بخصوص المحور الأول من مفهوم الحقيقة : الحقيقة والرأي ( أو عوائق الحقيقة ) من المطلوب من أجل تنويع مضامين المحور الاشتغال على إشكالين محتملين هما :
1- طبيعة الرأي ومصادره ووظائفه.
2- مختلف المنهجيات التي عرفها تاريخ الفلسفة والتي تكفّلت بمحاربة الرأي، بدء من سقراط ومرورا بأفلاطون وديكارت وباشلار.
أ- بالنسبة لسقراط من خلال المنهجين التهكمي والتوليدي، ودلالة القولة "إعرف نفسك بنفسك"
ب- بالنسبة لأفلاطون من خلال "أمثولة الكهف "... الخروج من " ظن الكهف " عن طريق الجدل الصاعد،أي الارتقاء نحو حقيقة الأشياء كما تظهر تحت الشمس، وإعادة النزول إلى الكهف - الجدل الهابط- من أجل إقناع الأخرين بالحقيقة وتخليصهم من أوهامهم التي يظنون أنها الحقيقة.....إذن على النسخة أن تتطابق مع أصلها بالارتقاء إليه..
ج- بالنسبة لديكارت فهو يشترط التلخص من الرأء بالعودة إلى الذات والشك في كل ما تقبله الشخص منذ سنواته الأولى، وإعادة تقييمها في سن الرشد من أجل تقويضها..وهذا أيضا من شرةط بناء علم ومعارف حقيقية.
د- بالنسبة لباشلار، فهو يدعو إلى إحداث قطيعة مع الرأي . يقول في إحدى نصوصه المهمة:" إن الأفكار التي لم نتاقش لهي كالأنوار المشوشة التي تعكّر الواضح من الأفكار الشرعية، التي ينبغي على الفكر أن يجمعها في جهد استدلالي. ينبغي أن يتشبت كل شخص بالقضاء على ما في ذاته من آراء لم تناقش . يجب على كل شخص أن يعلم نفسه الانفلات من تحجر عادات الفكر الناتجة عن الاتصال بالتجارب المألوفة.( تكوين العقل العلمي)