تحية طيبة إلى أستاذي الكريم :
نود أن نشكر أستاذنا صدقي لإثارة هاته القضية القضية الساخنة فهي عبارة عن خلخلة لفكر التلاميذ وإيقاظ السبات الذي هم فيه . كما تدفع إلى معر فة طبيعة العلاقة مع الدين الإسلامي الحنيف .
رغم أن بعض التلاميذ اعترفوا بعدم قراءتهم للكتب والقرآن بصفة يومية . إلا أنكم وبمجرد فتح هاته القضية دافعوا وبحماس وبشدة عن الإسلام . أما في ما يخص قضية اللباس قد لا نلومهم بدرجة كبيرة لأن عدة عوامل تتحكم في ذلك على العموم هذا ليس موضوعنا ..
قال المفكر محمد الغزالي : ( إن المدافعين عن الإسلام لا ينقصهم غالبا الحماس والإخلاص وإنما ينقصهم عمق التجربة وحسن الفقه ..) وكما لاحظنا في المائدة المستديرة أن حجج التلاميذ كانت ضعيفة نظرا لمستواهم المعرفي والثقافي ، فقد فطن المفكر مالك بن نبي إلى خطورة هذا الوضع فكانت صيحاته وتنبيهاته مبكرة ومتكررة للعناية بالمشكلة الثقافية التي اعتبرها أس قضية تخلف العالم الإسلامي .. حين قال ( الأمة التي لا تقرأ تموت ) .
وإذا حاولنا تحري منبع المشكل سنجد الكل يشترك فيه . فنحن بصفتنا تلاميذ ثانوية سد بين الويدان نفتقد لمادة الفكر الإسلامي باعتبارها أرقى العلوم .
تعتبر غزوة بدر من أهم الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت نقطة فاصلة لقيام الدولة الإسلامية أو شتاتها ، معتمدا على استراتيجية محكمة وما كان ليخوضها إلا لضرورتها ، فالإسلام يتجنب إراقة الدماء عكس الحروب المعاصرة التي لا ترقى إلى مستوى معارك الرسول صلى الله وعلي وسلم ...
نحن لا ندعو إلى الإ نغماس في تاريخ السلف الصالح بل ندعو إلى أخذ العبر والتسلح بالقيم الفاضلة كما قال عمر عبيد حسنة : ( تطوير وسائل الدعوة إلى الله بما يقتضيه الحال واختيار الأسلحة القديمية لأن بعضها يتحر ك في الفراغ يصول ويجول في معارك وهمية انتهت بأصحابها وأسلحتها وقد تغيرت الحال ... لقد تبدلت مشكلات العالم وتبدلت أسلحته ونحن ما زلنا نصر على مواجهة المشكلات الجديدة ، والدخول في المعارك الجديد ة بالأسلحة والوسائل القديمة ، التي أقل ما يقال فيها إنما وجدت لغير هذه المعارك وغير هذه المشكلات .)
أفورار : بتاريخ 2010/12/26