رمضان كريم أحله الله على المسلمين بالخير والرحمة والمغفرة ،ومناسبة لإعادة النظر في الذات عسى أن يكون التأمل الروحي أحد العوامل للخروج من تأخر Retard الشعوب المُسلمة.فإذا كان الله- كما قالت المعتزلة- قد أقدرنا على الفعل الخيّر كما الفعل الشرّير، ليُحاسبنا على اختيارنا،فما المانع في اختيار الأحسن والأجود بدل العيش في الحضيض والتواكل على الغير (بدل التوكّل على الله بعد العزم).فالانتساب للإسلام مع واقع التخلف مفارقة يجب التفكير فيها.سألني مرة أحد تلامذتي قائلا:ألا يخجل المسلمون من تخلفهم وهم الذين قال الله فيهم "...كنتم خير أمة أخرجت للناس..."فحريّ بهم أن يأمروا أنفسهم بالذات بالمعروف قبل غيرهم، وينهون عن المُنكر فيهم قبل نهيه في/عن غيرهم.هذه المفارقة سبق للإمام محمد عبده التنبيه لها حين زار البلاد " الفرنسية" فأذهله نظام أهلها وقال ما مفاده: في الغرب يوجد مسلمون ولا يوجد إسلام، وفي الشرق يوجد إسلام ولا يوجد " مسلمون"...وهذا من صنف مُفارقة الجمع بين الصلاة مع ما يُناقضها فكرا وسلوكا،فيتم تعطيل "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمُنكر.." إذن كثيرة هي المُفارقات التي تسكننا، ونسكتُ عنها، وتمرّ الأيام و أملُنا أن يصير اللامفكر فيه مُفكّر فيه،شريطة أن نتحدّى المقولة السلطانية" الذي لاينبغي التفكير فيه".ومن المفارقات الغريبة أن شهر رمضان الكريم أراده كثير من الناس أن يكون شهر الاستهلاك بامتياز، مع العلم أن الصيام إمساك...بينما تطلع علينا نشرات إخبارية تُطمئن الصائمين حول توفير المواد الغذائية ومحاربة الاحتكار...إلى آخر حدوثة" شهويات رمضانية"بنكهة الماركوتينك..