من الممكنات الديداكتيكية للدرس الفلسفي،أن يطلب المدرس من التلاميذ بعد الانتهاء من التفكير في مفهوم ضمن مجزوءة، تحديد ما اكتسبوه على المستويين المعرفي والحياتي،والصعوبات التي إعترضتهم في الفهم،على خلفية السؤال فيما تُفيدهم الفلسفة؟ ويتم التعاقد قبلا مع التلاميذ على هذا المطلب،ويتطوع تلميذ ليطرح ما استفاده من التفكير في المفهوم،ويفتح نقاش جماعي حول قضية فيما تفيد الفلسفة،على أن تستمر المناقشة خارج المؤسسة.
في المرحلة المقبلة،وبعد الانتهاء من التفكير في مجزوءة ، سيكون السؤال متعلق بمنهجية توظيف التعلمات الفلسفية في الانشاء الفلسفي.من بين الاشكالات المطروحة دفع التلاميذ إلى محاولة التمييز بين مراحل بناء درس فلسفي ، ومراحل كتابة موضوع إنشائي.وكيف يتم توظيف مضامين الدروس كمرجعية للانشاء الفلسفي وباستحضار المذكرة المنظمة للكتابة الفلسفية.
بهذه الطريقة، نجعل التلاميذ يتحملون مسؤولية المشاركة في بناء الدرس والانشاء الفلسفي،بعيدا عن الالقاء والاملاء .كما يمكن التغلب على مشكله ظاهرة الحفظ التي توصي بها المدارس الخاصة التي تبحث عن النتيجة وليس الفعل الفلسفي في بعدين المعرفي والسلوكي.
هذة الاجراءات تتناسب مع مرحلة المراهقة شريطة العمل على اخراج بنيتها من الوجود بالقوة الى الوجود بالفعل،وتتمثل بنية المراهقة في عاملين أساسيين،هما التمركز الذهني حول الذات،والقدرة على الاستقلال الذاتي.أن الدرس الفلسفي الناجح،يقتضي وجود قول فلسفي،وذات قادرة على التفلسف كذات فاعلة ومستقلة.من دون هذه الاجراءات، نكون بصدد شبه درس فلسفي مواز فاقد لكل إبداعية .