من الإشكالات المنسية التي يواجهها مدرس مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي بالمغرب انفتاح الدرس الفلسفي على حُزمة من الإشكالات تنهل من مختلف الفلسفات (بما فيها الفلسفات السياسية،وكل مجالات الحقوق الإنسانية..) والعلوم الإنسانية والعلوم الدقيقية إضافة إلى بعض إشكالات الفكر الإسلامي وكل الأشكال الأدبية والفنية التي تُسائلها الفلسفة ضمن بعض المجزوءات.السؤال، كم يلزم مدرس مادة الفلسفة من الوقت كي يطلع على كل تاريخ الفلسفة معرفة وسياقا وتوظيفا ؟ كم من المعاجم يتوفر عليها وكيف التمييز بين الدلالة الأصلية والدلالة السياقية وبناء المفهوم بعيدا عن المعجم وحسب مجاله الموضوعاتي والإشكالي...وهلمّ جرّا...؟ والمشكلة الكبرى ضرورة تمكّنه من علوم التربية والديداكتيك بحُكم وظيفة التدريس بالمؤسسة التعليمية، وهي الأخرى مجال مُتجدّد ومفتوح ويتطور في كل حين.
ثقل فكري ومنهجي وبيداغوجي وديداكتيكي...يُنهك مدرس مادة الفلسفة، والمُصيبة إن تُرك لوحده يُقاسي البحث في غياب دعم المؤطر التربوي عبر جدولة معقولة من الندوات الهادفة والدروس التجريبية والزيارات الصفية للدعم وليس لهدف تفتيشي أو إداري محض، فقط ، كما قد نلحظ الجفاء والاشتغال الانفرادي بين زملائهه في المؤسسة إن كان حديثا بالتدريس وما باك طلب دعم مدرسين من مواد أخرى في حالة تطبيق الكفايات المستعرضة .
أتمنى من كل العاملين في حقل تدريس مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي إحياء التضامن الفلسفي والبيداغوجي،أولا لتحفيز المدرسين المبتدئين، وثانيا تحيين المدرسين ذوي الأقدمية لميراثهم الفلسفي والبيداغوجي وتطويره والتخلص من الجذاذات الجاهزة والنمطية والمغامرة بإعادة النظر في طريقة التدريس دفعا لكل رتابة وروتين قاتل للإبداع والاجتهاد الفلسفيين.