قال الفيلسوف " كانط ": من أراد التفلسف، عليه أن يتدرب على استعمال عقله بطريقة حرة وليس بطريقة تقليدية وآلية."
وبالفعل الصورة أدناه تُوحي بكون العقل مصدر النور، ومن ثمة الإشعاع الفكري الذي يُنير ظلمة الجهل، من خلال إعمال العقل في الموضوعات، وهذا هو تعريف معنى التفكير.وقد سبق لأفلاطون أن تعجّب من وضعنا الجسمي الذاتي التراتبي، حيث جاء مقر العقل في أعلى الجسد ( القوة العاقلة) وهي مصدر الحقيقة، وبتعبيره: التي توجد فوق قبّة السماء" تليها (القوة الغصبية) في الصدر (والقوة الشهوية) في البطن وما تحته....تصوروا معي كيف أحسن الله خلقه بوضع ما به يتميز عن الحيوان في الأعالي.ألم يقل أبو القاسم الشابي إن من لا يحب صعود الجبال يبقى أبد الظهر بين الحفر. لقد صدق أفلاطون حين طالبنا بهجر الكهف نحو الأعالي حيث توجد شمس الحقيقة والجمال.ولكنني أشفق على أعضاء فِرق " البريك دانس" Break Danceالذين يرقصون على رؤوسهم ويرفعون إلى الأعلى ....أخجل من ذكرها!!!!
لكن للصورة خلفية يجب التنبيه إليها.إن تقديم الرأس كمقر للتنوير، والنور امتداد في الآفاق بخلاف الحجر على الطاولة والذي بفتقر إلى روح تجعله في منزلة العقل بحكم جماديته،إلا أن الشخص العاقل، الذي يشعّ عقله نورا، هو شخص أنجلوساكسوني، بحجة ربطة العنق و" الكوستيم" ذي الإيحاء الغربي..وكأن الغربي هو مصدر التنوير !!! وليس التنوير حقيقة كونية قد تأخذ أبعادا خصوصية.وهذا يذكرني بفيلم " طرزان" هذا الرجل الأبيض الذي ربّته القردة- وليس القبائل الإفريقية- ليصبح سيّد الغابة نتيجة قدراته الجينية البيضاء، وليس مساعدة من الثقافة الإفريقية؟؟؟؟.
إن لعبة الكشف والإخفاء، كما أبرزها نيتشه وديكرو، تكشف عن مكر الصورة في حالة فتور يقظتنا، وضمور حسّنا النقدي.