لستُ أدري هل من واجبي نقل تجارب الإرشاد التربوي إلى العموم من أجل الاستفادة من هذه التجارب.
1- هل المطلوب من مدرس الفلسفة لحظة تحليل النصوص ، أن يغرق في تعريف التلاميذ بفلسفة الفيلسوف ومفاهيم نصه وحجاجه، أم المطلوب هو مقاربة النص وظيفيا بالعلاقة :
1- بمختلف التقاطعات بين محاور المفهوم.
2- بتوظيف أطروحة النص في الإجابة على إشكال المحور.
وذلك من خلال توظيف الأطروحة ومفاهيمها وحجاجها في الإجابة على رهانات وإشكالات المفهوم وكل محور على حدة، ولكن من خلال رؤية شمولية لمختلف تقاطعات رهانات قضايا محاور المفهوم.بحيث نجد أن التوجيهات التربوية تنص على المكطالب التالية:"التحضير الكلي، الذي يتطلب إعداد المجزوءة وتدريسها، في مادة الفلسفة، تصورا واضحا لآهداف العمل ولمنطق المجزوءة باعتبارها كلا مترابطا....صياغة التصور الناظم للمجزوءة وتسويغه." ص 12
من هذا المنطلق لا يُمكن مباشرة تحليل النصوص من دون علم التلاميذ برهانات محاور المفهوم في سعيها لتأسيس إشكالية ناظمة لأنتاج تصور متكامل. كمثال: كيف نفهم الخيط الناظم ضمن " لحظات أسياسية في تطور الفلسفة"
من خلال : لحظة الفلسفة الإسلامية، ثم الفلسفة الغربية الحديثة، وأخيرا الفلسفة المعاصرة؟ بمعنى ما الهدف الذي نسعى إلى تحقيقة من هذه اللحظات الثلاث؟ أليس البحث عن الثابت والمتحول في تطور الفلسفة؟ إذا حكمنا على أن الفلسفة تتطور، ما الذي يتطور ضمن الثابت؟ وحتى لا يتم السقوط في تجزيء لحظات الفلسفة ودراستها بشكل معزول قد يُشوّه المغزى من الإشكال العام لهذه اللحظات.
نفس الأمر بالنسبة لمفهوم الشخص، علينا التعاقد مع التلاميذ على رهان التفكير في : الهوية والقيمة والحرية. بمعنى ما الخيط النظم بين هذه المفاهيم، وما هو الأفق الممكن من خلال مُساءلتنا لها؟ وما هي الإشكالية العامة التي تندرج ضمنها؟
هل نقصد أن هذه القضايا : الهوية والقيمة والحرية، من شروط انوجاد الشخص؟ ما هي الإشكالات التي تفترضها هذه القضايا وأن تتقاطع وأين تختلف؟ ويالتالي كيف نربط فيما بينها؟ وكيف يتم توظيف النصوص في الإجابة على هذه الإشكالات؟ لماذا يُصرّ مدرسي الفلسفة على الغرق في شرح تفاصيل النصوص، وكأن النصوص مقصودة لذاتها وليس باعتبارها نصوصا وظيفية ،تُجيب على إشكالات مطروحة؟
لكن عادة ما لا ينتبه بعض مدرسي الفلسفة إلى طريقة صياغة إشكال المحور أو سؤال النص، الأمر الذي قديؤدي إلى الانزياح عن الرهان الحقيقي الذي يسعى المحور إلى تحقيقه أو دفعنا إلى التفكير فيه؟ من قبيل : ما الهوية؟ هذا سؤال عام، بينما المقصود هو : الهوية الشخصية.ثم من قبيل: هل الوعي إدراك حسي مباشر أم حقيقة بديهية؟ مع العلم أن المطلوب هو التفكير في : الوعي
للموضوع بقية