كمال صدقي مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2376 العمر : 68 البلد : أفورار العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي تاريخ التسجيل : 20/12/2007
| موضوع: من وحي روح الكاتب جابريال جارسيا ماركيز.الكونية في خدمة المحلية. الجمعة أبريل 18, 2014 3:52 pm | |
| من وحي روح الكاتب جابريال جارسيا ماركيز.الكونية في خدمة المحلية.
قال لي،وفي بَوْحِه قلق وخوف من المجهول: وَيْحَكَ أمَا مِنْ ضَجَر ؟ قُلْتُ له صَبْرك. لا تسْتهِنْ بشعب وإن بدا في الظاهر أنه يَكْظِمُ غَيْظَه ويعفوا عن جلاديه، وقد يُصدّق لبُرهة وهْمَ عفا الله عما سلف، لينعم الآخرون بالشكلاطا والفيلات في باريز وهاواي، وبعضها في الهرهورة حيث اجتمعت عِلية القوم من اللحية والتمليطة واللامعقول، ولحظات الإمتاع الراقي في حانات وكباريهات مراكش وأكاديرا وطنجة..، وقد يصلك صخب وعويل ضحايا المواخير الشعبية في ربوع البلاد الحبيبة..أو صخب فضحية الصراع القبلي بين قبيلة الشكراويين وقبيلة الزايدية في موقعة الاشتراكية وهي غير أختها الزلاّقة، لأن الكل ينزلق ولا أحد يعي أنه كذلك، أو من مفارقات الانتشاء بالشعبوية الشوبانية أو تيه المتمردين والثوار في متاهات الشوارع يحتجون وينتشون بأخذ صور نضال هو أشبه بانتظار " غودو" أو معاناة سيزيف، أو صيحات الشعراء أمام التلاميذ ونفر من المتفرجين الغرباء الذين ظلوا الطريق بين المجاز والحقيقة،أو من لغو النهي عن تقبيل المدرسين والمدرسات لتلميذاتهم وتلاميذهم.. وغير هذا من عجائب زمان هزمت كل خيول فطاحل التنظير والتحليل في معركة المفارقات، حتى بدا وكأن الكل في اللامعقول يمرحون. قلتُ لا تحزن،فلِكُلّ مرحلة أوانُها، كما للمولود والموت والشمس والغروب أوانهم.قال لي والحسرة تفترس عينيه : أواهم أنتَ بأمل الخلاص ؟ قلتٌ له: أما خبّرتُك أن لا تغترّ بزواج المتعة بين اللحية والتسبيحة مع اللبيرالية والشيوعية المُنهكة،أو بكثرة الفرح المغشوش البادي على ظواهر الخلق، ولا بضجيج عُهْرِ البارات وطقطقات زجاج الخمر و البيرة ، ومهرجان سيُولِة السيارات على كلّ الطرقات، والجموع الغفيرة في مهرجانات الفرح الكاذب ،من عُريّ موازين إلى طهرانية صوفية فاس.. وانبتات العقارات كالفطر في كل الجهات،ولا بمعارك وعنتريات الفايسبوك وهي دونكيشوتيات تُصارع الريح وليس الخصم. اسأل الشهداء والمهمّشين وإِنْ" تشرملوا" أو تقرقبوا أو تاهوا في مفارقات وخيانة النخب، فهم وحدهم يعرفون أن كل قطرة دم، وكل أمّ ثكلى وأب مفجوع،وكل دمعة طفل أو طفلة مُغتصبة من وحوش الخارج والداخل، وكل مُهمّش في أقاصي البلاد كغريب في بلاده ، بينما الغريب مواطن في غربته، ستنبتُ يوما ما توهم الخصم أنه بعيد المال، وقالها الشاعر بطريقته: لكل شيئ من جنسه نقيضه، حتى الحديد سطا عليه المبرد ..قٌلتُ له، إنه مكر التاريخ، فدعهم يُعمّقون الجراح ليسقطوا مثل قشور فاكهة أفرغت من نواتها. إنهم بصدد بناء ما يتوهمون أنهم يحطمونه. أقول لك، إقرأ التاريخ، فما أنصف يوما غير أهل الحق. فقال لي وبشائر الأمل تعلو محياه، ليس بلسان المهزوم، بل بلسان المنتصر للحق:هل يمكن أن يستيقظوا من غفلتهم، كي نمشي معا في الطريق من دون ما من شأنه أن يجعلنا إخوة أعداء؟ قلتُ له : لايفل الحديد إلا الحديد.تلك قضية مَسَحَ فيها الناس الطاولة، وبعضهم استخدم المطرقة لبناء العالم الجديد. سأحدثك مستقبلا عن ديكارت ونيتشه. وأقول ختاما، لا تقتلوا مرتين جابريال كارسيا ماركيز، لأنكم ستنسونه غدا، بل استلهموا روح نضاله وعشقه لكل ما هو جميل، ولكن من خلال خطاب الحقيقة.
| |
|