تحية إلى الصديق العزير أبو حمزة، وشكرا علة تقديم كتابي المرحوم الجابري لما لهما من قيمة فكرية نادرة.
بمناسبة تنزيل " مدخل إلى فهم القرآن الكريم" أُذكّر القراء بأن هذا النوع من التأليف الذي شرع فيه المرحوم الجابري يُعتبر بمثابة الإعلان الرسمي لتحول محمد العابد الجابري إلى عالم الفلسفة : كفيلسوف بالمعنى الاحترافي.الحجة في ذلك أنه لم يعد يقرأ ما كان يُفكر فيه انطلاقا من مرجعيات ابستمولوجية كونية، بل أراد الجابري أن يُثبت أنه بالفعل فيلسوف كبير من خلال مواجهة النص الديني المقدس وقراءته من خلال ما اختمر في ذهنه من تجارب فكرية سابقة.مدخل إلى فهم القرآن الكريم شهادة فعلية على ولادة حقيقية لفيلسوف كبير لطالمنا اعتبرناه كذلك، ولكن بكتابه هذا اجتاز عتبة لن نُقدّر مدى عظمتها إلا في المستقبل لما تزول زوبعة النقد التسطيحي الذي رافق صدور هذا الكتاب النوعي.لقد أراد المرحوم الجابري أن يُثبت كونه فيلسوفا بالفعل من خلال مسار محفوف بالمخاطر لن يقدر عليه سواه. وسيُثبتُ التاريخ مستقبلا عظمة هذل العمل الجبّار الذي اختمر مع الأسف قبيل تلبية النداء الرباني.