عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
موضوع: الاعتراف رقم 2 الجمعة يناير 01, 2016 4:04 pm
الاعتراف رقم 2 لسنا في حاجة إلى فلسفة ، فهي موجودة، وتعرض ذاتها عبر تاريخها الطويل، موجودة لدى أشخاص يتثرون التفلسف هنا وهناك، ولكن بأيّ أفق ؟ نحن في حاجة إلى جرأة الموقف الفلسفي من اليومي، كمدخل للترحال في الطريق الفلسفي الطويل والشائك. جرأة في الكشف وتعرية التضليل والتدجين المُفضي إلى التضبيع علما أن الصراع غير متكافئ مع العدو الطبقي الذي يُتقن لعبة التجلّي والخفاء. لا مُخرجات فلسفية بدون مُدخلات فلسفية تستشكل كثيرا من البداهات والحماقات المُستوطنة في الذوات. إنها الأسئلة الفلسفية الحارقة / المُغيّبة/ الغائبة، التي من شأنها " تصديم " وهم الصبر، و"تهديم " القناعات الزائفة، و" تعديم " الموجود الحالي و " تبيين " الماسيوجد" من خلفية ورؤية وبأفق غير الذي يُروّج له الجلاد والضحية ضحية أوهام الجلاد. أحمل هذا الهمّ الوجودي في ترحالي بين منزلي والشارع والقسم حيث أكاد أنتحر من هول المفارقات وأنا أفق أمام تلاميذتي، مٌكرها كموظف أجّل قناعاته لحين لا يعرف أوانه، كما هي مُهرّبة لدى الكثيرين إلى المقاهي ولغة التفاهة والاجترار وأحيانا العنتريات والثورة بالكلام على الكلام، حيث تُختزل كل الهموم والأماني قي كأس قهوة ،الواقع أسود منها حتى لو توهم البعض تبييضها مع أن الحليب ليس بمادة صباغية،همّ مسكون بشطري المفارقة ، الأولى : " عايق " ب" قوالب جنرالات القوات المسحلة" التي توهمنا على الورق وتصدما في الواقع ، وأجد نفسي حائرا بين الحقيقة والواقع، بين الممكن والمستحيل. في ورق التوجيهات التربوية لمادة الفلسفة، نحلم ونتوهم ب:" ممارسة التفكير النقدي الحر والمستقل والمسؤول، والتشبّت بقيم التسامح والنزاهة والسلم والمواطنة والكونية...تعلّم وممارسة اتخاذ القرار بحرية واختيار،...الارتقاء من الذاتية المغلقة الإقصائية إلى التبادل والمشاركة والانفتاح القائم على الاحترام والتسامح والحوار والتواصل على أساس قيم الخير والحق والجمال."ص 3 ( ربما هذه أيقونان أفلاطونية توجد فوق قبة السماء، وويل لمن يحلم بالصعود ظنا منه التوحد بين الأصل والنسخة. يقول المصريون: في المشمش أو تنزيلها، كما يحلم عامة الناس بتنزيل الدستور. "موت ياحمار" ولا أقصد مناضلي " حمار أو بيخييييير !!!) لكن ماذا يوجد على الأرض، هل تمّت أرضنةُ السماوي ( والسياسة بالفعل أشبه بسماوي الدجالين الذين يسرقون المال والرزق بخفة العقل في غفلة من الضحية؟ أه من ثقل السياسة السماوية التي تنهب اليابس والأخضر. إنها سياسة وثقافة "التشييح والترييح" ( من الشيح والريح في العرف الاجتماعي) الأمر الثاني يتعلق بالشق الأخر من المفارقة ،تُقابل أيقونات أفلاطون، أعلاه، في حالة " سخونية الراس" يسميها " المخزن "كذلك وليس نضالا مشروعا، بالزرواطة والاعتقال والتعذيب والحط من الكرامة، والترهيب، والتجويع....لترسم ملامح مشهد سياسي / سوريالي يصبح فيه الفاسد / الشفار ، نظيفا وشريفا ومواطنا لا يسرق خلسة بل في واضحة النهار، سرقة المال والشرف والكرامة والجهد والإنسانية، بالقانون وإن لم يُسعفة بالمرسوم، وإن لم يُسعفه بالتعديل، وإن لم يسعفه فلجنرالات القواة المسلحة ألف ليلة وليلة لإيجاد المخرج وإسكات ضجيج الفقراء،لأن المحصول في النهاية خارجة تغطية المُحاسبة. هي إذن معادلة مفارقاتية :فسارق الزهر مذمومٌ ومحتقر !وسارق الحقل يدعى الباسل الخطرُ ( وإن اختلفنا مع خليل جبران في الشطر الأول من البيت، فالسارق سارق بحكم النوع وليس الكيف.مع أن " الكيف " هو الآخر جزء من عالم يستحق العقلنة وليس التدويخة. وقد يكون الكيف ليس نبتة، بل برنامجا حواريا أو فيلما أو خطبة أو أغنية...إنها مآسي لا تنتهي. .أجد نفسي بصدد عملية توليد همّ من همّ لأجد ذاتي في دوامة تشخيص يسدّ عني أفق الحل.إذن تعميم الجرأة والصدام الواعي والقصدي أحد مخرجات سيرورة نمو التخلف (أي أرضنة الفلسفة ).