هل نتوفر على دراسة موضوعية تُبيّن مدى استفادة تدريس مادة الفلسفة من بيداغوجيا الكفايات بخلفياتها النيوليبرالية ذات المرجعية الربحية والنتافسية في المجال المقاولاتي والاقتصادي؟ ما موقع تدريس مادة الفلسفة من رهان " ربط المؤسسة بسوق الشغل"؟ هب أن جوهر بيداغوجيا الكفايات هو طرح على المتعلمين وضعيات جديدة يوظفون لحلها ما تعلموه من كفايات ومهارات ، فكيف يصدق هذا على الفعل الفلسفي ؟ مثلا، هل يصدق هذا على توظيف مهارات مُستنبطة من مميزات التفكير الفلسفي ضمن قضية "لماذا التفلسف؟" لحل إشكالات لم يسبق للمتعلم أن واجهها؟ وهل يقبل المجتمع التفسير الفلسفي ،بكل ترسانته المفاهيمية والحجاجية لحل بعض من الإشكالات المرتبطة ببعض العادات والأنماط الاجتماعية...والتي من شأن الفلسفة تحطيم أو خلخلة الأوهام بشأنها؟ وهل أتى على فرسان المعبد الوقت لتقبّل الخطاب النقدي والتفكيكي بحثا عن الحقيقية؟
بالمحصلة، كيف نروم الاجتهاد الفلسفي ضد ما يُناقض المعقول في مجتمع لازال يعيش تأخرا حضاريا يُختزل في سيادة المحسوس؟ ألا نرمي بالمتعلمين في المجهول حين نناشدهم ، من داخل بيداغوحيا الكفايات، إيجاد حلول لإشكالات من ما تعلموه من التفلسف داخل المنظومة الفلسفية علما أن " شبهة الفلسفة" لازالت تتغذي من فتوى ابن الصلاح الشهرزوري وتظاهر أبي حامد الغزالي على بعض القضايا التي جادل فيها الفلسفة وكفّرهم فيها....؟
بالمختصر المفيد،هل المجتمع المغربي قادر على تقبّل الحلول الفلسفية لكثير من الإشكالات التي يتخبّط فيها ؟