أخي وصديقي أبو حمزة، لقد عهدنا فيك هذا الحب الممزوج بعبق الحمكة ونكران الذات، تنسل كالضوء بين ثنايا العتمة لتُنير الدرب حيث نفق المعرفة، وتنسحب كحلم جميل وددنا لو طال مكوثه طوال نومنا الهادئ. أحيّي فيك إصرارك على تمكيننا بالعلم والمعرفة ولعمري إنه التّمكين الحقيقي وغيره وهم نسلى به في انتظار المجهول الآتي من ظلمة الجهل والفقر المعرفي.
لقد أصبح من الواضح أنك كانطيا في وجودك كمشرف، من جهة ندائك لصوت الواجب كواجب، وأعرف أنك لا تنتظر من أحد كلمة شكر، لأني أعرف نفحتك الكانطية النبيلة سترد عليّ وعلى غيري ب: لا شكر على واجب.
ومع ذلك أشكرك وخصوصا أن الثلاتة الكتب الأولى لم يسبق لي أن تعرّفتُ عليها، وذكّرتني بأيام المرحلة الجامعية.فهنيئا لك بروح الاستكشاف في عوالم المعرفة وحب الحكمة.ولم أعُد أُبالي بمن قرأ أو لم يقرأ المهم أن نقوم بواجبنا، وهذا هو رهان المنتدى.قد يمرّ يوما عاشق من هنا، ويحطّ الرحال ويستمرئ بما لذّ وطاب من أصناف المعرفة، وهذا أملنا.
دمتَ محبا للقراءة لأنها الطريق الملكي إلى إنسانية الإنسان ككائن ثقافي بامتياز.