فيلوصوفيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اتصل بنا
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Contac10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» تذكير ديداكتيكي بخصوص الدرس الفلسفي.
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:47 pm من طرف كمال صدقي

» مُعينات ديداكتيكية رقم 13
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:45 pm من طرف كمال صدقي

» مُعينات ديداكتيكية رقم 11
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:44 pm من طرف كمال صدقي

»  العقل الفلسفي والعقل البيداغوجي
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:42 pm من طرف كمال صدقي

» إلى أيّ مدى يُمكن الحديث عن تعثّر فلسفي على المستوى التعليمي؟
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:33 pm من طرف كمال صدقي

» الفلسفة لعامّة الناس.. عن القيمة اليومية للفلسفة
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:32 pm من طرف كمال صدقي

» إشكالات ديداكتيكية
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:30 pm من طرف كمال صدقي

» كفى من جعل الفلسفة معبدا مقدّسا
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:28 pm من طرف كمال صدقي

»  ما أسباب تعطيل الاستئناف الفلسفي ؟
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:27 pm من طرف كمال صدقي

» متى سنبدأ الإستئناف الفلسفي بجدية وحزم ؟
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأحد أبريل 28, 2024 12:11 pm من طرف كمال صدقي

مواقع صديقة
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Philo-10
سحابة الكلمات الدلالية
الغير الشغل الدولة الطبيعة مجزوءة الشخص الوضع جذاذة الفلسفة معرفة نصوص الحق قيمة والحرية الطبيعي الحقيقة البشري الفاعلية مفهوم التاريخ الرغبة وجود السياسة العلوم النظرية الضرورة

 

 المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رشيد عوبدة

رشيد عوبدة


ذكر
عدد الرسائل : 33
العمر : 48
البلد : maroc
العمل : professeur
تاريخ التسجيل : 25/12/2010

المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Empty
مُساهمةموضوع: المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار    المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الأربعاء أغسطس 08, 2012 4:06 am

المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار



ذ .رشيد عوبدة



"المثقف الآن وردة حمراء في عروة بذلة النظام ."
يوسف القعيد


على سبيل التقديم:



يصعب الحديث عن "أدوار للمثقف" العربي عموما والمغربي على وجه الخصوص من دون تحديد هوية هذا المثقف الذي نتحدث عنه،ومرجعيته الفكرية،المعرفية، المذهبية ،الإيديولوجية والسياسية...كما ان التباس وتداخل مفهومي الدور والوظيفة يجعلنا ملزمين بطرح سؤال ما المقصود بالدور الخاص بالمثقف هل هو وظيفة ام مهمة ام ابداع؟
وبما ان المثقف هو نتاج صيرورة تاريخية،فالأمر يجعلنا نتساءل هل هو من يكتب للإجابة عن شروط المرحلة التاريخية ومخاضاتها وتحولاتها ام من يسعى الى نفي المخاضات والالتباسات عن التاريخ؟ام هو ذلك المثقف الذي يكتب ضد مسار التاريخ ليستبدل بذلك الحقيقة والموضوعية بالإيديولوجية بما هي تزييف للواقع وقلب للحقائق وتبرير للسلطة ...؟



ماهية المثقف والتباس ادواره:



لعله من نافل القول التأكيد على ان الحديث عن دور للمثقف يجر بالضرورة الى تعريفه اولا قبل الاطلاع على ادواره سواء التي أداها في الماضي أو التي توكل اليه مستقبلا .
إن النبش في الثرات العربي يوصل الى نتيجة مؤداها ان كلمة "مثقف" لم تحمل الدلالة التي استخدمت في العصر الحديث ،بينما اخد اللفظ شكله المستعمل حاليا – كما يشير الى ذلك محمد عابد الجابري - في فرنسا في حدود القرن 19 . وعموما فالمثقف لا يتحدد وضعه بنوع علاقته بالفكر والثقافة ،ولا بكونه يتخذ من العمل الفكري سبيلا لضمان عيشه، بل يتحدد بالنظر الى الدور الذي يلعبه داخل المجتمع ،إما كمعترض أو ناقد لمشروع او مبشر بآخر او على أقل تقدير كصاحب قضية .هنا اود ان أوضح ان المثقف ليس هو من يوجد الثقافة فهي موجودة بدونه ،اما هو فيعمل على نقلها من حالة السكون الى حالة الحركة دون ان يجزم بانه هو موجدها (اي الثقافة)
ان المثقف ،حسب الجابري ، هو ذلك الذي يلتصق بهموم وطنه وبهموم الطبقات "المقهورة" و"الكادحة" وهو بذلك يقصد "المثقف العضوي "،الذي نحتفظ له بتمثل عن مثقف السبعينات والثمانينات والذي كانت اطروحاته وآراؤه حاضرة في مناقشات ومرافعات الطلبة في الجامعات والملتقيات ،مثلما كانت اراؤه تناقش داخل المقرات الحزبية عند الحديث عن الصراع الطبقي ومداخل ثورة البروليتاريا،وهو نفس المنحى الذي ذهب اليه غرامشي الذي رفض تعريف المثقف بانه هو حامل تصور النشاط الفكري او الذهني كمسالة او كخاصية متأصلة لطبيعة اجتماعية بعينها،اذ يعتبر غرامشي ان العمل اليدوي لا يخلو من فكر والعمل الذهني لا يخلو من جهد عضلي ومن تم فخاصية اعمال الفكر هي خاصية مشتركة بين كل افراد المجتمع يقول غرامشي في هذا الصدد "ان كل الافراد مثقفون في نظري ...ولكن ليس لكل الافراد وظيفة المثقفين في المجتمع" فالمثقفون ، اذن ،–حسب غرامشي –يمارسون دورا حيويا في تكوين وبناء الايديولوجيات ،لهذا ميز بين "المثقف التقليدي" الذي ينتسب الى الحقبة التي تسبق ولادة هذه الطبقة الجديدة وهو من يعتبر نفسه ينتمي لفئة قائمة بذاتها في استقلال تام عن الطبقات الحاكمة، انه مرتبط بنمط او اسلوب انتاج فهو يولد مع طبقة ذات دور اساسي في عملية الانتاج لهذا ارتبطت هوية المثقف التقليدي بثورات البورجوازية،وبين "المثقف العضوي" اي ذلك المرتبط بطبقة معينة حيث يقوم بتنظيم وظيفتها الاقتصادية انه "الاسمنت " الذي يربط البنية الفوقية بالتحتية للمجتمع يقول في هذا الصدد : " ان كل فئة اجتماعية ترى النور في بادئ الامر على ارض وظيفة اساسية ،في عالم الانتاج الاقتصادي تخلق عضوا ،في نفس الوقت الذي ترى النور فيه شريحة او عدة شرائح من المثقفين الذين يزودونها بتجانسها وبوعي وظيفتها الخاصة ،لا في المضمار الاقتصادي فحسب وإنما في المضمار السياسي والاجتماعي ايضا..." عن كتاب جان مارك بيوتي " فكر غرامشي السياسي"ترجمة جورج طرابيشي ص ص 17-16(ملحوظة : غرامشي يستثني طبقة الفلاحين)
اما اليوم فقد التبست ماهية المثقف واختلطت ادواره ،خصوصا وان التركيز على المثقف العضوي قد يحجب عنا الهويات والأدوار الاخرى للمثقف ،الذي عادة ما ينتعش في لحظات الالتباس والصراع على اعتبار انه يعيش مخاضات هذا الالتباس و هذا الصراع...
مما شك فيه اننا نتفق على ان المثقف ليس واحدا ومن تم فدوره لن يكون واحدا وكذا مرجعيته لن تكون كذلك وبالتالي فوسيلته لن تكون واحدة كما ان أفقه لن يكون هو ايضا واحدا ....وللاستدلال على ذلك نستحضر مثال الحقل الثقافي المغربي الحالي الذي يشهد صراعا ثلاثي الاقطاب :
1. قطب المثقف الحداثي العرقي :والذي يدافع عن القيم الحداثية وعن الهوية العرقية (الامازيغية على وجه التحديد)
2. قطب المثقف الاصولي المتدين :الذي يدافع عن نظرته الذاتية للدين .
3. قطب مثقف المخزن /الدولة :والذي يدافع عن الدولة .
هذا الواقع ادى الى نتيجة حتمية تمثلت في تقلص دور "المثقف العضوي" ،الذي تحدث عنه غرامشي ، مما أدى الى تفجر صراع اصطدامي بين المثقفين .الذين اصبح لكل منهم دور مختلف تماما عن الاخر بحكم انشغالاته، التي اوجزناها عند حديتنا عن اقطاب الصراع الثقافي ،كما تعززت أدوار جديدة لم تكن مألوفة من قبل وهي :
1. دور الدفاع عن أجندة "العقل الأمني والأعلامي للدولة" وهذا ما اصبح يقوم به "المثقف الدولتي /المخزني".
2. دور رسم مآلات يوتوبية متفردة او ما يطلق عليه عادة "الخلاص اليوتوبي" وهذا ما يحسن فعله المثقف الاصولي/السلفي.
3. دور الدفاع عن قضية عرقية غير قابلة لأن تكون محط تنازل انطلاقا من مقولة "الحق الطبيعي"وهذا ما تجند له المثقف الحداثي/العرقي .
خلاصة القول ان هناك صعوبة أولا في تحديد دور تام ونهائي للمثقف، نظرا للالتباس الحاصل في طبيعة المثقف المتحدث عنه، إضافة الى الاختلاف الحاصل في مرجعية كل مثقف الفكرية ،الايديولوجية ،المذهبية والسياسية ... وبالتالي اختلاف انتمائه الاجتماعي ، هذا ما أفرز، بالضرورة، اختلافا في الآفاق والوسائل والمرجعيات ومن تم الأدوار وحتى الأنانيات,



دور المثقف بين الوجود والعدم :



إن كون المثقف ناقد اجتماعي ومنتج للمعرفة، بالنظر الى انه لا ينظر الى الثقافة على أنها معرفة فقط ،وإنما هي سلوك ايضا ،مادام هذا المثقف يسعى الى إجراء عملية تحويلية تستهدف تحويل المعرفة الى رأي , لكن هذا العمل لا يمكن عزله عن العلاقة الجدلية التي يربطها المثقف بالسلطة التي غالبا ما تجعله امام خيارين لا ثالث لهما : فإما أن يعرض عليه (أي المثقف) التخلي عن فاعليته ودفاعه عن القضايا الحقيقية، ومن تم تحويله الى مجرد "بوق"او آداة لتزييف الوعي وترسيخ الواقع كما هو، مع العمل على التخفيف من مستوى سخط وغضب ورفض الجمهور لهذا الواقع .وإما ان تدهسه عجرفة السلطة وتحجر عليه مجابهة مشروعه الفكري بوعي الواقع ،ومن تم يصعب عليه تعزيز قيم الحرية وبناء منظومة للحقوق والواجبات (أحيل هنا كمثال على ذلك الى محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد اللذين اورد بعضا من روايتهما الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه "المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد")علما انه في عصرنا الحالي أصبح المثقف التقني هو من يفرض صيغة للصراع مع السلطة متجاوزا بذلك حدود البلد الذي يعيش فيه.
لقد بدأنا نسمع في الأونة الأخيرة ،وفي خضم التحولات السوسيوسياسية التي بدأت تعيشها المجتمعات وخصوصا العربية منها ،عن تراجع لدور المثقف، بل ان هناك من بدأ يتحدث عن نهايته، بل موته، ولعل الدافع الى مثل هذا الحكم – من وجهة نظري على الأقل –هو الصورة التي رسمت للمثقف الذي آثر الفرجة على الفعل فلم تعد الساحة السياسية آبهة به في وقت اشتدت الحاجة اليه، إلا انه فضل الإنعزال عن الخوض (استحضر هنا كيف تم استوزار الفنانة "ثريا جبران" وإسناد وزارة الثقافة اليها في وقت كان هناك مثقفون لهم باع طويل في البحث العلمي أمثال عبد الله العروي ،محمد عابد الجابري ،عبد الكريم الخطيبي و طه عبد الرحمان ...وغيرهم كثير.فهل هي رسالة سياسية الى هؤلاء المثقفينن /المتفرجين مفادها أن ساحة الثقافة لايمكنها ان تكون للفرجة بدون مهرج؟؟؟؟) اضافة الى حجم التحولات ( وهذا هو الاهم)التي لحقت بالمجتمع والتي طالت بينياته الذهنية والسلوكية والاجتماعية ،الامر الذي افضى الى بداية تشكل وعي جديد مختلف كثيرا عن الوعي الفردي والجماعي الذي عاشته الشعوب ابان انفتاحها على خطابات اليسار عموما , لكن انسحاب المثقف الملتزم والعضوي والممانع سواء في ذلك المثقف الأكاديميي او المعرفي/ الرمزي او الاحتفالي /الجماهيري /السياسي /النقابي....( هذا الانسحاب )ادى الى ظهور فراغ ،وكما هي عادة الاغريقين الذين كانوا شديدي الحساسية من الفراغ ، الذي عبر عنه هيروقليطس قائلا "الطبيعة تخشى الفراغ"، سيظهر بديل عن "الخطاب الثقافي" ألا وهو "الخطاب الاجتماعي"،لهذا اصبح المجتمع يعيش الآن دورا باهتا للفكر الحداثي في مقابل حضور طاغ للخطاب الاصولي اليوتوبي، وبذلك أصبحت حداثة الدولة مهددة ، ولعله من نافل القول الاشارة الى ان العلاقة بين المثقف والسياسي قد اعتراها برود لابد من رصده واستيعابه في مساره التاريخي ،وهو ان المثقف الآن لم يعد ذلك المناضل الحركي الذي يحضر بكثافة للاجتماعات وليس هو ذلك الذي يؤم الجماهير خاطبا فيهم فالمرحلة اقتضت على ان يتحول هذا المثقف الى دوره الطبيعي آلا وهو دور انتاج المعرفة التنويرية ويمكن استحضار نموذج الدكتور محمد عابد الجابري الذي فضل في لحظة تاريخية مفصلية أن يسلم مفاتيحه الحزبية والصحفية لأصحابها، و أن يتفرغ للبحث العلمي والفكري...إلا انه -ومن وجهة نظري – لابد من التنبيه الى ان التنازل والاستقلال ينبغي ان يحفظ للعلاقة بين المثقف والسياسي بريقها وإلا حدث فراغ: ليس بمعناه الفيزيائي المادي ،بل الشامل لمختلف مجالات وميادين الوجود الانساني .والملاحظ الآن ان الوعي الجمعي للدولة يشكو فراغا نظرا لالتباس قنوات التاطير وغياب مراقبتها...وهذا ما يجعلنا نرسم افقا مظلما للدولة مستقبلا.
ان الفضاء الآن يحتضن الكل، ووحده المثقف ذو الخطاب القوي والمبدع والبعيد المدى، هو الأجدر بأن يلعب دوره ،اما تغييب كل الخطابات فإنه يقود الى المثقف الواحد ،الذي يرسخ للفكرة الواحدة ،مما يتسبب في "موت الثقافة والسياسة " ومن تم "موت الدولة " لأننا سنصبح إزاء عنف عشوائي غير مؤطر وغير مفكر فيه ،كما هو الحال الآن في مجموعة من الاقطار العربية التي عاشت الربيع العربي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2399
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار    المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الخميس أغسطس 09, 2012 10:24 am

تحية إلى الأستاذ رشيد.
أجدني ،من خلال مُساءلتك لماهية المثقف وأدواره الممكنة في المجتمع الذي يُفكّر في مختلف قضاياه،مُتفقا مع كثير من أطروحاته التي نهلت من التصور الجابري والغرامشي مفهومها لأدوار المثقف.ومع ذلك يُمكن الدفع بالمُساءلة إلى إلى أقصى مداها من خلال الأسئلة التالية:
1- هل يجوز الحديث عن المثقف كفرد يتعالى عن الشروط الموضوعية المؤسسة لطبيعة كل مجتمع باعتباره منظومة من الطبقات تتصارع حول أهداف مختلفة؟
2- والحالة هذه هل يُمكن فصل المثقف عن انتمائه الطبقي، ومن ثمة ربط مبرّر وجوده، من خلال إنتاجه الفكري والسياسي، بالحياد تجاه طبيعة الصراع داخل المجتمع؟
3-بالفعل المثقف هو نتاج سيرورة تاريخية... ويمكن إضافة أيضا، هو نتاج طبيعة تموقعه الطبقي في سيرورة لعبة الصراعات الاجتماعية.(مع العلم أننا بصدد الحديث عن مجتمعات كولونيالية تابعة، لا هي رأسمالية ولا هي عرفت نموا ذاتيا يسمح لها بإبداع شروط وجودها بعيدا عن الوصاية الاستعمارية).ضمن هذا الإطار يمكن تحديد أدوار المثقف، ونتجاوز الجدال حول هل بالفعل توجد طبقات في البنية الاجتماعية الكولونيالية، بل توجد فقط فئات اجتماعية هجينة...الأمر الذي يجعل من دور المثقف غاية في الغموض
4-من هذا المنطلق لا يمكن تصنبف المثقفين حسب الانتماء إلى أقطاب الحداثة والأصولية والمخزنية، بل تحديد المثقف حسب انتمائه الطبقي، وباعتبار هذا الأخير هو اختيار بين الانتماء للمستغَلين أو المستغِلين، وهذا هو واقع المجتمع الطبقي، وما دام المثقف جزء من البنية الاجتماعية، فالمفروض في إنتاجاته أن يكون واضحا في تموقعه بعيدا عن كل أشكال الانتهازية والحياد المزعوم تحت ذريعة الاستقلالية أو أي شكل من أشكال التهرّب من تحمّل المسؤولية الفكرية في الانتماء إلى المجتمع، وهذا الأخير كما قال نيتشه : " كمّيات من القوة في علاقة توتر." وبلغة فوكو، المجتمع جهات، وعلى المثقف أن يتموقع ضمن الجهة التي تفرض خطاباتها على أنها هي الحقيقية، وهذا مصدر الصراع بين تلك الجهات.( أنا لاأفهم الجهة بالمعنى المؤسساتي، بل بؤرا للصراع والتوتر من أجل الهيمنة وفق شروط المجال المعرفي).
5- أليس من المطلوب إعادة النظر في مفهوم ودور المثقف مع كل مستجد يفرضه التمرحل التاريخي؟ هل بالفعل لدينا في المغرب مثقفون عضويون أم أشباه مثقفين؟( يحضرني هنا الصراع المرَضي الذي أدى باتحاد كتاب المغرب إلى ما وصل إليه وهو نموذج لتدبير المثقفين لقضاياهم المهنية والإبداعية). والحالة هذه كيف نفسّر انعزالية كثير من المثقفين المغاربة تجاه الربيع المغربي والعربي عموما؟ ما أهمية الإبداع والكتابة في شؤون لا تلقي صدى بسبب قفزها على الموضوعي والإعلاء من الذاتي، مع التذكير أنني لا أطالب من المثقف أن يكون بوقا يجتر أزمات اليومي للمستغَلين، ولكن أن يكون أمينا في إبداعاته التي لا تقفز على الحد الأدنى من رهانات وانتظارات المجتمع، هذا دون تبخيس البعد الجمالي لما يُنتجه المثقفون في مشوارهم الثقافي.أعطي مثالا بسيطا، كثير هم الذين يرتاحون نفسيا لحظة قراءة أشعار نزار قبّاني مقارنة مع أشعار محمود درويش وخاصة الأخيرة التي حاول من خلالها الانتقال من المحلي (الفلسطيني) إلى العالمية (حضور البعد الإنساني على غرار أشعار بابلو نيرودا)، وقراءة إنتاجات محمد عابد الجابري البسيطة الشكل والعميقة المضمون على قراءة إنتاجات عبد الله العروي المعقدة شكلا والغامضة مضمونا.حتى في فرنسا،تعرّض المفكر الكبير جاك لاكان لكثير من الانتقادات بسبب أن لغته غير مفهومة وبالتالي لمن يكتب في نهاية المطاف إذا كان لا أحد يفهم مضمون خطابه، وهل يمكن أن ننعته بالمثقف بمعزل عن فهم الناس له، وقد اعترف المفكر بول ريكور نفسه كونه لا يفهم الكثير من خطابات جاك لاكان، الأمر الذي أغضب هذا الأخير، بخلاف فوكو الذي فتح دروسه لكل الأصناف من المهمشين، ومن هذه الطريقة ظهرت المقاهي الفلسفية المفتوحة على عامة الناس، كبديل عن نخبوية بعض المثقفين.والحالة هذه من السهل في الاعتكاف في المكتب واستصدار شهادة المثقف من خلال غزارة في التأليف، لكن السؤال: ما قيمة ما يكتبه المثقف، وما قيمة مواقفه السياسية والاجتماعية إذا لم تأخذ شرعيتها ومصداقيتها، ليس من دور النشر (كما كان الأمر مع ماسبيرو في فرنسا، ودار الطليعة في لبنان..) بل من شرعية قرّاء المجتمع الذي يكتب لهم (ليس من منطق : الجمهور عايز كذا، وأنا لا أدعو إلى مثقف شَعبوي يجتر هموم الناس اليومية وأفراحهم من أجل نيل سهادة المثقف المُلتزم.نعم للكتابة شروطها وطقوسها وهذا موضوع آخر، خاصة وغالبية المجتمع المغربي أمّي، وهذا يُصعّب من مهمة المثقف في التنوير)بل من روح مسؤولية احترام القراء،إن على مستوى الإبداع أو على مستوى الالتزام بانتظارات هؤلاء القراء، والذين ليسوا بأغبياء أو بلداء.
6- وهنا أطرح السؤال عن لفيف من المثقفين المغاربة من أمثال : محمد جسوس،ادريس بنسعيد،سالم يفوت، محمد مفتاح ، عبد اللطيف اللعبي،عبد السلام بنعبد العالي...فاطمة المرنيسي، عبد الصمد الديالمي....ما هو الفرق بين المدرس الأكاديمي والمثقف؟ هل كل مدرس جامعي مثقف؟ هل كل شاعر مثقف حين يزعم بأنه " حمار أو بيخير"!!!!أم صفة الثقافة تقتضي شروطا؟ حتى كتابات أفلاطون المجردة هي مدخل لدخول أفلاطون إلى عالم السياسية كما اعترف هو بنفسه،فالمثقف ، كان فيلسوفا أو كاتب قصة أو شاعر ...هو يكتب عن الإنسان وللإنسان في نهاية المطاف، السؤال بأية وسيلة وأي أفق؟إذن علينا إعادة النظر مع المستجدات التكنولوجية والإعلامية والتحولات السياسية إعادة النظر في مفهوم المثقف وفي مختلف أدواره الممكنة؟ أعطيك أخي رشيد مثالا واحدا من موقع الفايسبوك، وهو معيار لقياس مدى قيمة الثقافة لدى الملايين من المنخرطين:بعض المثقفين يكتبون مقالات جادة تُلامس صلب حقيقة الوجود الإنساني، ولا يهتم بها أحد، ومن قبيل ما ينشره محمد الدريج وغيرهم كثر . وكثير من المنخرطين في الفايسبوك يقبلون على التعليق على موضوعات الجنس والدين بمفهومه الوعظي التسطيحي.الأستاذ على مولا ينشر أمهات الكتب، وبالكاد تجد إثنين أو ثلاثة يتفاعلون مع تلك الكتب.إضافة إلى صور من الكاريكاتور، التي توضح الإقبال على مشاهدة مباراة كرة القدم والعزوف عن مشاهدة محاضرة لمثقف ما.

المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  0e3f424e6cfa0c
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
رشيد عوبدة

رشيد عوبدة


ذكر
عدد الرسائل : 33
العمر : 48
البلد : maroc
العمل : professeur
تاريخ التسجيل : 25/12/2010

المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار    المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار  Clock10الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 7:04 pm

تحية طيبة لك اخي كمال
بداية لا يسعني الا ان اشكر تجاوبك مع الموضوع ولن اقول على اني اختلف مع كثير مما جادت به قريحتك ومنطقته عقليا وحسيا من خلال استحضار واقع المثقف و علاقاته المعقدة والمتشابكة مع السياسي و الاكاديمي والعامي,,,
ابوح لك اني لحظة كتابة الموضوع صادفت مثلك صعوبة ان لم اقل اشكالية مرتبطة بايجاد دلالات للمفهوم ومن هنا قادني البحث كما التفكير الى ان هناك التباس في الماهية ،فحتى لو نظرنا من زاوية التدقيق اللغوي في لفظ "المثقف" لوجدنا في الامر اختلافا كبيرا بحكم الاختلاف المرجعي في التعريف ، واحسبك وجدتني منحازا لطروحات غرامشي و الجابري بحكم واقعية الطرحين ،فالاكيد ان المثقف كما قلت انت وذكرت انا في المقالة ان لحظة انتاج المثقف مرتبطة فعلا بانتمائه الاجتماعي الطبقي ، وهنا لا بد من التنبيه الى اننا عندما نتحدث عن الطبقات الاجتماعية لا ينبغي ان نحصر تفكيرنا في الطبقات الموجودة في اسفل السلم فمثلما ان المثقف العضوي كان مرتبطا بالطبقات البروليتارية الكادحة مثلما ان المثقف التقليدي كان نتاجا للطبقات البرجوازبة التب سعت وتسعى الى فرض هيمنتها على الطبقات الاخرى
وهنا المس انك لم تستوعب قصدي ،فقد قلت على انه في ظل تراجع المتقف العصوي الذي انشغل بانتاج الافكار في ارتباط بالنضال داخل الاحزاب و التنظيمات النقابية (العمالية) اصبحت الساحة فارغة وبما ان الطبيعة تخشى الفراغ فقد كان لزاما ان يعوض المتقف العضوي انواع اخرى من المتقفين لهذا بدانا نلحظ ولادة للمثقف المتشغل بصناعة يوتوبيات حالمة و هو الذي اسميته بالمتثقف الاصولي مثلما نشط في الساحة مثقف اخر مهتم بالبحث له عن موقع في الساحة الان من خلال استغلال المكون العرقي و التجند للدفاع عنه بثوب الحداثة لا الدين لهذا ان عدت للمقال وجدتني اصفه بالمتقف الحداثي العرقي وفي نفس الوقت تحول المتقف التقليدي الى متقف مجزني مهتم بالدفاع عن الدولة وبالتالي عن الطبقة الحاكمة
ان تعدد الادوار الخاصة بالمثقف واختلافها راجع الى التباس الادوار وعدم استقرارها وهو بالضرورة امر راجع كما قلت اخي كمال الى ان هناك عوامل سياسية هي التي تحدد طبيعة المثقف ودورة
اعلم عزيزي كمال اني لا اختلف كثيرا معك في كل ما طرحته بل فقط يختلف ربما منظور الرؤية بيننا و ان كنت واثقا ان نقط الالتقاء اكثر من عوامل الاختلاف لهذا اجدني شاكرا لاخوتك ممتنا لك و معبرا لك عن كامل احتلرامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المثقف العربي :إشكالية الماهية والتباس الأدوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في أصالة الوجود واعتبارية الماهية
» أزمة المثقف مع الجمهور.
» إشكالية الهوية
» فكر غرامشي السياسي (المثقف العضوي)
» فكر غرامشي السياسي (المثقف التقليدي)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فيلوصوفيا :: دراسات فلسفية :: مقالات فلسفية-
انتقل الى: