1
-هناك ترابط جدلي بين منهجية الإنشاء الفلسفي ومضامينه المعرفية. بدليل أن التأطير الإشكالي ليس هو التحليل وهذا الأخير ليس هو المناقشة، ونفس الأمر بالنسبة للتركيب.
ليس المطلوب استعراض مختلف مواقف الفلاسفة كما يشاع في كثير من الكتب التجارية والتي تعرض مواقف الفلاسفة في خانات كثيرا ما تقوم بتشويه أطروحات الفلاسفة حين تعرضها معزولة عن سياق نصها الوظيفي ضمن محور ومفهوم معيّن. المطلوب في الحقيقة هو تحليل ومناقشة أطروحة في السؤال أو القولة أو النص بالعلاقة مع إشكالات محاور مفاهيم المجزوءات.
2- ‘ذن المطلوب هو تأطير أطرروحة وإبراز الإشكال الذي تطرحه وتحليل هذه الأطروحة على مستوى مفاهيمها وحجاجها ورهاناتها.مع العلم أن الأطروحة بالتعريف هي :
أ- موقف فلسفي تجاه قضية.
ب- تتضمّن حُكما وتُجيب عن سؤال محدد.
إذن نحن أمام أرعة أركان للأطروحة: القضية، الموقف الفلسقي، الحكم ، السؤال.
أما في لحظة المناقشة، هنا تحضر بعض الأطروحات المدعّمة أو المختلفة مع أطروحة : لاحظ أن السؤال لا يُصرّح بالأطروحات كما في القولةؤال ، القولة، النص.لكن السؤال المرفق للقولة هو الذي يحدد مسار التحليل والمناقشة، بخلاف السؤال والنص حيث تكون المكناقشة مفتوحة.
**********************
بخصوص السؤال، وهو له وضعية خاصة:يفترض أطروحة، كما يفترض حجاجا غير مصرّح به، لكن طبيعة الصياغة الاستفهامية هي التي تكشف عن الأطروحة والحجداج المُفترضين. مثلا في السؤال : لم الدولة؟ هذه الصياغة الاستفهامية تنطوي على أطروحات مفترضة تُقابلها حجاج بالعلاقة مع طبيعة الأطروحات. لو افترضنا أن الدولة أمر طبيعي كما يزعم أرسطو فالحجاج المفترض أن مسارات الاجتماع البشري من الأسرة ثم العائلة ثم القبيلة وأخيرا الدولة دايل علة أن الدولة ملازمة للتطور البشري، لأن من طبيعة البشر الاجتماع. لكن في حالة افتراض أن الدولة كانت نتيجة تعاقد اجتماعي للخروج من حالة الطبيعة.....لكن السؤال لا يُصرّح بالأطروحة والحجاج كما في القولة أو النص، لكن عللا التلميذ أن يكون على فهم بمختلف إشكالات المفهوم حتلا يتبيّن رهان السؤال ثم طبيعة الأطروحات المفترضة وكذلك حجاجها.
أما القولة فهي في الحقيقة أطروحة معطاة بخصوص إشكال محدد، لكن المطلوب من تحليل ومناقشة القولة، هو أولا فهم الموقف الفسلسفي لصاحب القولة والنتباه للسؤال المرفق لها، فانطلاقا من السؤال يجب تحليل ومناقشة القولة.
************************************
الاحمالات الوادرة في الامتحان: قد يتضمن المطلوب مفهومين من نفس المجزوءة، مثلا إشكال من مفهوم الشخص مع إشكال من مفهوم التاريخ أو مفهوم الخير. وبالفعل هذه المفاهيم الثلاث تتقاطع فيما بينها في إطار كونها هي من محددات الوجود البشري أو الوضع البشري. مثلا تحدث لوك عن هوية الشخص وربطه بالذاكرة و....وكما هو معلوم الذاكرة شعور أو وعي يرجع إلى ماضي الشخص ليحكم أنه نفس الشخص. إذن الهوية الحالية هي حصيلة امتداد الإنّية من الماضي حتى الحاضر. إذن هناك اعتراف بأن للهوية بعد تاريخي يترتب عنه العينيةـأي أن الشخص هو هو ذاته بالرغم من تحول الزمان وتغير الأمكنة.
كذلك هناك علاقة جداية بين الشخص والغير....وهكذا
هذا هو مسار التفلسف وليس استعراض مواقف الفلاسفة تباعا بعد حفظها بطريقة غبية وتدوينها كما هي بل يجب فهمها وتوظيفها في تحليل إالإشكال الذي يطرحه المطلوب.
*****************************