كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2399 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: لا للعتف ضد المرأة والتضليل الإعلامي الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:24 pm | |
|
من بين ما استرعى انتباهي أن التلفزيون المغربي يًُقدم وصلة إشهارية تتعلق بمحاربة عنف الرجل !!! ضد المرأة، والمنظم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن. والإشكال الذي يطرحه هذا الإشهار هو تحميل المسؤولية للرجل من خلال الصورة والصوت، وهنا مكمن التضليل والغبن الثقافي لكاتب سيناريو الوصلة الإشهارية حيث جاء في الشريط: " العنف ضد النساء باش إيزول حتى الرجل مسؤول.وكأن الأمر فرضته ضرورة السّجع، كما قال " رويشه " في أحد أغانيه: تابعك الهجهوج حتى النمرة جوج"( ويقصد بالنمرة جوج رقم منزل" الشيخة" التي تُغني معه وهي في نفس الوقت " خليلته" والله أعلم) بالمناسبة نقرأ ما كتبته المفكرة اللبنانية " يُمنى العيد" في مقالها: مشكلة المرأة أم مشكلة العلاقة؟ بمجلة الفكر العربي العدد 17 و18 1980: تقول:" ليست مشكلةالمرأة في الرجل رجلا،بل في علاقات اجتماعية يُدافع عنها الرجل كما قد تدافع عنها المرأة.وهذا يعني أن نضال المرأة لن يكون تحرريا حين يذهب في اتجاه نقل المواقع بينها وبين الرجل. إن مشكلة المرأة أعمق من أن تكون تناحرا في نطاق ثنائية ضدية بينها وبين الرجلُ إنها في عمقها مطروحة على مستوى أوسع من الخصوصية الجنسية التي يتمايزان بها، إنها قائمة في الغلاقات الاجتماعية وفي نمط الإنتاج الذي يحكم تلك العلاقات والذي يترك آثاره الخفية على المستوى الحنسي..."مع العلم أن هذا تحليلا بخلفية ماركسية، وتخيّلوا أن الوزيرة المكلفة بقطاع التنمية الاجتماعية.. هي من العائلة " اليسارية" التي لم تتعد حمل منها سوى الإسم، قياسا على ما قاله الشاعر " قيس " في الأمير " ورد " الذي تزوج " ليلى " لمّا التقى به ليتعرف علي من سرق منه محبوبته: والله ما فيك من الورد غير الإسم. أتصور كيف سيفهم الأطفال قساوة الرجل ضد المرأة على الشاشة، وخاصة الذين لا يصدر من أبيهم عنفا ضد أمهم، ليتم رسم " حقيقة" الذكورة في لاوعييهم ليتم فيما بعد إعادة إنتاجها اجتماعيا، هكذا تتم عندنا التنشئة الاجتماعية بالمقلوب، ليشتغل مخيال الناشئة ضد الأنوثة باعتبارها دون الرجل. وبالمناسبة أقمتُ مائدة مستديرة مع أقسام الجذوع المشتركة والسياق هو البحث عن خصوصية السؤال الإشكالي مقارنة مع السؤال الاستفهامي الذي نستفهم به عن مضمون الجملة: أين توجد المحطة؟ هذا السؤال التعرفي لا يطرح مشكلة من قبيل: هل دونية المرأة مسألة طبيعية أم مسألة تاريخية (ثقافية)؟ وأضفنا سؤال سيمون دي بوفوار:هل تولد المرأة إمرأة أم المجتمع هو الذي يجعل من المرأة إمرأة؟ بمعنى وضعها الأقل اعتبارا مقارنة مع الرجل). لقد لفت، نظري تدخل إحدى التلميذات حين قالت:لمّا يولد الطفل والطفلة يكونان في البداية إنسانين ولكن المجتمع هو الذي يُفرُق بينهما بعد ذلك، والبداية هي الزغردة للذكر والتجاهل من نصيب الطفلة.ليأتي فرويد بعد " نيتشه"علي البقية الباقية، ليعلن أن دونية المرأة طبيعية، وتترسخ دونيتها بالنسبة لها لما تكتشف الطفلة في سن مبكرة أنها تفتقر إلى " القضيب " مقارنة مع أخيها الذكر... وبقية المأساة تعرفونها..ومع ذلك لازلتُ أندهش من الموقف السلبي لكثير من الفلاسفة تُّجاه المرأة ، مع أنه من حيث مبدأ الفلسفة العقلاني كان من المفروض التعالي على تحقير المرأة، مع العلم أن جل الفلاسفة الذين اتخذوا موقفا عدائيا من المرأة ، كانت علاقاتهم مع المرأة مضطربة وفاشلة إمّا كأصدقاء أو كأزواج.
يمكن الاطلاع على كتاب " بيير بورديو" :الهيمنة الذكورية.من خلال الرابط التالي: http://www.4shared.com/document/cPKFILos/___1.html
| |
|