من القضايا العويصة: كيف يتفاعل اللامادي مع المادي في الإنسان؟ الروح مع الجسد؟ السؤال كيف وأين تسكن الروح الجسد؟ إشكال من قبيل النقائض الكلامية التي لا حلّ لها. ويبدو أنها شغلت المسلمين الآوائل أيضا، فنزلت الآية القرآنية الكريمة، تُخبرنا بأننا لم نُؤتَ بخصوص الروح من العلم إلا القليل،إجابة على الذين يسألون عن الروح،لآنها أمر إلهي.
وقد ذهب البعض من المفكرين الوضعيين أمثال ج.ب. شونجو،عالم بيولوجيا الأعصاب، إلى حدّ نفي كل نشاط روحاني أو عقلي عن الإنسان، بقوله:" إن كل نشاط عقلي، كيفما كان، سواء كان تفكيرا أو اتخاذا لقرار،أو انفعالا أو شعورا أو وعيا بالذات، عبارة عن نشاط عصبي مشروط فيزيائيا." من كتاب التلميذ في رحاب الفلسفة س 1 علمي. ص14.إذن لا يوجد في الدماغ غير السيالات العصبية التي تشتغل ميكانيكيا!!! السؤال: مَنْ يقوم بتحويل المعطيات المادية إلى تمثلات عقلية؟ إنها إشكالية السرّ الإلهي والعادة عند هيوم ووساطة ملكة الحساسية والفهم عند كانط.