فلسفة و"فلسفة"، وأيهّما الفلسفة؟
سؤال إلى الإخوة مدرسي مادة الأدب واللغة العربية،هل يمكن إتاحة الفرصة للأطفال كي يَنْظُموا شعرا بنوعيه العمودي والحر إضافة إلى كتابة الرواية والقصة...على غرار ادعاء بعض البيداغوجيين الذين يقرّون بإمكانية تفلسف الأطفال، بحيث أضحت الفلسفة سهلة ومرنة ومطروحة في الطريق وكل من هبّ ودبّ يُمكنه التفلسف؟ إذن هل يمكن " التأدّب " قياسا على التفلسف،وللأخوة في مادة التربية الإسلامية :التفقّه في الدين، والإخوة في مسالك العلوم: التريّض، والتفزُؤ والتطبّع..وما شابه من أنواع الوعي الإنساني وباقي المواد مادام الأمر يتعلق برهان تعليمي؟لماذا الفلسفة بالضبط؟ إذن هل يمكن حذف الفلسفة من المؤسسة بدعوى أن كل الناس، من الرضيع إلى الشيخ قادرون على ممارسة الفعل الفلسفي، ومن ثمة فتعليم الفلسفة هو تحصيل حاصل ومضيعة للوقت والمال. أغلقوا الجامعات ومراكز التكوين في وجه الفلسفة ، وأوقفوا توظيف مدرسي والمراقبين التربويين لمادة الفلسفة، وأحرقوا الكتب الفلسفية ، واسدلوا الستار على تاريخ الفلسفة، وافتحوا الشوارع والحدائق والمراحيض والمواخير للتفلسف، والفلسفة العفوية، والفلسفة الشعبية والفلسفة الهامشية،والفلسفة الطِّفْلية.. والقائمة طويلة من السخافات ،ما دامت عفوية التفكير عند البعض ترقى إلى الفلسفة ...!!!!!!ووفروا من مال الشعب فيما هو أصلح. أستدعوا الأطفال والعاهرات والمجانين في ندوة جنبا إلى جنب عبد السلام بنعبد العالي،ومحمد وقيدي، ومحمد سبيلا وإدريس بنسعيد ومحمد المصباحي.... للتداول في ظوهر العنف والجنس والإرهاب،والفينومينولوجيا والوجودية والهيرمينوطيقا.... لأن " الكتاف تكادات" ونَنْعم بتفلسف الأطفال والعاهرات والمجانين والمهمشين. ألم يقل أرسطو إن تحويل ما هو موجود بالقوة إلى الوجود بالفعل ممكن؟ كم أنا مُشتاق كيف سيتم ، في حضرة الفلسفة، إبداع المفاهيم من قبل أطفال لم يستكملوا بعد رحلة اللسان الطويلة والشاقة.
في نظري نحن أمام قضيتين مختلفتين:
1- هل يُمكن تعليم الأطفال الفلسفة على غرار وبشروط بيداغوجية كما هو الأمر في الثانوي التأهيلي، أو "تبسيط تعليم الفلسفة" حتى تتناسب مع النمو العقلي والوجداني للأطفال، مع مراعاة السن الطفولي المناسب لتعلم الفلسفة؟إذا كان هذا "ممكنا " في الغرب المتقدم بحيث أن لسان الأطفال هو ذاته في البيت والشارع والمدرسة، هل هذا ممكن مع الطفل العربي ، حيث أن تواصله اللساني متعدد ومتضارب ولهذا الوضع تأثير على فكر وتفكير الأطفال( بسبب المفارقة اللسانية بين البيت والمدرسة). مثلا،هل يُمكن التفلسف باللهجة الدارجة التي يٌتقنها الأطفال بينما يجدون صعوبة في امتلاك اللسان العربي بقواعده وصرفه ومعجمه؟
2- هل يُمكن دفع الأطفال إلى التفلسف من دون علمهم المسبق بما هي الفلسفة، وفي غياب امتلاكهم لجهازها المفاهيمي والإشكالي والحجاجي وموضوعاتها حول المعرفة والوجود والأخلاق؟