بالصدفة شاهدتُ درسا للفلسفة في قناة الرابعة لمُدرّسة للفلسفة حول مفهوم الحقيقة، وكان نص باشلار موضوع الدرس، والنص موضوع التحليل يتعلق بالرأي كعائق أمام الوصول إلى الحقيقة.
من الملاحظات التي أثارت انتباهي وانتباه بعض أصدقائي، كون مُدرّسة الفلسفة تتواصل مع تلامذتها باللهة العربية الدارجة !!!وبعض الكلمات بالفرنسية!!!.السؤال هل هذا مقبول بيداغوجيا؟ هل تُساعد اللّهجة العربية الدارجة على المفهمة والأشكلة والحجاج؟ مع العلم أن المقام يتعلق بقناة فضائية يُمكن للعديد من تلامذة وأساتذة الدول العربية والأجنبية مشاهدة هذه المفارقة: الفلسفة بالدارجة!!!! وأذكر أن مفتّشي الفلسفة يُصرّون على تعليم الفلسفة باللغة العربية ومُحاربة التدريس باللهجة الدارجة الممزوجة بالعرنسية. فما رأي المشرفين التربويين على قناة الرابعة على طريقة التواصل هته؟ وهل من الممكن تنبيه كل المدرسين في باقي المواد بقناة الرابعة على التواصل مع التلاميذ باللغة العربية لأنها هي التي سيكتبون بها إنشاءاتهم الفلسفية. فإذا استأنس التلميذ طيلة السنة الدراسية باللهجة الدارجة، أليس هذا عائقا من عوائق التفلسف الذي يقتضي لسانا يُقدم أكبر إمكانية للتعبير من اللهجة الدارجة.
الحقيقة أنا شخصيا أقع ضحية التواصل الدارجي في بعض الأحيان- مثل غيري فيما أعتقد- ولكن حين يتعلق الأمر بدرس نموذجي على قناة فضائية يُراهن على تقديم درس بمواصفات مؤسسساتية، فالأمر يقتضي احترام الأطر المرجعية التي تنص على أن اللغة العربية هي لغة التدريس في مادة الفلسفة.
ومع ذلك أعجبتني طريقة إدارة مدرسة الفلسفة لدرسها ، وخاصة لحظة بناء إنشاء فلسفي، حيثُ توفّقت المدرسة في إقناع المشاهدين من التلاميذ بمنهجية كتابة تأطير إشكالي.وللإنصاف ،يبدو أنها مدرّسة ذات كفاءة عالية، إلا أن لغة التواصل قد تُفسد بعضا من رهانات تدريسها للفلسفة.