كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2399 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: النظرية والتجربة الأحد ديسمبر 22, 2013 8:23 am | |
| إفتح الرابط أدناه وجهة نظر حول بعض قضايا مفهوم " النظرية والتجربة" ضمن مجزوءة المعرفة.ثلاث نصوص لثلاث أطروحات ضمن لحظة بناء إشكال النظرية والتجربة (أو على الآصح: النظرية العلمية بين أولوية التجربة والعقل).1- يتعلق الإشكال بالمعرفة العلمية ، وسياقها بالتحديد هو فلسفة العلوم.وبالتالي تسميتها فقط بالمعرفة يطرح كثيرا من الغموض. إذن يتعلق الأمر بالمعرفة العلمية الخاصة بالموضوع الطبيعي إضافة إلى الموضوع الإنساني ( العلوم الإنسانية)2- المطلوب من التلميذ أن يكون على علم بمبررات وجود ثلاث أطروحات ضمن مفهوم " النظرية والتجربة " : الأطروحة التجريبية الاختبارية الواقعية، الأطروحة العقلانية العلمية التطبيقية، والأطروحة التكاملية. فإذا كان الإشكال بين الأطروحتين الأولى والثانية يتعلق ب "أساس " المعرفة العلمية، فإن الأطروحة الثالثة تبحث في " الحوار " بين التجربة والعقل في بناء النظرية العلمية. لنعود إلى قضية المبررات بين الواقعية والعقلانية التطبيقية،ونقول بأن " الواقع " الذي يشتغلان عليه هو المدخل لفهم حقيقة المعرفة العلمية، وذلك من خلال تحديد : الموضوع والمنهج والمعيار.إن الواقع الذي اشتغلت عليه الفيزياء الكلاسيكية ( من أرسطو حتى نيوتن ) هو الواقع المادي المباشر والمعطى، هو عبارة عن خواص مستقلة عن الذات العارفة، ومعرفته علمياـ تتم من خلال البرهنة عليه كما يقول نيوتن كما هو في واقعيته،يقول نيوتن:" المنهج الحق كما تعرفون لإدراك خواص الأشياء هو استنباطها من الخبرات ، ولقد سبق أن قلت لكم بأنني لم أتوصل إلى نظرية الجاذبية عن طريق مخالفتها أو عدم اتفاقها مع النظريات الأخرى، بل استخلصتها من الخبرات استخلاصا وضعيا مباشرا.لذا فالكيفية الملائمة للتأكد منها هي ملاحظة ما إذا كانت التجارب التي أقترحها تؤكدها فعليا..أنا لا أفترض، بل أبرهن...إني أستنتج الأسباب من النتائج... إن خصائص الأجسام وكيفياتها لا تُعرف إلا بالتجربة، ويجب أن ننظر إلى الكيفيات التي توجد في جميع الأجسام والتي لا تقبل النقصان، ككيفيات عامة...يجب أن لا نُعارض التجارب بالأحلام... في الفلسفة التجريبية أي الفيزياء، يجب النظر إلى القضايا المستخلصة من الظواهر، على الرغم من الفرضيات المضادة،كقضايا صحيحة." ( مفهوم الواقع في التفكير العلمي. سالم يفوت.) وهذا ما قال به كلود بيرنار،أن يكون العالم بمثابة آلة تصوير، يستنسخ الواقع كما هو، هنا نفهم دلالة الإنصات للطبيعة والنقل والصمت والتسجيل. أما المنهج الملائم لهذا الموضوع / الواقع هو المنهج التجريبي الاستقرائي.ومن ثمه يكون معيار علمية النظرية الاختبارية الواقعية هو " مُطابقة " النظرية للواقع، بمعنى على النظرية أن " تعكس " بشكل مرآوي " خصائص الواقع الطبيعي كما يظهر في الخبرة الحسية، والملاحظة والتجربة هي التي تترجم المطابقة.السؤال، ما هو مبرر ظهور الأطروحة العقلانية التطبيقية؟ وما علاقتها بالفيزياء النظرية؟ هنا يجب أن يكون التلميذ على معرفة بأسباب الانتقال من الفيزياء الكلاسيكية إلى الفيزياء النظرية، ومن بين هذه الأسباب ظهور نظريتين غيّرتنا مفهومنا للواقع كما تمثلته الفيزياء الكلاسيكية،هاتان النظريتان هما : نظرية الكوانتوم ونظرية النسبية، ومعهما ظهر نوعان من الواقع الفيزيائي: واقع لامتناهي في الصغر ( الذرة ) وواقع لامتناهي في الكبر ( العوالم الكونية )، مما يعني أن منهج ومفاهيم الفيزياء الكلاسيكية لم يعودا قادرين على فهم وتفسير هذين الوافعين، وهما واقع علائقي وليس ماديا صلبا ومباشرا، بل واقع مركب ( النواة، الإلكترون، المجال الكهرومغناطيسي، الكثلة، السرعة، الطاقة....) وهذا الواقع الجديد يتم بناؤه علميا من خلال الصياغة الرياضية وليس الاختبار التجريبي المُختبري.وهذا ما يوضحه جاستون باشلار من خلال النص التالي:":" ليس العلم وصفا لما يظهر أمام الإدراك، بل هو إنشاء للظواهر الطبيعية وخلقها علــميا. إن العلم يخلق موضوعاته ويركبها وليست تعطاه في الإدراك والخبرة الحسية المباشرة، إذ بين هذه الأخيرة والتجربة العلمية توجد قطيعة وانشقاق . وعالم المعرفة الذي يخلــقه العلم هو العالم الموضوعي الحقيقي، إنه زاخـــر بموضوعات الواقع، لا يكون العالم محتــاجا كي يبنيها إلى انتظار ما تجود به الخبرة والواقع... إننا في العلم لا نكون محتاجين إلى وصـــف الشيء وإبداء خواصه (أى تحديد علاقاته. فتصورات العلم وليدة العلاقات وأساسها الواقعي يكتسي موضوعيته بالرجوع إلى أساســها العــلاقي وليس بالرجــــوع إلى أساسها الاختباري الأنطولوجي. وهذه هي واقعية العلم الحقيقية، إن مفاهيم العــلم بعيدة جدا عن الخبرة المباشرة.إن مضمون التصورات العلمية، إن جازت المجازفة، مضمونا معرفـــيا وليس مضمونا شيئيا" مفس المنحى زكّاه ألكسندر كويري قائلا:" :" الفيزياء الجديدة قامت على أسس قبلية. فالنظرية تسبق الواقعة، والتجربة غير مجدية، لأننا نملك المعرفة التي نبحث عنها قبل كل تجربة."نفس المنحى زكّاه ألكسندر كويري قائلا:" :" الفيزياء الجديدة قامت على أسس قبلية. فالنظرية تسبق الواقعة، والتجربة غير مجدية، لأننا نملك المعرفة التي نبحث عنها قبل كل تجربة."في هذه الحالة سيكون معيارية علمية المعرفة العلمية هو " الصدق الأكسيومي" للنظرية وليس المطابقة كما هو الأمر عند الاختباريين. والصدق الأكسيومي هو ذاته معيار الرياضيات باعتبارها علما خالصا يستمد حقيقته من اتساقه المنطقي الداخلي، أما التجربة فليس لها دور في إبداع النظرية بل لها فقط دور تأكيد وإثبات صلاحية النظرية العلمية بحجة أنها صحيحة من خلال الصياغة الرياضية الخالصة. كمثال على ذلك القانون الثاني للنظرية النسبية الخاصة: الجسم المنحرك يُصدرطاقة، والطاقة تزيد من كثلة الجسم، ولو قاربت سرعة الجسم سرعة الضوء مالت كثلته إلى مالانهاية. والمعادلة التي صاغها إنشتاين صحيحة (علاقة الكثلة بالسرعة وازدياد كثلة الجسم) في تفسير واقعة فيزيائية عن طريق الصياغة الرياضية، وقد أثبتها التجربة بعد مرور خمس سنوات من قبل العالمين : كوفمان وبوخرير.الأطروحة التكاملية : حاجة المعرفة العلمية إلى الانفتاح على التجربة والعقل بنفس القدر، ومن دون التقوقع في إحداهما.. يقول (كونزيت) Ferdinand Gonseth ( 1890- 1975 )" هناك رابطة تربط المُنظّر بالمُجرّب، رابطة قد تنحلّ قليلا أو كثيرا، ولكنها لا تزول نهائيا.إن البحث العلمي لا يتم على مستويين مُستقلين،أحدهما عن الآخر، أي مستوى نظري أو رياضي، لا علاقة له بالعالم الحسي، ومستوى آخر تجريبي يؤخذ فيه الوقائع بكيفية مباشرة. إن الأمر هو بالعكس من ذلك تماما ، فالمُلاحِظ لا يُلاحظُ إلاّ انطلاقا من فكرة ما، والبناءات التجريدية الرياضية إنما تَكْتسب الفعالية والانسجام من أسسها الحسية. إن الإنسان يكْتسبُ المعرفة بواسطة عملية متصلة من التشابك والتداخل بين الفعل والنظر، وبالتالي فإن البحث العلمي يتأرجح دوما بين هذين القطبين الذين لا يُمكن تصور أحدهما دون الآخر : النظر العقلي من جهة، والتجربة من جهة أخرى.(F.Gonseth.les fondements des mathématiques ) من كتاب( تطور الفكر الرياضي والعقلانية العاصرة.م الجابري.)2- قولة :" لكي يكون المُجرّبُ جديرا بهذه الصفة، عليه أن يكون مُنظّرا وممارسا في نفس الوقت... فاليد الماهرة التي لا يُوجّهها عقل هي أداة عمياء، والعقل بدون اليد التي تُنجز يظل عاجزا .( الامتحان الوطني 2010)، ملحوظة: بالنسبة لباشلار فهو يعترف بالحوار بين التجربة والعقل، بشرط أن يكون العقل هو صاحب المبادرة وليس التجربة.وفي سنة 2004 جاءت القولة على الشكل التالي وهي مأخودة من كتاب لسالم يفوت " العقلانية العاصرة بين النقد والحقيقة" في سياق الحديث عن موقف باشلار . تقول القولة :" في الحوار المتبادل بين النظرية والتجربة تكون النظرية هي الأولى التي تباشر دوما الحوار، فهي التي تحدد شكل السؤال ومن ثمة حدود الجواب." السؤال المرفق للقولة : اشرح القول وبيّن إطاره الإشكالي.الإشكال المقبل : كيف نبرر للتلميذ الانتقال من مفهوم النظرية والتجربة، ثمّ العلمية في العلوم الإنسانية إلى مفهوم الحقيقة؟ | |
|