قولة كلود برنار في لامتحان الوطني 2010

لدي تساؤل بصدد القولة التالية والتي وردت في الامتحان الوطني السنة الماضية- علوم.
"لكي يكون المجرب جديرا بهذه الصفة عليه أن يكون منظرا وممارسا في الوقت نفسه...فاليد الماهرة التي لا يوجهها عقل هي أداة عمياء و العقل دون اليد التي تنجز يظل عاجزا"
اشرح مضمون هذه القولة و بين أبعادها
المشكلة التي أطرحها هي أن القولة لكلود برنار احد ممثلي الاتجاه التجريبي بينما القولة أقرب لعقلانية باشلار التطبيقية...فما رأيكم؟ هل يعني ذلك أن تمثيل برنار لهذا التوجه في حاجة لتدقيق؟
أرجو أن يدلي السادة المدرسون بآرائهم

لكي يكون المجرب جديرا بهذه الصفة عليه أن يكون منظرا وممارسا في الوقت نفسه...فاليد الماهرة التي لا يوجهها عقل هي أداة عمياء و العقل دون اليد التي تنجز يظل عاجزا"
اشرح مضمون هذه القولة و بين أبعادها
تحية إلى الأستاذ المرابط.
بادئ ذي بدء، لايتعلق الأمر بنَسَبِ القولة إلى أشخاص، بقدر ما يجب فهمها داخل إشكاليتها.وكما تلاحظ أن الأمر يتعلق بشرط مصداقية المُجرّب في إدراكه للواقع، هذا الأخير هو منبع اختلاف التجريبيين والعقلانيين التطبيقيين. وإذا استطعنا تحديد ما هذا الواقع الذي يتحدث عنه المُجرب الذي عليه أن يكون مُنظرا وممارسا في نفس الوقت، فسنفهم أصل الإشكال المتعلق بالعقل والتجربة في فهم أو تفسير ذاك الواقع.
فحين يتجسد الواقع في الاحتمالين التاليين: كونه الواقع المادي الفيزيائي، أو كونه بنيات وعلاقات رياضية،هنا في هذا الإطار تختلف المفاهيم حسب السياق: فالتجريب عند التجريبيين ليس هو التجريب عند العقلانيين التطبيقيين، وبالتالي لم يعد الأمر يتعلق بمن قال هذا.
إذم المجال الإشكالي لاشتغال كلود برنار ليس هو المجال الإشكالي لاشتغال جاستون باشلار، ومن ثمة لا تهم التسميات بقدر ما يهم سياق التسميات أو المفاهيم:التنظير والممارسة.
المعروف أن كلود برنار كان من المُغالين في عبادة الواقع الخام، بالرغم من اعترافه بأهمية الفرضية.ولكن هذه الفرضية لاتبني الواقع كما يعتقد باشلار، وعلينا أن لانُحمّل كلود بيرنار من اعترافه بالفرضية أكثر مما يجب لأنه يبقى تجريبيا بامتياز.
أما إشكالية العقلانية التطبيقية، وإن أقرت بنفس جدلية التنظير والممارسة، فمجالها الإشكالي لا يجب أن يُسقطنا في المطابقة بين بيرنار وباشلار، فكلاهما يُفكّر من داخل إشكالية تتغاير كليا.هذه الجدلية نجدها حتى عند مالينوفسكي الذي يذهب إلى القول إن أيّ عمل يكون مسبوقا بتصور يحدد هدف وغاية العمل، فلكي تكون الممارسة هادفة لابد من ترشيدها نظريا.
ومع ذلك سياق الإشكالية يختلف عند الثلاثة.وبالتالي فالتجربة عند العقلانيين ليست هي ذاتها عند التجريبيين،فالعقلانيون يتحدثون عن تجربة فكر، بمعنى خلق شروط نظرية جديدة لإبداع أو تخيل واقع جديد له قوانينه الخاصة.ألن يقل باشلار:" إن العلم يعوّل على العلاقة الرياضية أكثر من تعويله على الوجود الواقعي."ألم يقل ألكسندر كويري:" الفيزياء الجديدة قامت على أسس قبلية، فالنظرية تسبق الواقعة، والتجربة غير مجدية، لأننا نملك المعرفة التي نبحث عنها قبل كل تجربة." السؤال هل اعتراف باشلار بجدلية العقل والتجربة، لا يُلغي أهمية وأولوية العقل في بناء النظرية.حجتنا في ذلك أن النصوص الباشلارية تُفسّر بعضها بعضا، ومنها قوله:"إن مفاهيم العلم بعيدة جدا عن الخبرة المباشرة،إن مضمون العلم مضمون معرفي وليس مضمونا شيئيا."

» كلود بيرنارد
» كلود ليفي -حوارات
» الامتحان الوطني
» نماذج من الامتحان الوطني بتونس
» الميثاق الوطني للتربية والتكوين