كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2399 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: هل وصل مطلب تجويد الدرس الفلسفي إللا الباب المسدود؟ الأحد أبريل 28, 2024 11:36 am | |
| هل وصل مطلب تجويد الدرس الفلسفي إللا الباب المسدود؟
يبدو لي أن مطلب تجويد الدرس الفلسفي أمسى الحديث عنه ضَجِراً مُمِلاًّ بسبب ما يعتقده البعض استنزافا لكل المقاربات الديداكتيكية لبرنامج فلسفي قارب على الشيخوخة البيداغوجية والفقر الإبداعي،و التنميط الفلسفي لعدد من الاطاريح الفلسفية ، مما يعني تأخره وعدم مواكبته للمستجدات البيداغوحية بالرغم من شُحّها ،بل أيضا عُزلته عن مختلف الاجتهادات الفلسفية في مقاربتها لمختلف إشكالات الراهن برغبة الاستئناف الفلسفي الذي تعرفه الساحة الفلسفية الغربية المعاصرة .هذا الوضع إنعكس سلبا على الرغبة في تحرير الدرس الفلسفي من والوعكات البيداغوحية والتنميط الفلسفي،الأمر الذي جعل من تدريس الفلسفة في الثانوي التأهيلي يدور في حلقة مُفرغة،أما التدريس في الجامعة فلا أحد يتحدث عنه بدليل لم تتم أشكلته بيداغوجيا وديداكتيكيا ،لأنه مازال غارقا في وهم الدروس الماجسرالية الإلقائية من دون تمكّن بيداغوجي (كمثال أستاذ جامعي مشهور بحفظه الدقيق للمتن الديكارتي، يُحاضر في مجزوءة الوضع البشري دون أن يطلع على سياقها في المنهاج الفلسفي وليس له أي علم بمختلف إشكالاتها ومحاورها وعناوينها الشكلية!؟!؟!). السؤال،لماذا يزعجهم التفكير في طرق تدريسهم؟والغريب أن جيلي وما تلاه من أجيال مختلف الجامعات لم يناقش معنا أي مدرس منهجية كتابة موضوع فلسفي في امتحانات ٱخر السنة!!!!!!! وما معيار تصحيح الاستاذ الجامعي لانشاءات الطلبة ؟هل هذا قصور بيداغوجي أم ترك كامل الحرية للطالب في الكتابة بدون تقييد مؤسسي ؟هذا الوضع الشاذ،أثّر وسيؤثر على مسار تدريس الفلسفة مستقبلا ،ومن ثمة تفقد خصوصيتها كونها شكلا من أشكال الوعي الانساني، لكنه يتميز بخصوصية كونه تفكيرا فلسفيا له مُقتضياته الخاصة. .ولكي يتحقق هذا الوعي في الممارسة التعليمية، من المطلوب أن يكون المدرس في الجامعة مُكوّن بيداغوجيا لانه يمارس فعل التدريس.والمفارقة أن أغلب من يدرسون في الجامعة درّسوا بالثانوي التأهيلي،لكنهم بقدرة قادر تحولوا إلى محاضرين في المدرجات، يلقون الخُطب الفلسفية،ويساهمون في الندوات المخملية التي لا يصل منها سوى الصور.وأتساءل متى يتم التفكير في إشكالات تدريس الفلسفة في الجامعة ،وهل الحصول على شهادة"الدكتوراه"تعفي صاحبها من التكوين البيداغوحي علما أنه يمارس التدريس،ولا تدريس من دون مرجعية بيداغوجية وديداكتيكية.أما كونه باحثا في الفلسفة خارج الكلية فهذا وضع شخصي يمارس فيه "الدكتور" حقه في التأليف والبحث،وفي هذا السياق يمارس نخبويته في النقد والتفكيك وإبداع المفاهيم وإزعاج مختلف اليقينيات... إلخعودا إلى الثانوي التأهيلي،فالوضع أصبح مشوشا،وفي المقال المقبل،سأطرح بعضا من إشكالات دور المؤطرين التربويين في تجويد تدريس الفلسفة وما يلاقونه من عراقيل وصعوبات. | |
|