مُلخصات من فيض التكوين المستمر لسنة 2009
( لمن فاته هذا التكوين المستمر )
المقاربة المفاهيمية للمجزوءة.
التأطير النظري.
1-المفهوم بوصفه تصورا أوليا.
يستعمل مصطلح المفهوم كمقابل للفظ :Notion دون الإحالة على لفظ Concept. ويُقصد بالمعمى الأول التمثل الذهني المجرد الموحد لمواضيع مختلفة داخل فئة تدرك بها تلك المواضيع من خلال سماتها المشتركة، لهذا الاعتبار يُقصد بالمفهوم هنا " الموضوعة" أو " التصوّر الأولي".
من هذا المنطلق تأتي لحظة فحصه فلسفيا، وذلك من خلال الاشتغال العقلي عن طريق تحليل اللفظ في صيغته العامة باعتبار ما يحمله من حدوس حسية وتمثلات وأشكال أولية ومباشرة للمفهوم. ويكون رهان الاشتغال الفلسفي عليه هو استخراج المفهوم من شوائب العموميات الأولية.
2- تحليل التصور الأولي.
وهذا من رهانات الفلسفة الحديثة، حيث أن بداياتها انبنت على التفكير في المضمون الفعلي للتصورات الأولية العامة المشتركة في أفق تحويلها إلى مفاهيم فلسفية مجرّدة. والتجربة السقراطية شاهد على زعزعت " السّبات الدوغمائي" الذي ينتج عن التصورات الأولية التي تحمل أحكاما مسبقة وجاهزة.
إن إخضاع التصور الأولي للتفكير لفلسفي، هو شرط إمكان التفكير النقدي ( بالاعتماد على الذات ) والاستقلالية اللذان يُمكّنان من إحلال أفكار تحصل عن طريق تحليل عقلاني محل الأحكام المسبقة.
إن التفكير النقدي الذي يبنصبّ على التصورات الأولية، يكتسب مشروعيته برهانه على تبديد البداهات الخاطئة والأحكام المسبقة التي تشكل أجوبة جاهزة عن أسئلة غير مُعبّر عنها.
3- لحظة التحليل المفاهيمي/ تحليل التصورات الأولية.
أول لحظة للشتغال على المفاهيم تبدأ من تحليل المفهوم / التصور الأولي من خلال:
أ- مختلف دلالات اللفظ الحامل للتصور الأولي.
ب- تمييز هذه الدلالات عن الأفاظ ذات الدلالة القريبة ومقابلتها مع أضداها..
ت- كمثال على تعالق لفظ التصور الأولي بغيره من الألفاظ، مفهوم العنف.فلكي نفكر في هذا المفهوم، ينبغي استدعاء مفاهيم الطبيعة والقوة والعدالة والجور والإكراه والطاعة والدولة والعنف الرمزي والعنف المشروع والعنف الشرعي.
4- التساؤل الفلسفي.
(للموضوع بقية)