أسئلة منسية.
سُئِل أحد الشيوخ : مَنْ هو المُسْلم ؟ فأجاب : المُسْلم هو الذي لا يخطو خطوة إلا إذا عرف حُكم الله فيها. فسُئِل ثانية :من أين يعرف أحكام الله ؟ فأجاب الشيخ : من القرآن الكريم وكتب السنة النبوية الشريفة واجتهادات الفقهاء المشهود لهم بالثقة وخاصة الأئمة الأربعة( تجاهل الشيخ السني أئمة الشيعة..؟؟؟؟).فسأل السائل : هل الذي لا يحفظ القرآن كله وليس على إطلاع على كل الأحاديث النبوية واجتهادات الفقهاء ، هو مسلم ناقص إسلامه؟ كيف سيعرف حكم الله في كثير من الأمور وهو يجهلها؟ فسكت الشيخ وأحجم عن الردّ..
نفس الحكاية تتعلق بمهن كثيرة. مثلا هل يجوز لمحام أو قاض أن يكونا غير مُلمّين بمساطر القانون الجنائي والقانون المدني، والمُقتضيات الدستورية......؟ مثلا هل يجوز لأستاذ في القانون الدستوري أن يكون غير مُلم بمختلف الدساتير المغربية وكذلك دساتير بعض الدول التي لها تجربة رائدة في التدبير السياسي؟ هل يجوز لمدرس مادة الفلسفة أن يكون على غير إطلاع على تاريخ الفلسفة ومُلما بالمذاهب الفلسفية الكبرى ومنها الفلسفات المعاصرة..؟ هل يجوز لمدرس ماة اللغة العربية أو أي لغة أجنبيةـ أن لا يكون ملما بجميع القواعد النحوية والصرفية والبلاغية والمعجمية....؟هل يجوز لمدرس ما أن يمارس مهنتة التدريس من دون إلمامه بالمنهاج الدراسي ومُقتضيات الشروط البيداغوجية والديداكتيكية والأدراية.....؟..
هي أسئلة كثيرة، وتجاهلها هو سبب كثير من اللغط حول من يملك الحقيقة. والحقيقة لا أحد على هذه البسيطة يملك الحقيقة. كل يكدح بحسب استطاعته. إذن لماذا الجزم في الحكم مع نقصان في امتلاك شروط الحكم؟