تحية استاذ كمال مشكورا على مجهوداتك ودمت محبا للحكمة.اسمح لي ان اعود الى لحظة تاطير المجزوءة ,بما أنك أثرت موضوع ضرورة تحيين الدروس,لقد ارتأيت هذا الموسم ان أوظف على غير عادتي الصور الموجودة بالكتاب المدرسي كوضعية للانطلاق من أجل إبراز تقاطع مفاهيم مجزوءة الوضع البشري وتعالقها.هكذا لقد وظفت الصورة المتواجدة بكتاب الرحاب مسلك الاداب والعلوم الانسانية,ص 8لعزيز أبو علي مع تلامذة الشعبة العلمية .اشتغلت بمعية تلامذتي على مستويين في الصورة. المستوى التقريري,اي ماذا نلاحظ داخل الصورة ؟ ثم المستوى الدلالي أي مستوى البحث عن المعنى و الدلالة .معنى الاشياء والأشكال والالوان التي تؤثت الصورة وقد كان تفاعل التلاميذ قويا مع هذه الصورة ,وكان من بين الاشكالات التي فرضت نفسها منذ أول وهلة اشكال هوية الشخص ,نظرا لغياب ملامح الوجه .هكذا فتح النقاش حول ما إذا كانت ملامح الوجه(الجسد)هي ما يمنح للشخص هويته؟ ماذا إذا تعرض الشخص لحريق شوه ملامح الوجه, هل نحن أمام شخصان ام أمام نفس الشخص ؟وبالتالي كيف يستطيع الشخص أن يدرك انه هوهونفسه بالرغم من التغيرات التي تطرأ على الجسد؟كانت هذه من بين التساؤلات التي أطرت النقاش لكي نصل الى ضرورة التساؤل عن العنصر الثابت الذي يشكل هويتنا؟ بالإضافة إلى أن الصورة تفتحنا على قضية التواجد مع الغير والعلاقة معه من خلال مفارقة التشابه والاختلاف التي تكشف عنها الصورة ,تشابه الجسد واختلاف الالوان ووضعيات الجلوس...هذه فقط بعض النقط التي أردت أن اتشاركها معكم من خلال هذه التجربة التي قد تكون صائبة أو العكس.