كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2399 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: دور التصميم القبلي في صياغة الإنشاء الفلسفي الثلاثاء مايو 05, 2009 12:00 pm | |
| سنشرع ضمن هذا الركن في تحديد دور الإعداد القبلي للإنشاء الفلسفي.ونرجو من السادة الأساتذة طرح آرائهم بخصوص عملية بناء الإنشاء الفلسفي في ورقة الوساخ قبل إقدام المترشح على التحرير النهائي.وهنا لا ندعي تقديم وصفة recette تدعي الكمال، ولكننا نُراهن على تكوين حس منهجي لدى المترشح، يُعفيه من الخوف والاضطراب وفقدان الثقة قي النفس. على المترشحين أن يعلموا أنهم يذهبون إلى اجتياز امتحان مادة الفلسفة من أجل التفكير في مُشكلة ستطرح عليهم، وواجبهم هو تحليل هذه المشكلة ومناقشتها، وقبل هذا وتلك عليهم القيام بالتقديم أو التأطير وفي النهاية الخروج بتركيب يحدد الاستنتاج الممكن لما تم تحليله ومناقشته. ولا أتصور تلميذا يخاف من التفكير في مشكلة سيواجهها، بل عليه أن يكون في مستوى إنسانيته، باعتبار أن ما يميزنا عن الحيوان هو استخدام العقل.فلا تفكير بدون وجود مشكلة، ولكن لا تفكير بدون أدوات وعُدد منهجية، هي من بين أسلحته في مواجهة التحليل والمناقشة.كنت أقول دائما لتلامذتي، إنكم في وضعية الامتحان مثل الجندي الذي يواجه عدوا في معركة، ومن غير المقبول أن يشعر الجندي بالخوف من عدوه قبل بدء المعركة، اللهم إذا كان جبانا ولم يستعد بما فيه الكفاية.فاذهبوا إلى الامتحان( وهو ليس عدوا بالطبع) تحت الشعار التالي: أنا على أهبة التفكير في مواجة أية مشكلة ستطرح. نعم قد يشكل المشكل المطروح عائقا لاعتبارات عديدة، ولكن ليس من المقبول من التلميذ الشك في قدرته على ممارسة التفكير، بل أن يسعد بهذا لأنه من واجبه أن يُثبت مسؤوليته في ممارسة التفكير، وأن لاينسى أن الفلسفة طريقة خاصة في التفكير، بشرط احترام قواعد التفكير الفلسفي التي تعلمها طيلة سنوات الجذع والأولى والثانية بكالوريا.. 1- أول عملية يواجهها المترشح هي اختيار الموضوع، السؤال: بناء على أية مقاييس تتم عملية الاختيار بين الصيغ الثلاث؟ 2- كيف تتم قراءة الموضوع المُختار، في أفق فهمه؟ مع العلم أن طريقة القراءة- كما سنرى- تختلف باختلاف صيغ الامتحان.إذن ما هي شروط هذه القراءة، وما المطلوب االتركيز عليه؟ 3-بعد الحسم في الاختيار، تأتي لحظة البحث عن المادة المعرفية المتعلقة بالمشكل المطروح ، وسنناقش منهجية البحث عن المعلومات والمفاهيم والإشكالات الممكنة والأطروحات المدعمة والمعارضة.. وسياقاتها وطريقة توظيفها، وشروط ما يمكن التقيد به لضرورته، وما يمكن الاستغناء عنه تجنبا للتكرار أو الإطناب، أو ليست علاقة بالمطلوب. 4-تأتي لحظة التنظيم الأولي لما تم تحضيره، حسب التقسيم المنهجي للإنشاء الفلسفي. بمعني مالذي أستطيع أن أكتبه في لحظة الفهم؟ وما الذي على الاحتفاظ به في لحظة التحليل أو المناقشة مثلا؟ ماهي الإشكالات التي تتوافق مع المطلوب والمعطى- كما سنرى فيما بعد- وهكذا دواليك...وصولا إلى لحظة التركيب. يمعنى يجب أن تكون تمفصلات الموضوع حاضرة أولا في ذهن التلميذ، قبل الشروع في التحرير الأولي.وهذه الخطوة تُجنب التلميذ الوقوع في الارتجالية والعشوائية. لقد قلنا سابقا في هذا المنتدى، بأن الإنشاء الفلسفي كتابة مُنظمة وتمرين في التفكير، ومُظمة معنا نتيجة وليست سببا، السبب هو الإعداد القبلي والمنظم للإ،شاء الفلسفي. فكيف أقوم بكتابة تأطير إشكالي، والتحليل والمناقشة ثم التركيب، بعد لحظة الاشتغال التمهيدى على الموضوع المختار، وما الحيز الزمني المطلوب، حتى يتم الحفاظ على وثيرة منسجمة لحجم كل مرحلة من مراحل الإنشاء الفلسفي؟
| |
|