كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2399 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: من أنستة الطبيعة إلى حيونة الأشياء،والمرأة هي الضحية. الأحد مارس 25, 2012 8:12 pm | |
| كُنّا نتحدث عن " أنسنة الطبيعة" من قبل الإنسان البدائي، حتى يستطيع فهمها والتحكم فيها من خلال إسقاط معتقداته على الأشياء. لكن من خلال الصورة أدناه،نحن أمام " حيونة الأشياء" من خلال إسقاطات بشرية لا تخلو من ميل إلى القدح في كلّ ما هو أنثوي والإعلاء من الذكوري الغائب والحاضر بمكره في إبداع بخلفية أن خطوات المرأة نحو هدفها تكون للأهداف حيوانية ما دام حذاء المرأة يرمز إلى ما يوحي أنه " كلب"وأفترض أن الغمز التشكيلي قد يستبطن فكرة أن أسفل المرأة/ أو أساسها شهوة!!!مع أن من بين ما يرمز له الكلب، الوفاء، وليس بالضرورة الشراسة أو الانبطاح لسيده!!... فالحذاء أو المَداس رمز للحضيض وهو يُقابل العقل في الأعالي. والحذاء يبقى حذاء حتى ولو ملأته ذهبا. تذكرني هذه الصورة بصورة مشابهة " لحذاء رياضي " بكعب نسائي عال، في سياق التهكم على هزيمة المنتخب الوطني لكرة القدم. والدلالة واضحة مع الأسف: تحقير الفريق الذكوري بصفات الأنوثة وكأن هذه الأخيرة سُبّة أو شتيمة.السؤال هل مثل هذه السلوكات تتماشى مع الرغبة في ترسيخ الوعي الحقوقي وفكرة المواطنة؟ قد نشفع لبعض العامة من الناس محدودية تفكيرهم، ولكن ماذا عن نُخب تتداول مثل هذه الصور، بحيث لا يخفى عنا " عنفها الرمزي ضد المرأة" حتى ولو كانت المرأة نفسها مَن صمّم تلك الصورة،لأنها في هذه الحالة ستكون ضحية ما يُمارس عليها من حيف، وتستمرئه وتقبل به كما يقول " بيير بورديو" مما يعنى أنها متواطئة في قبول دونيتها بقوة ذكورية العلاقات الاجتماعية التي تتحكم في الفكر والسلوك، .. في نفس السياق شاهدتُ صورة ل" حيوان منوي ذكوري" وكان التعليق: لمّا كنتُ صغيرا.لكن الحقيقة الغائبة أن لاوجود لجنين بدون الحيوان المنوي والبويضة التي يفرزها رحم المرأة، فالمرأة مُشاركة وشريك في الحياة، بل هي التي تحمل مشروع الإنسان في بطنها..ونعرف مراحل ألم الحمل والوضع، ومع ذلك نستهزئ من كل ما هو أنثوي كلما رغبنا في تفجير مكبوت ما وكأن الأنوثة " شيفون" نمسح فيه أوساخنا وإحباطاتنا، إن تحقير الآخر الأنثوي،بالاستناد إلى العقلية الذكورية يتساوق مع التطور الحقوقي لفكرة المواطنة. وهذه من المفارقات التي يجبُ مساءلتها وإيجاد حلول لما تطرحه من إشكالات أخلاقية وقانونية وعقلية، تمسّ كرامة المرأة من حيث هي إنسان. السؤال: متى نستفيق من " حالة الذكورة" لندخل " حالة المواطنة"؟ هل نحتاج إلى هوبز وروسو من نوع آخر، وبتعاقد إنساني آخر يحترم كرامة الإنسان من حيث هو إنسان، سواء كان رجلا أو إمرأة...وعندها نتجادل في الواجبات والحقوق، ولكن تحت سقف المواطنة، ليس كشعار ولكن كحق تضمنه قاعدة أخلاقية وقانونية، أتمنى أن يتقبل أصدقائي بَوْحي بصدر رحب، وما قُلتُه هو عتاب للبعض وإنصاف للوجه الأخر لحقيقة وجودنا الإنساني..
| |
|