التخطيط لمقال تحليل نص ج 2

بهذا الموضوع أنهي هذا العمل المتعلق بمقتضيات انجاز مقال فلسفي موضوعه تحليل نص. وهذا العمل وان كانت صياغته شخصية فهو يتمثل الى حد بعبيد ملامح التجربة التونسية في هذا الشأن مع ملاحظة أننا لا نتوفر ( على حد علمي) علة وثائق رسمية تحدد مكونان ومقتضيات انجاز المقال الفلسفي عموما بشكل تفصيلي. وارجو أن يكون هذا العمل مناسبة لمزيد الحوار والتعمق لا في الجوانب النظرية التأسيسية للمقال الفلسفي عموما ولكن خاصة بتجاربنا العملية في تدريب التلاميذ على هذه المهمة.
وفي النهاية أريد أن أشكر الأستاذ كمال صدقي على رحابة صده بإعادة تنزيل الموضوع بالشكل الي يجعله قابلا للقراءة







بشكل عام يمكن أن نعتمد في بناء التخطيط التمشي التالي:





المقدمة:





الهدف من المقدمة هو بسط المشكل الذي يثيره النص مع
إبراز مدى تعقده كما أهمية رهاناته، وهو ما يجعل من النظر فيه وتحليله مبررا
ومطلوبا. ما يجب أن ننتبه إليه عند صياغة المقدمة أننا سنمهد لتحليل النص و ليس
تحليله، لذلك لا يمكن للمقدمة أن تحوي أي بعد تحليلي سواء تعلق الأمر بتحديد دلالة
مفاهيم أو تحليل أفكار أو إيراد حجج أو مناقشة موقف، كل هذه العمليات مجالها
التحليل وليس المقدمة ويمكن أن نعتمد في بناء المقدمة العناصر التالية:


* التمهيد:


وهو المجال الذي سنطرح في إطاره المشكل العام الذي يرتبط
به النص بما يبرر مقاربته وتحليله. يهدف التمهيد إذن للتحسيس بالمشكل المطروح وذلك
بإبراز ما يدعو للتفكير مع الكاتب في المسألة التي يثيرها داخل النص.


يمكن أن ننطلق في صياغة التمهيد من إمكانات متعددة:


+ التمهيد
للنص انطلاقا من رأي شائع يتعلق بالمشكل الذي يثيره الكاتب داخل النص ووضعه موضع تساؤل من خلال التساؤل عن قيمته
وقدرة هذا الرأي على الإحاطة بحقيقة المشكل الذي نحن بصدده.


+كما يمكن التمهيد للنصّ
انطلاقا من بسط أطروحة فلسفية مقابلة لموقف الكاتب (بإيجاز ودون تحليل) بحيث نبرر
النظر في النص من جهة محاولة فهم هذا التقابل ومبررات ورهانات رفض الكاتب لهذا
الموقف الأول.


+ الإمكانية الثالثة هي أن
ننطلق من رصد راهنيه المشكل الذي يثيره الكاتب بما يجعل من النظر فيه ضروريا.


ما يجب تجنبه:


يجب في كل الحالات أن نتجنب في
صياغة التمهيد التمهيدات العامة جدا والتي لا تحيل مباشرة على المشكل الذي يثيره
النص كأن :


+ نسقط في السرد التاريخي
المبتذل من قبيل: كان الفلاسفة منذ قديم الزمان، اهتمت الفلسفة منذ القديم، منذ
بداية التفكير والإنسان يسأل عن...


+ أو أن ننطلق من مصادرات تخص
موقفا بعينه يمكن أن يكون محل اعتراض منذ البداية كأن نمهد بالقول: لقد خلق الله الإنسان
منذ البداية متوفرا على العقل، أو يتميز الإنسان بكونه كائن الوعي...


+ كما يتعين تجنب التمهيد للنص انطلاقا من أطروحة
أو موقف فلسفي يجب التعرض إليه وتحليله داخل القسم التحليلي كأن ننطلق من أحد
أفكار النص.


ما يجب الانتباه له:


يشترط في التمهيد دائما أن يكون
وظيفيا بمعنى قادر على أن ينتقل بنا منطقيا الى إشكالية النص.


* توثيق النص من خلال إشارة
سريعة إلى بحث الحرج الذي أثرناه في التمهيد انطلاقا من النص الذي بين أيدينا:
ضرورة ذكر مصدر النص وصاحبه على النحو المذكور في نهاية النص.


* بسط الإشكالية على النحو الذي
تم تبينه وصياغته في العمل التحضيري.


* بسط مفاصل الإشكالية( نظام
الحجاج) على النحو الذي تم تبينه وصياغته في العمل التحضيري.


* إبراز أهمية النظر في إشكالية
النص من خلال الإشارة السريعة لرهاناته.





الجوهر:


ملاحظة: ستتعلق بنية هذا
التخطيط بالنصوص الجدالية.


* مقدمة الجوهر:


+ بسط السؤال الذي يجيب عنه
النص.


+ بسط الأطروحة المستبعدة
والأطروحة المثبتة على النحو الذي تبيناه في العمل التحضيري مع ضرورة التأكيد على إبراز
وجه التقابل بين الموقفين( دون تحليل أو توسع)


+ ترك سطر فارغ


* القسم التحليلي:


ملاحظة/ تذكير: مضمون التحليل
هو ذاته ما تبيناه خلال العمل التحضيري


+ الفكرة الرئيسية الأولى:


- بسط الفكرة وشرحها وتفسيرها
ويستحسن دعم هذا التحليل بشاهد من النص


- عرض مسلمات وضمنيات هذه
الفكرة.


- عرض الحجة التي يوردها الكاتب
لإثباتها، مع الانتباه إلى أنه من الأفضل البحث عن حجة تدعم هذه الفكرة إن لم يقدم
الكاتب حجة مباشرة تدعمها. يجب الانتباه هنا حين يتعلق الأمر بالانطلاق بالموقف
المستبعد أن نتجنب في هذه الفقرة الأولى كل حكم أولي حول هذا الموقف ذلك أن
الفلسفة تعلمنا أن لا نصدر حكما حول موقفا قبل النظر فيه.


- استنتاج نبرز من خلاله مكاسب وأهمية هذا الموقف في
مرحلة أولى والاستدراك في مرحلة ثانية بالإشارة لحدود هذا الموقف باعتباره الموقف
الذي يستبعده الكاتب بما يتيح التخلص للفكرة الرئيسية الثانية.


- صياغة سؤال يتيح لنا إمكان التخلص للفكرة الرئيسية
الثانية.


- ترك سطر فارغ.


+ الفكرة الرئيسية الثانية:


نتبع في صياغة عناصر الفكرة الرئيسية الثانية نفس التمشي
الشكلي الذي اعتمدناه في بناء الفكرة الرئيسية الأولى.


- ترك سطر فارغ.


+ صياغة استنتاج عام نبين فيه حصيلة ما توصلنا إليه في
التحليل دون إطالة حتى لا نقع في التكرار.


- ترك سطرين فارغين.


القسم النقدي: إبراز القيمة الفلسفية للنص


* المكاسب:


+ تحديد راهنية المشكل الذي يثيره الكاتب من جهة تعلقه
بواقعنا التاريخي.


+ تحديد طرافة موقف الكاتب وإبراز جدته من جهة صياغته
للمشكل كما من جهة الأطروحة التي يثبتها.


+ إبراز رهانات الكاتب المعرفية والعملية والايتيقية.


* الحدود:


+ النقد الداخلي: إبراز وقوع الكاتب في التناقض أو/مع إبراز
تهافت وعدم تماسك مسلماته أو/ مع إبراز خطورة تبعات موقفه على إمكانات العيش
المشترك.


+ النقد الخارجي: الاستعانة بموقف فلسفي مقابل لموقف
الكاتب في خصوص المشكل الذي يثيره الكاتب مع ضرورة قصر الاهتمام بالموقف المقابل
في حدود التقابل مع المشكل المخصوص الذي يثيره الكاتب.





الخاتمة:


الخاتمة هي حصيلة استنتاجية لأهم
ما تمّ التوصّل إليه في الجوهر بقسميه التحليلي والنقدي(حدودا ومكاسب) دون تفصيلات
توقعنا في التكرار


ما يجب تجنبه:


- أن تحتوي الخاتمة على فكرة
تتناقض مع المسار العام للتحليل.


- عرض موقفا مفاجئا لم يهيئ له
مسار الجوهر.


- إعادة
طرح بعض الأفكار التي تم تحليلها داخل المقال ومناقشتها.

je veux bien avoir des techniques d analyse de texte pedagogique merci