من الكائن الطبيعي إلى الكائن الأخلاقي.
تحية إلى الأستاذة إيمان الشليحي. من الصعب الأيجابة هذا الأشكال. لوقد نختلف في تبريرات جدولة المجزوءات هل هي اعتباطية أم مدروسة؟ لكن أفترض سيظل السؤال مطروحا أينما تموقعت المجزوءة.ومن هذا المنطلق يبدو سؤالك مشروعا.
من الصعب تقديم إجابة شافية في هذا الحيّز الضيّق...وأقول إن تأخير التفكير في المسألة الأخلاقية ينسجم مع التطور التاريخي ومن ثمة التمرحل الأخلاقي الناظم للسلوك والفكركضرورة وجودية تختلف باختلاف الجماعات البشرية في المكان والزمان.يقتضي الوعي الأخلاقي أسبقة سؤال الهوية ثم سؤال الغيرية، وبالتبعية يتأسس سؤال الأخلاق في بعده المعياري بعد تأسيس الوجود الفعلي للذوات( تاريخيا سبق الكائن الطبيعي الكائن الأخلاقي).في نظري حصول الفعل سابق على تقويمه، ومن ثمة مُحائثة سؤال الأخلاق لنتائج الفعل من حيث أن ميلاد المعيارية هو الذي سيحدد ويرسم غايات الفعل الإنساني، تجاوزا إما ( بحسب اختلاف الأطروحات) للطبيعة الحيوانية للأنسان والقائمة على ما هو طبيعي وخاضع للطبيعة، وإما لضرروة العيش المشترك وفق تعاقد ينقل الإنسان من حالة تبعية الأنسان لطبيعته وللطبيعة الطبيعية،إلى حالة الانفصال عن الطبيعتين بابتكار لآليات ثقافية للعيش تعتمد على إبداع الإنسان لنط حياته، والأخلاق هي شكل من أشكال وعي الإنسان لذاه ولعلاقته مع الأخرين ومع العالم الخرجي.
لو صحت هذه الفرضيات، وهناك فرضيات ممكنة، تكون الأخلاق نتيجة لتجربة الإنسان الوجودية، في بداية تشكل وعيه الأخلاقي لكن يسبقه من حيث المبدأ، الوجود كمشؤوع مفتوح على المستقبل، ومتحرر من ما يشده إلى نمطية حياتية طبيعية لا تتطلب ووعيا ومن ثمة فغلا أخلاقية بسسب رتابتها وأحادية خطّها الوجودي.لكن مع اكتشاف التجربة الأخلاقية، أصبح تمرحلها معكوسا، وبدت هي المبدأ بعد كانت نتيجة ضرورية لتنظيم الأفعال البشرية داخل كل جماعة بشرية لتحيق الاستمرار والتفاهم والسلم...
من هذا المنطلق سبقت مجزوءة الوضع البشري بسبب كونها تطرح إشكالية وجودية بامتياز " من أنا ؟ ووكيف هي علاقتي بالغير وبالماضي، وكيف لهذين يسكناني كمكونني من هويتي الودودية؟ هنا يتم الانتقال من سؤال الهوية والغيرية إلى مجزوءة المعرفة بالطبيعة.فبد خروج الشخص من ذاته نحو الغير ونحو ماضيه، من الضروري أن يتجه وعيه نحو معرفة الطبيعة لفهمها والاستفادة من خيراتها.لكن ما لايمكن تبريره فلسفيا هو الانتقال من مجزوءة المعرفة إلى مجزؤوة السياسة، وكان من الأولى أن تُدمج مباشرة بعد مجزوءة الوضع البشري كتعميق لإشكالية الغير، على اعتبار أن الشخص والغير وفيما بعد الطبيعة، لابد وأن تنظمها مؤسسة سياسية تشرّع لقوانين مدنية وأخلاقية تضبط علائق الثالوث: الشخص والغير والطبيعة. فلاقيمة لذاك الثالوث خارج المؤسسة.
والحالة هذه، تكون الأخلاق إلى جانب السياسة الإطارين المنظمين لما يجب أن تكون عليه الأفعال البشرية.فتأخير الأخلاق يدل على أن تمرحلها بعدي وليس قبليا، بالرغم من أطروحات روسو وكانط جان ماري غويو..إذا احتكمنا كدليل إلى إنسان القطيع وظاهرة الأطفال المتوحشون وتأخر الفكر الأسطوري والديني على التشكل الوجودي الضارب في الأزمان الغابرة للأنسان الأول ( ومعذرة للقصص الدينية التوحيدية)بدليل أنه من الصعب الإقرار بوجود تجربة أخلاقية قبلية على الوجود الأنساني الأمر الذي سيُسثطنا في دوامة ميتافيزيقية لا تصمد أمام الدراسات الأركيولوجية حول ماضي الأنسان وكيفية تشكّكل وعيه الأخلاقي بمعية فعله الواقعي.
وهذا ما يفسر أن المسألة الآخلاقية تبدو حاضرة في كل المجزوءات، وأن تصنيفها منعزلة هذا تصنيف بيداغوجي يروم التدقيق في الإشكالات الأخلاقية.
وبالمناسبة وجب التمييز بين حضور إشكالية أخلاقية في مجزوءتي الوضع البشري ( الشخص بوصفه قيمة) ومجزوءة الأخلاق. الإشكالية الأخىقية الأولى تتعلق بوجود الإنسان في كليتهـ أما الثلنية فتتعلق بفعله وما يترب عنه من نتائج أخلاقية. تحياتي
( في مثل هذه المزاضيع أفضل النقاش في الخاص بكل أريحية بعيدا عن " مغول الفايسبوك)