فصل المقال في تقرير ما بين غيريتس وكزافيي من الاتصال.
شاءت الأقدار أن يسقط كل من المدرب الرياضي للمنتخب الوطني لكرة القدم، غيريتس، والمدرب البيداغوجي للمدرسين المغاربة" روجرز كزافيي" xavier roegiers مهندس ومستثمر في بيداغوجيا الإدماج، في مهمتهما التي أوكلت إليهما.كلاهما تجمعهما قاعدة" الجسم السليم في العقل السليم".لكنهما أنهكا الجسم والعقل معا، .فغريتس وكزافيي يلتقيان في كونهما أجنبيان،وفي خاصية الفشل، ونهب المال العام، والضحك على الذقون، وتسويق الوهم،وإهانة واستبلاد المغاربة واحتقار قدراتهم الوطنية، فقط لأنهم أجانب طبقا لمقولة " ابن خلدون :" تقليد المغلوب للغالب". ولهذا فهما طبّقا مقولة ماكيافيلي::إن مَن يُمارس الخداع سيجد دائما بين الناس من يقبل أن ينخدع بسهولة."ويختلفان في تأثير مفعول مكرهما، فإذا كان فشل عمل غيريتس محدود في نطاق الفريق الوطني،مع علمه المسبق بجهله بواقع الكرة الإفريقية، فإن فشل بيداغوجيا الإدماج ( ليس كنظرية، بل طريقة تنزيلها في البيئة التعليمية المغربية) يتعلق بمنظومة تعليمية إنعكاساتها السلبية تضرّ بالملايين من المُتعلمين،ولها نتائج وخيمة على المدى المتوسط في غياب بديل بيداغوجي مما يعني فشل كزافيي وحوارييه في استنبات بيداغوجيا الإدماج في التربة المغربية بالرغم من الأموال الباهضة التي تلقاها كزافيي كنظيره غيريتس مع أن النتائج كانت منذ البداية غير مضمونة بحجة غياب معرفة سابقة بموضوع الاستثمار. ولكن يبدو أن للقضية أيضا له وجه آخر،" كول وكّل" وهذا هو منطق الصفقات بالمغرب الحبيب، مغرب " الإستثناء" مغرب البزولة، والذي كان يُسميه عبد الحليم حافظ" مغرب الحبايب"، لأنه هو الأخر نال نصيبه من المال العام بدون حساب.وفي الزمن الحاضر جاء الدور على شاكيرا ومثيلاتها القادمات " ماريا كاري...والمستقبل مفتوح لتجارب من مغرب الاستثناء.
ومن المفارقات العجيبة، أن الضجة التي أحدثها إشكال راتب غيريتس،ليست بنفس الخطورة التي أحدثتها بيداغوجيا الإدماج الكزايفية.فإذا كان المدرب الوطني الأجنبي فشل في تأهيل مرحلي لمنافسات تنتهي في الزمن، لتبدأ منافسات موالية،فإن فشل منظومة بيداغوجية هو فشل لمنهجية تدريس مِن رهاناتها " تشكيل العقل"، وهنا خطورة النزعة التجريبية التي مارستها كل وزارات التعليم بدء من بيداغوجيا التلقين ...ثم بيداغوجيا الأهداف والتي تطوّرت إلى بيداغوجيا الكفايات وصولا إلى امتداداتها في بيداغوجيا الإدماج..والبقية في الطريق،الأمر الذي طرح مَطلبا هو ذاته الذي رُفع ضد فشل " غيريتس"،إنه مطلب الفاعل الوطني، أي مدربا وطنيا، وقياسا عليه " بيداغوجيا وطنية" وهذا ما أوحى به المفكر التربوي محمد الدريج في ندوة حول الموضوع بمؤسسة علال الفاسي.!!!!
أتساءل: لماذا لاتظهر مطالب " الوطنية" إلاّ في أزمات الفشل والفساد؟ أليست الوطنية فكرا وسلوكا مُحايثا للوجود ،من دون أن تتحوّل " الوطنية" إلى " هوّية" عمياء تؤسس لاختلاف مُتوحّش مع الأخر المختلف؟
إذا تبيّن أن غيريتس كذب على المغاربة، بحجة مختلف تعليقات المدربين المغاربة، فماذا سيقول أيتام " كزافيي" من البيداغوجيين المغاربة والذين ألفوا ما تيسّر من الكتب التجارية حول بيداغوجيا الإدماج وكسبوا ما كسبوه ماديا ومعنويا؟ وما مصير المناهج الدراسية المؤسسة على بيداغوجيا الإدماج؟ وما هو سرّ تشييع جنازة بيداغوجيا الإدماج وسط السنة الدراسية؟ وهل لهذا علاقة بصراع حزب الاستقلال مع حزب الأصالة والمعاصرة طبقا لمثل شائع: حين يتصارع الأسياد يقفد العبيد شعورهم .Cheveux
ألم يكن من الأفيد تكوين لجان للتقصي قصد الخروج بمخرج مع بداية السنة الدراسية 2013/2012؟