد " كل مدرس في أشكلة ما يراه حسب تكوينه وحدود معرفته ومرجعيته الثقافية والسياسية.مع العلم أننا لا نُدرّس اجتهادات مدرسي الفلسفة، بل اجتهادات الفلاسفة من خلال نصوصهم. فتجربة تدريس الفلسفة بالنصوص كان رهانه الأساسي هو الحد من تدخل المدرس، وإعطاء الحق للفلاسفة بالحديث عن أنفسهم من خلال نصوصهم.بل أكثر من ذلك، يجب أن يتأسس تدريس الفلسفة على تخليص التلاميذ من " الدوكسا " أي الأفكار المسبقة التي يستقيها من معيشه اليومي، وباعتبارها ما يُشاع بين أهله، غير أن المفاجأة أن مدرس الفلسفة هو نفسه ضحية الدوكسا التي من المفروض أن يكون قد تحرر منها منذ تلمّسه أول أبجديات التفلسف في رحاب الجامعة،بمعنى أن أُدرس الفلسفة بأفكار مُسبقة، هذا هو الهدم الحقيقي لطبيعة الفلسفة في بعدها البيداغوجي. فحين أقول بأن الرهان على العيش المشترك من خلال قضية الكلي، يقتضي تهميش فلاسفة الحداثة وما بعد الحداثة، و" فلاسفة الارتياب:ماركس ونيتشه وفرويد... وأن هؤلاء ليسوا من ما يدعو للعيش المشرك.. وأنهم أحدثوا فقط " رجّة " بشهادة بول ريكور.....وأخطر فيما قلته ما يلي:أنا لست مُستعدا لتبني ولا حتى الإشادة بمواقف أعتبرها إلى حد بعيد عدمية تزيد في حالة الارتباك التي نعيشها بسبب فقدان الثقة في مرجعيات موحدة لدى شبابنا" قد يكون هذا رأيك الشخصي وعلينا احترامح ومن حقنا الاختلاف معه.لكن أن يجد هذا الرأي مكان له في المدرسة وثُفرض على تلاميذ أبرياء فهذا ضد الفلسفة، بمعنى على أقل تقدير قدّم لهم كل المواقف الفلسفية واتركهم هم يحكمون ويتعلمون ويتحملون مسؤولية الانصات للآخرين ومناقشتهم. ففي الامتحان الوطني يتم التركيز على مطلبين:
أ- مطلب موقعة الموافق الفلسفية في سياقها التاريخي والإشكالاتي أو الإبستيمي( وليس كما فعلت الحكم عليها مسبقا بالعدمية ).
ب- مطلب فهم التلميذ للإشكالات المطروحة وفي سياقاتها ومن خلال مقاربة الفلاسفة أنفسهم لها. ولهذا السبب يتم الحديث عن مأسسة الدرس الفلسفي، لأنه رهان ديموقراطي مُتعلق بتفكير التلميذ وليس بإملاءات المدرس الشخصية. والمأسسة هنا هي التعاقد على أن ندرس للتلميذ مواقف الفلاسفة من قضايا إشكالاتية ونتركه يحكم بنفسه، أمخا أن ننوب عنه في الحكم زنشحد ذهنه بالمواقف الشخصية لمدرس، فهذا سلوك اعتدناه عند الدعاة من الحركات المتدينة، أس سلوك الوعظ والإرشاد وتلك هي علاقة المريد بشيخه.
نعم قد أتفق معك في ما نسبته للبعض من العدمية، لكنها محاولة محفوفة بالمخاطر، على اعتبار أن العدمية بالمفهوم العامي ليست هي العدمية بالمفهوم الفلسفي، بحكم أن دلالتها من خلال سياقاتها التاريخية والمعرفية تتخذ أبعادا ربما تكون إيجابية بحكم ارتباطها بصميم الوجود البشري.إضافة إلى أن كثيرا منا لم " يتمثل" بعد عمق الفلسفة المعاصرة بمختلف تلاوينها، وإنصافها بوضعها في سياقها التاريخي بل إعدامها بدعوى أنها مهددة لشبابنا.
وإن شئت الدخول في التفاصيل، أقول من حق الفلاسفة الذين رأيت أنهم لا يساعدون في بناء مفهوم الكلي، أن يدافعوا عن وجهة نظرهم بكل أمان ودون تدخل من المدرس. ومن الأفضل طرح مواقفهم على شكل مُفارقة أو إحراج في مفابل المواقف الفلسفية التقليدية.ونفتح مع التعلاميذ المناقشة بخصوص كلا الموقفين من قضية الكلي دون أفكار مسبقة...بل أكثر من هذا، لماذا لم توجه سهان النقد إلى مفهوم " الكلي" ذاته؟ وإلى مفهوم " العيش المشرك"لماذا تتعاملت معه وكأنه قيمة مقدسة على تلامذتنا الرهان عليه؟ أي كلي هذا الذي نتحدث عنه وبأي أفق؟ وما المفصود بالعيش المشترك؟ هل نبني الإطار الإشكالي فقط من حدسنا لعناوين المحاور: الكلي والكوني، الوحدة والكثرة، الإنية والغيرية، التواصل، الخصوصية والكونية...؟وبالتالي نفهم أن الرهان يتعلق بالعيش المشترك من خلال الصداقة والاحترام والوحدة والتطابق...ونركز على الفلاسفة الذين تتماشى فلسفتهم مع هذا الرهان!!!! ونعدم باقي التصورات المخالفة؟ سؤالي الأخير إذا كان بعض المدرسين يتهمون كل من ماركس ونيتشه وفرويد وهيدجر وفوك... بالعدمية، وأنهم ليسوا مستعدين لتبني مواقفهم ( مع أننا لسنا في مقر سياسي) السؤال كيف تتم مقاربة نصوصهم مع التلاميذ وكيف يتم توظيفها في الإجابة على سؤال الكلي والعيش المشترك؟ ولماذا أدرجتها وزارة التعليم ضمن البرنامج الفلسفي ولو قمنا بعملية حسابية سنجد أن نصوص من تمّ اتهامهم بالعدمية، أو مناقضي العيش المشترك!!! هي أكثر عددا وحضورا من " دعاة" الكلي والعيش المشترك.
أخي الغماري، أشكرك على صراحتك، لأنك أوضحة لنا المشاكل التي يمكن أن تترتب على الحرية التي تُركت لكم في تحديد الإشكاليات والغايات من حضور النصوص ضمن القضية الكبرى" مطلب الكلي" وهذه الحرية توجد عندنا فقط في الجامعة، إذ الأستاذ هو الذي يُحدد ما يراه مناسبا لاختياراته المعرفية والإيديولوجية. وأذكر لك واقعة حدثت في أواسط السبعسنات، ففي الوقت الذي اعترف فيه الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي بصعوبة مقاربة هيدجر ضمن مبحث الوجو، حيث حرص أن يُقدم لنا هيدجر كما هو من خلال مجموعة من النصوص الصعبة الفهم علينا آنذاك ونحن طلبة مبتدئين.. كان الأستاذ عبد الرزاق الدواي يجلد هيدجر بسياط الماركسية الستالينيةأ واتهمه بشتى النعوت. ولما كنا نسأل طلبته هل قرأتم جملة لهيدجر؟ كان الجواب: لقد كفانا الأستاذ الدواي شرّ القراءة. ولاحظ معي سار عبد السلام بنعبد العالي على الدرب، درب تأسيس خطاب فلسفي حول الفلسفة، في حين توقفت مسيرة عبد الرزاق الدواي بسقوط حائط برلين ومعة الاتحاد السوفياتي، وبقي كتاب اليتيم:فلسفة موت الإنسان في الخطاب الفلسفي المعاصر" يُصارع زمن الحداثة وما بعدها. مع أنني أحترم الأستاذ الدواي وهو بمنزلة أستناذي الجليل ،وأشاطره نفس الهم السياسي، ولكن تأويله لفلاسفة الاختلاف بمرجعية x هذا فيه نظر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
وحيد الغماري




ذكر
عدد الرسائل : 30
العمر : 55
البلد : تونس
العمل : أستاذ
تاريخ التسجيل : 15/05/2009

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الجمعة مايو 29, 2009 9:47 am

أتفق معك كثيرا حول العديد من ملاحظاتك وأحيي فيك حماسك للدرس الفلسفي

لكن أعتقد أن هناك بعض سوء الفهم مرده لخطأ مني لأن الموضوع الذي أنت بصدد مناقشته يجب أن يأتي ثانيا بعد تحدييد دلالة الكلي أصلا ومناقشته في إطار بناء فكرة ناظمة للبرنامج بأكمله, وتلكم بعض مشاكلنا البيداغوجية اذ نحن مطالبون بداية ببناء مدخل للبرنامج كاملا من خلال استشكال مفهوم الكلي ثم بناء مدخل ثاني للباب ومداخلتي هي هذا المدخل الثاني لباب الانساني بين الوحدة والكثرة وسأعمل على تنزيل المدخل الاول قريبا في منتدى فلوصوفيا حتى تتوضح مقتضيات الربط بين الكلي والعيش المشترك ودلالة العيش المشترك ذاته ورهاناته الذي لا يمكن الا أن يتقاطع مع أطروحات فلسفة الاختلاف دون وقوع في الريبية
مع ذلك لا أنكر اختياراتي الخاصة وسأكون معك صريحا أكثر فالفلسفة أو الفلسفة كما أفهم حقيقتها وجوهر فاعليتها والغاية من تدريسها لا يمكن الا أن تتقاطع مع همومنا القصوى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://falsafiatbac.ahlamontada.net/forum.htm
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الجمعة مايو 29, 2009 10:27 am

أشكرك ألف مرة ،لآنك بردودك هاتك الحاملة كل مرة لجديد، تستفز همّي الفلسفي الذي لا بختلف في عمقه عن ما تحمله من همُ، قلقد عبرت عن قيمة " الجندية" في مدرس الفلسفة، والتي افتقدناها لدى العديد من المدرسين.ويُشرفني كثيرا الدخول في مساجلات مع مدرسين من الأشقاء العرب، في أفق تبادل التجارب والخبرات. وأعتبر النقاش معك، ومثله كان مع الأساتذين مينارفا2 وكرمودي من الشقيقة تونس أيضا، من قبيل استكمال تكويني الفلسفي في الميدان البيداغوجي وتوظيف النصوص. ولكم أنا سعيد ب" التطفّل " على التجربة التونسية، والمغامرة في سبر أغوارها، بسبب ريادتها، والاستفادة من إخواني مدرسي الفلسفة بتونس الحبيبة.
شكرا ولي معك نقاش في القريب العاجل. تحية خالصة للأستاذ وحيد الغماري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
عبير المنتصر




انثى
عدد الرسائل : 1
العمر : 42
البلد : تونس
العمل : _
تاريخ التسجيل : 20/01/2012

مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)   مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) Clock10الجمعة يناير 20, 2012 9:10 pm

وحيد الغماري كتب:
مدخل لباب الإنساني بين الوحدة والكثرة


ما الإنسان؟
ليس سؤال الإنسان عن ذاته بالسؤال المستحدث أو بالسؤال المصطنع.
ليس بالسؤال المصطنع من جهة كونه يتعلق بخصوصية الوضع الإنساني، باعتباره وضع يرتبط بتلازمه مع خاصية الوعي الذي يرتبط بهذا الوجود ،وعي يستشعر من خلاله الإنسان حاجته للمعرفة: معرفة ذاته، وموضع هذه الذات في الوجود. إن السؤال الذي يقود إلى هذا الوعي لا يعبر مطلقا عن ترف فكري (ذلك ما تشهد به على الأقل تاريخية الوضع الإنساني إذ حضر سؤال الإنسان عن ذاته ووضعه منذ بدايات تشكل الوعي الإنساني وفي لحظة، مازال فيها، خاضع بشكل مطلق لمحيطه الطبيعي، يصارع من اجل حفظ بقائه و ضمن الشروط الدنيا لحفظ البقاء ) وإنما ، يعبر طرح هذا السؤال، عن حاجة ملحة لتحصيل اليقين والاطمئنان معرفيا ووجوديا؛ اطمئنان لا يستقيم وجود الإنسان دون تحققه. إن تجربتنا الشخصية، ذاتها، تثبت لنا إن مناسبات طرح السؤال غالبا ما اقترنت بأشد تجاربنا مأساوية وحدة. ذلك أن السؤال عن معنى وجودنا وغايته، وعن مصيرنا، وعن القضاء والقدر، وعن الموت غالبا ما يتشكل ضمن لحظات قلق وجودية ترتبط بالقلق والحيرة والخوف، كنتيجة للشعور بالمرارة والعجز والإحساس بالفشل. ( أنظر قصيدة الشاعر إليا أبو ماضي " لست أدري" مثلا) فيكون طرح هذه الأسئلة ومحاولة البحث عنها، في بعض وجوه، بمثابة البحث عن استعادة حب الحياة ذاتها، وإرادة الاستمرار فيها.
وسؤال الإنسان عن ذاته ليس بالسؤال المستحدث ،كذلك،من جهة كونه سؤال ينغرس في عمق الوعي البشري وهو ما يشهد عليه مضمون الفكر الأسطوري؛أول أشكال الوعي البشري وأقدمها. بل لعل الوعي الإنساني، ذاته، ما كان انبجاسه غير استجابة وتقاطع مع هذا السؤال ؛ذلك ما يشهد عليه، صراحة ، مضمون هذه الأساطير( أنظر أسطورة قلقامش:الوضعية الاستكشافية الثانية في الكتاب المدرسي).لا يتعلق الأمر بالأسطورة وحدها فالحال ذاته بالنسبة لمختلف أشكال الوعي البشري الأخرى من فن ودين وفلسفة وعلم؛ إذ يضل محور الاهتمام فيها جميعا الإنسان، رغم فروق أوجه الاهتمام وكيفية تناول السؤال وطبيعة الجواب المفترض له.
أمام هذا الإقرار بكثافة حضور سؤال ما الإنسان داخل كل أشكال الوعي البشري، وعلى امتداد كامل تاريخ هذا الوعي، يفترض بنا أن نتساءل عن وجاهة وخصوصية المقاربة الفلسفية لهذا السؤال؟ إن إقرارنا منذ البداية بكون سؤال الإنسان عن نفسه ليس بالسؤال المستحدث أو المصطنع في تأكيد بتعلق السؤال بكامل التجربة الإنسانية في مختلف أشكالها وتجلياتها، يفترض أن السؤال ليس سؤالا فلسفيا خالصا، تتميز به الفلسفة وتحتكره، غير أن ما يجب الانتباه إليه كذلك أن هذا الاشتراك ما بين الفلسفة ومختلف أشكال الوعي البشري، لا يفيد مطلقا تماثل حيثيات طرح السؤال ما بين الفلسفة وبقية أشكال الوعي الأخرى.
يتعلق الأمر باختلافات، قد تتفاوت درجتها ما بين الفلسفة وأحد أشكال الوعي كل على حدة، كما معها جميعا، لكنها تضل في كل الحالات اختلافات أساسية ترتبط بخصوصية الخطاب الفلسفي ذاته.

يمكن أن نرد هذا الاختلاف الأساسي، إلى خصوصية، وطبيعة الخطاب الفلسفي ذاته. تتجلى هذه الخصوصية في مستويات متعددة، غير أنها تدور جميعا حول مفهوم الكلي. إن ما يكسب الفلسفة خصوصيتها كنمط من التفكير، ليس في مسألة الإنسان فقط، ولكن فيما يعود على مجمل خطابها وقضاياها، إنما تشكل هذا الخطاب حول مفهوم الكلي؛ الكلي كمبدأ للتعقل والكلي كمطلب والكلي كرهان.
ضمن أية حدود يتشكل الكلي كمبدأ ومطلب ورهان في إطار التفكير في الإنسان؟

يتعلق الأمر بداية بتجاوز البداهة الخادعة التي تجعلنا نستشعر وضوح وبداهة الجواب عن السؤال. بداهة زائفة وخادعة من جهة ارتباطها بالتجربة الحسية والذاتية المباشرة، إذ تنتهي هذه التجربة إلى إثبات وجودنا وتحديد لحقيقة هذا الوجود من خلال ما نستشعره من وحدة وتواصل ومباشرة حضور " الأنا" في خضم تجربة اليومي ، وهو إحساس بحضور وبداهة هذه الأنا يجد إثباته في تماسك هذا الحضور رغم تغير حالات الأنا النفسية والجسدية وأشكال ارتباطها باليومي.
تبرز المغالطة التي يقوم عليها هذا التحديد في إرجاع السؤال عن الإنسان إلى مستوى وجود حسي وجزئي ومباشر ، يرتبط بتجربة وخصوصية تتقوم بما هو انفعالي وذاتي، من جهة أولى؛ ذلك إن كان هذا الرد وإن كان يقول لنا شيئا عن " زيد " أو عمر" بغض النظر عن قيمة ما يقوله ، فان زيد أو عمر لا يمكن أن يدللا على ما يمكن أن يكون عليه الإنسان بإطلاق، الذي هو مطلبنا.
أما من جهة ثانية فالمغالطة الثانية التي يقوم عليها مثل هذا التحديد فتتعلق بالتناقضات التي تحكم هذا الموقف ذاته. إن النظر إلى الإنسان بما هو ذات متعينة في فرد بعينه ، مع افتراض وحدة وثبات أناه، وفي نفس الوقت ربط هذا الوجود بتجربة اليومي مع ما تفترضه من تقاطعات وعلاقات وثيقة بالعالم والآخر والجسد، يغفل عن تحديد مقومات هذه الأنا من جهة علاقتها بهذه المحددات التي يرتبط وجود الفرد بها.
يتعين الإحراج في نهاية الأمر، إن عمدنا إلى إعادة صياغة الاعتراضات السابقة صياغة فلسفية، بالتساؤل عن حقيقة هذه الأنا بين حدي " الوحدة والكثرة"؛ وحدة تتجلى فيما أستشعره من وحدة أنايا واستمرارها وثباتها رغم تغير أحوالها، وكثرة تتجلى في ارتباط وجود هذه الأنا بأكثر من مجال ومستوى وعلاقة.. لا يتعلق السؤال عن حقيقة الأنا بين الوحدة والكثرة بالسؤال عن أنا فردية وعينية، ولكن بالبحث عن مقومات الوجود الإنساني ذاته. وبعبارة أكثر دقة ومباشرة يتعلق السؤال بتحديد ما يشكل حقيقة الإنسان من جهة تعيين ما يتمايز/يختلف به بشكل مطلق عن الوجود الحيواني، فيكون هذا التمايز هو أساس وضع الخط الفاصل بين الوجود الإنساني من جهة والوجود الحيواني من جهة ثانية.
لا يتعلق السؤال، بالسؤال إذن عن أنا فردية وعينية وإنما يتعلق بالسؤال عن " الإنساني". يجب أن ننتبه في هذا المستوى إلى وقوع تحول أساسي في مستوى صياغة السؤال عن الإنسان من التفكير في مسألة الإنسان إلى التفكير في "الإنساني". فما هو مبرر هذا التحول في الصياغة؟ وماهي استتباعات هذا التحول في تحديد خصوصية ورهان الاستشكال الفلسفي للتفكير في الإنسان؟
ارتبط السؤال الفلسفي تقليديا عن الإنسان بصياغة مخصوصة تسأل عن الإنسان اعتمادا على صيغة " ما هو الإنسان؟"، صياغة ستجد تعبيرها النهائي في التحديد الكانطي لرهان الفلسفة وسؤالها الأساسي الذي ترجع إليه بقية الأسئلة في سؤال " ما الإنسان؟". تفترض هذه الصيغة التفكير في الإنسان من جهة الماهية واثبات ماهية مطلقة ومتعالية للإنسان. غير أنه ومنذ لحظة هيقل المرتبطة بالتفكير في الإنسان في علاقة بالعالم والآخر سيصبح هذا التحديد الماهوي القائم على الصياغة الميتافيزيقية لسؤال " ما هو الإنسان؟" صياغة لا شرعية من جهة كونها لا تقبل التفكير في الإنسان ككثرة ايجابية.بذلك ستستعيض الفلسفة عن الصياغة الكانطية للسؤال عن الإنسان " ما هو الإنسان؟" إلى صياغة مستحدثة للسؤال هي صياغة " من هو الإنسان؟" صياغة، كما سنرى، ستسمح بالتفكير في الإنسان من جهة الكثرة المنفتحة وليس الوحدة المنغلقة ، من جهة شروط وكيفيات تحقق الوجود الإنساني فعليا وواقعيا وليس النظر إلى ما يجب أن يكون عليه الإنسان. على هذا الأساس فان اعتماد مفهوم الإنساني عوضا عن صياغة أولى، تسأل عن الإنسان بإطلاق، إنما يحيل إلى هذا الوعي بما يكتنف المسألة من غموض وتعقيد. وهي محاولة لتشريع البحث في الإنسان انطلاقا من صياغة محايدة تحاول استشكال كلا المقاربتين للتفكير في الإنسان والتثبت من إمكان الارتقاء بالوجود الإنساني إلى مستوى الكوني وتحديد صعوبات واحراجات هذا المطلب.
إن ربط مطلب الكلي بالإنساني، وان بدا انه يتقدم بنا خطوة حاسمة في اتجاه مقاربة سؤال ما الإنسان، فانه لا يخلو من استشكال حين يكون حدي "الإنساني" تقابل مفترض بين "الوحدة" و"الكثرة".
إذا كان معنى" الإنساني" يمكننا أن نتجاوز، لحظة، تعقيدات التردد بين صيغتين مختلفتين للسؤال عن الإنسان ؛بين صيغة "ماهو الإنسان؟" ذات الطابع الماهوي والأفق الميتافيزيقي الكلاسيكي،وصيغة "من هو الإنسان؟"الأكثر معاصرة، فان ربط الإنساني بحدين يفترض فيهما التقابل وليس التقاطع؛"الوحدة" من جهة و"الكثرة" من جهة ثانية،يحيلنا إلى مزالق لا تقل حدة نظرا لما يترتب عن استتباع هذا التقابل على تحديد دلالة الكلي/الكوني سواء تعلق الأمر باستتباعات معرفية أو خاصة ايتيقية قيمية تتعلق بما سبق وان حددناه من رهان مركزي لمقاربة الفلسفة لمسالة الإنسان وتحديدا تعيين شروط العيش المشترك.
إن ربط الكلي بالوحدة يربط "الإنساني"بما هو جوهري؛ فالإنساني يتعين كجوهر قائم بذاته؛ مطلق وثابت وهو تصور الإنسان الذي طبع تاريخ الفلسفة منذ الفلسفة اليونانية إلى حدود لحظة الحداثة مع هيقل ، "حيث أنّ النفس لدى اليونان، مثلها مثل "الذات" أو "الأنا" لدى المحدثين، هي "جوهر" قائم بنفسه، أي هو "حامل" منطقي وأنطولوجي لصفات أو أعراض متعددة لا توجد إلا به، في حين أنّه هو مستغن عنها في استمرار وجوده لأنها ليست من مقومات ذاته".بذلك فان الإنسان يتقوم بماهيته وينظر إليه من جهة هذه الماهية التي يحملها. مقابل هذه الماهية، والتي سواء تعينت كنفس عاقلة عند القدامى، أو كذات أو أنا عند المحدثين فان الكثرة لا تتجاوز مرتبة ما هو عرضي. إن الكثرة، أن كانت داخلية؛ الجسد والرغبات والأهواء، أو خارجية؛ العالم والآخر، هي مجرد أعراض. فهي وان ارتبطت فعليا بالوجود الإنساني، و تعلقت بالإنسان فإنها لا تدخل في تعيين حقيقته لا على المستوى المعرفي ولا على المستوى الأنطولوجي، ذلك أن معرفتها كما وجودها يضلان مشروطان بمعرفة ووجود الماهية من جهة أولى، إما من جهة ثانية فان الجهل بمعرفتها أو وجودها لا يربك يقيننا في معرفة ووجود الماهية(سواء كانت نفس أو ذات أو أنا).
إن تحديد "الإنساني" تحديدا ماهويا يرتبط بالوحدة ويستبعد الكثرة يتشكل معه مطلب الكلي ذاته ماهويا.يفترض هذا التحديد الماهوي للإنسان تراتبا داخل الوجود فليس للموجودات نفس المرتبة والمنزلة الأنطولوجية. وليس التأكيد على أفضلية النفس أو تعالي الذات غير بحثا يبتغي تأكيد واثبات رفعة المنزلة الإنسانية.

فحقيقة الإنسان وجوهره،أي إنيته وفق هذا التصور، كما وجوده الفعلي، يشترط هذه الوحدة التي تتعين في ماهيته بما هو جوهر قائم بذاته ومكتف بها. أما "الخارجات"،وسواء كانت داخلية أو خارجية فهي "غير" وإطارها "الغيرية" أي غير "الإنساني" إذ لا يشترط في تحديد الإنساني حضورها، وهي بذلك لا ترتقي إلى مستوى الكوني/الكلي، بل إن منزلتها العرضية، تلك، تمثل من بعض الوجوه عائقا يحول دون تحقق الإنساني في الإنسان على وجه كلي/كوني.
هذا الربط بين الانية ووحدة النفس العاقلة ،داخل الفلسفة القديمة،أو الذات، داخل الفلسفة الحديثة، بحثا على إثبات رفعة المنزلة الإنسانية وشرفها، أو تأكيدا على فاعليتها، لا يمثل في ذاته مشكلا من جهة كونه رهانا ومطلبا مشروعا، إنما يعود الإشكال الحقيقي في السؤال عن مشروعية هذا الاختزال الذي يسم هذه الانية، والإمكان الفعلي والايتيقي لاستبعاد "الجسد" و"العالم" و"التاريخ" و"الآخر" من مجال تحديد الإنساني في علاقة بمطلب الكلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدخل لباب الانساني بين الوحدة والكثرة ( برنامج الفلسفة في تونس) ج2
» برنامج مادة الفلسفة في تونس.
» برنامج مادة الفلسفة في العراق
» الفلسفة في برنامج مختفون
» برنامج مادة الفلسفة في سوريا.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فيلوصوفيا :: الفلسفة :: بيداغوجيا تجارب أجنبية-
انتقل الى: