فيلوصوفيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اتصل بنا
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Contac10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الأشكلة بين التأصيل النظري والممارسة الديداكتيكية. من إنجاز مولاي إدريس بنشريف ورشيد بلماضية :
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10الثلاثاء نوفمبر 28, 2023 7:07 pm من طرف كمال صدقي

» https://www.mediafire.com/file/k4jy9zqspl88i0j/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25B4%25D9%2583%25
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10الثلاثاء نوفمبر 28, 2023 4:58 pm من طرف كمال صدقي

» الحق والعدالة.حوار متشعب حول ممكنات جزء من مجزوءة السياسة
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت أبريل 22, 2023 7:31 pm من طرف كمال صدقي

» لماذا يتكرر السؤال ما الفلسفة؟
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:44 pm من طرف كمال صدقي

» عبد المجيد تبون والطبون في المتداول المغربي
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:43 pm من طرف كمال صدقي

»  المعينات البيداغوجية. كنت أكتب على السبورة القاعدة التالية: يبدأ التفلسف حين تفقد الاشياء بداهتها.
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:40 pm من طرف كمال صدقي

» المقبلات الفلسفية.
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:40 pm من طرف كمال صدقي

» هل يجوز تدريس الفلسفة من دون تكوين بيداغوجي وديداكتيكي؟
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:39 pm من طرف كمال صدقي

» نحن في حاجة إلى عملية إعادة البناء في الفلسفة؟
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:38 pm من طرف كمال صدقي

» الغائب الاكبر عن الندوات الفلسفية المقامة في الثانويات التأهيلية هو مشكل البيئة
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت يناير 04, 2020 9:36 pm من طرف كمال صدقي

مواقع صديقة
 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Philo-10
سحابة الكلمات الدلالية
وجود الحق الشغل الضرورة الفاعلية البشري جذاذة السياسة الطبيعي قيمة العلوم الحقيقة الرغبة الغير الفلسفة الشخص الدولة التاريخ والحرية الطبيعة مجزوءة مفهوم النظرية معرفة الوضع نصوص

 

 انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Empty
مُساهمةموضوع: انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري.    - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت ديسمبر 20, 2008 7:32 pm

توصلنا الشهر الماضي، على هامش لقاء تربوي مع السيد المراقب التربوي المنسق الجهوي لمادة الفلسفة، بمجموعة من الوثائق الهامة، تتعلق بأعمال ورشات حول بعض مفاهيم مجزوءات مقرر الفلسفة بالباكالوريا، نظمتها المفتشية العامة للتربية والتكوين. الشؤون التربوية.
1- أعمال الورشة الأولى: هيجل ومجزوءة الوضع البشري ( 25 يناير 2008)
2 - أعمال الورشة الثانية:طوماس كون ومجزوءة المعرفة( 29 فبراير2008)
كما توصلنا بكتيبين هامين،
أ- يتعلق الأول بمجزوءة الوضع البشري.
ب- والثاني يتعلق بمجزوءة المعرفة
وهما من إنجاز الفريق التربوي لمادة الفلسفة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس/بولمان
أول ما يجب البدء به هو تقديم الشكر للمفتشية العامة للتربية والتكوين في شخص السيدة خديجة شاكر، على ضخّ بعض الدماء في جسد الفلسفة وعقلها،اللذان يتعرضان للإنهاك يوما بعد يوم.والشكر أيضا لكل الزملاء المراقبين التربويين ومدرسي الفلسفة بالثانوي، ومدرسي الفلسفة بالجامعة(الأستاذ محمد الدكالي)الذين أتحفونا باجتهاداتهم القيمة. وحتى لا تبقى هذه الأعمال حبيسة الكتيبات التي توصلنا بها يجب تعميمها، وهذه رغبة السيدة خديجة شاكر،وأعتبر القيام بالتعميم من باب الواجب . ولهذا أقترح على مدرسي الفلسفة، أعضاء المنتدى أو الزائرين، فتح نقاش في هذا المنتدى( الذي أحدثه حتى لا تنطفئ شعلة الفلسفة في الهوامش في صمت، لأننا في بعض الأحيان نحس بالحكرة في مواقعنا الخلفية.) أو غيره من المنتديات المتخصصة في الفلسفة،في أفق تأسيس تقليد يراهن على تحقيق تواصل فعلي بين مدرسي الفلسفة ، في أفق تبادل التجارب والخبرات ( ولم لا استكمال التكوين )، بعد أن فشلت جمعيتنا المغربية لمدرسي الفلسفة(بسبب تطاحنات سياسوية وعرقية لا مبرر لها ) في تحقيق هذا التواصل.وهنا تكمن أهمية المنتديات الإلكترونية في تسريع وتفعيل التواصل حتى مع الذين أعدوا تلك المداخلات، وحتى مع مؤلفي الكتب المدرسية، وأرجو أن يفتحوا لهم موقع للإجابة على مختلف تساؤلات السادة الأساتذة والتلاميذ.
وستجدون هذه الكتيبات الأربعة مثبتة أعلى هذه المداخلة( التي سأبوح فيها بما يقلقني نحن أساتذة الهوامش)وبعد قراءتي الأولية لها أنا بصدد تهيئ مناقشة لمحتويات ومنهجيات بعض المداخلات التي كانت غاية في الأهمية ، ولكن بعضها لا يخلو من بعض العيوب أو وجهات نظر تحتاج للمناقشة والمساءلة.
سأحاول تقديم انطباع أولي على مداخلة الأستاذ الفاضل محمد الدكالي-والذي لي معه حكاية مؤلمة لمّا حاضر في نفس الموضوع بالأكاديمية الجهوية لجهة تادلة أزيلال، سأرويها فيما بعد- أقول مجرد انطباع وليس تحليلا لما قدمه. من موقع أني مدرس للفلسفة بالثانوي يستثمر ويوظف نصوصا لفلاسفة، لا لذاتها ( كما يحدث في الجامعة) بل من أجل توظيفها في سياق إشكال محدد ربما لم يفكر فيه الفيلسوف مباشرة، دون أن يفقد النص ما يمكن أن يصطلح عليه بتعبير هنري بينا رويز philosophicité إذا كان يعاب على الدكتور عبد الرحمان بدوي أنه مُستورد للفكر الوجودي الغربي، وحاول عبثا استنباته في تربة غير تربته ، نفس العيب يسقط فيه الأستاذ محمد الدكالي، باعتباره مُستورد للديكارتية في صيغة خطاب مقدس، وحده الأستاذ محمد الدكالي يفهمه، لأنه وحده من يُتقن اللسان الفرنسي ، ويتهم مُستمعيه في كل محاضرة بأنهم لا يفهمون ديكارت، ولا يحترمون نصوصه، ويختزلون ديكارت في نعوت تُقلق الأستاذ الدكالي من مثل: ديكارت الانعزالي:ال:solipsisme ، ديكارت العقلاني، ديكارت المثالي... ومن ثمة يُصادر على حق الآخرين في فهم وتأويل فكر ديكارت. في أن بفهموا ديكارت كل بطريقته.إننا أمام مشكلة تنميط ديكارت من فبل الأستاذ الدكالي. من حق الأستاذ الدكالي أن يفهم ديكارت كما يشاء ، لكن ليس من حقه أن يفرض على الآخرين فهمه الخاص به لديكارت، ويطالب مستمعيه بأن يتعلموا ويعلموا ديكارت كما يفهمه الأستاذ الدكالي. يُشاع أنه يُقدس ديكارت إلى درجة العشق الصوفي للذات الإلهية.والدليل على ذلك، أنه في مداخلته أصبح كل الفلاسفة الذين يستحضرهم يدورون في فلك ديكارت الذي يتحول بقدرة قادرة إلى مدخل لفهم أي فيلسوف.
أريد أن أفهم لماذا كلما دُعي الأستاذ محمد الدكالي( الذي أحترمه، لثقافته الواسعة ونبل أخلاقه كإنسان،ومعجب بطريقته الهادئة في الإلقاء، والتي تذكرني بطريقة إلقاء جيل دولوز باستثناء البحة الصوتية التي يتميز بها جيل دولوز. ولكن الأستاذ الدكالي كمفكر لا يمكن أن يتعالى على النقد، فلكل حصان كبوة، وأرجو أن لا تختلط لديه إنسانيته بفكره، فالفكر متغير و متجدد وقابل للنقد ، أما إنسانيته فجوهر ثابت تستحق منا الاحترام كواجب، وأستحضر قولة المفكر موتسكيو: je suis un homme avant d'être un
français أقول لماذا يُسقط الدكالي ديكارت مهما كان الموضوع. وهنا يذكرني بمُسقط الطائرة في الحقل لكي يصف الحقل وليس الرحلة بالطائرة.فأين رحل وارتحل: في الإذاعة، في رحاب الجامعة، في فضاء الأكاديميات في أي مكان لا بد أن يستحضر ديكارت، ولابد أن يلوي عنق موضوع أية ندوة ليتطابق مع ديكارت. لقد برر في مداخلته الخاصة بهيجل استحضار ديكارت قائلا" فما هو المشكل عند ديكارت الذي سيسعفنا أكثر في الاقتراب من فكر هيغل، على اعتبار أن هيجل كان يحاور فكرة الكوجيتو الديكارتية؟، حتى بدأ العديد من الحاضرين الجدد الذين يحصل لهم الشرف بحضور محاضراته،( وهذا ما يتدوال، قد يكون حقا أو باطلا) يعتقدون أن ديكارت هو نبي الفلسفة، ولا تستقيم الفلسفة إلا بما رواه ديكارت، ويصبح باقي الفلاسفة مثل حواريي المسيح.(ألم يُشبه الأستاذ الدكالي عزلة نيتشه بانعزال ديكارت لحظة الكتابة؟ هل يمكن الخلط بين العزلة كممارسة جسدية لحظية والانعزال كمذهب فكري فلسفي؟ لم ينعزل ديكارت في المكان فقط ( نعم انعزل عن العامة وصاحب الأثرياء من أمثال المركيز أوف نيوكاسل، والملكة كريستينا، والأميرة إليزابيت..) ولكن الانعزال في فكره حتى ولو كان بين الناس،كما استحضر الأستاذ الدكالي الحضور الجسدي لسارتر في المقهى من غير أن يبالي بوجود الأخر لحظة تعاطيه الكتابة،في إشارة إلى تبرير عزلة ديكارت عن الناس في غرفة بها مدفأة.. نفس الأمر بالنسبة لنيتشه!؟( وهذه المماثلة تحنتج إلى مناقشة ) حتى نقد ليبنتز لم يشفع للأستاذ الدكالي الإقرار بعقم الكوجيتو وعزلته وانعزاله، وتوقفه في نصف الطريق،وبالتالي لا يمكن لمفهوم التدرج الذي أبدعه الأستاذ الدكالي أن يخفف من أنا وحدية ديكارت إزاء موقفه الثابت من الغير، ولا يستطيع مثال الراقصات في الأوبرا بباريس أن يشفع تلطيف مفهوم البداهة الديكارتية بمفهوم التدرج.ألم يصف هيجل الكوجيتو الديكارتي بأنه عازل ومنعزل؟ لكن الأستاذ الدكالي يصر على تبرئة ديكارت من " الأنانة " وكأنها تهمة. يقول" عادة ما يقال إن فكر ديكارت فكر أناني solipsisme..وهذا أمر لا نجده في نصوص ديكارت، ثم إنه أمر يصعب تقبله على مستوى التخيل أو التصور." وهنأ تذكر تحليل لوسيان غولدمان للروائي " بالزاك " حين قرأه من خلال مفهومين مركزين : النوايا الواعية لبزاك، ونواياه اللاواعية فيما يخص نقده للبرجوازية آنداك.فهل لديكارت نوايا لاواعية ليس بالضرورة يتم التصريح بها ، وتكون من قبيل المسكوت عنه. ومنها قضية " الأناتة الديكارتية." لكن لفهم ديكارت من الضروري ربط فلسفته بمشكلات عصره حتى نفهم المفارقات التي يعرفها الفكر الديكارتي.يورد الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي ( في دروسه الجامعية 1978) نصا ل "ألكيي" يقول فيه:" إن المهمة الأساسية لديكارت كانت داخل التمييز بين الأفكار والواقع، لأن الأفكار بإمكتنها أن تكون صادقة دون أن يوافقها أي موضوع، والفصل بين الإنسان العيني والإنسان المفكر، بين الجسم وبين النفس" يُعلق بنعبد العالي على النص أعلاه قائلا:" لا تهمنا هنا التسمية التي يجب أن نطلقها على هذا الفصل، فسواء قلنا مع "ألكيي" أنه القدرة على الاحتفاظ بالتوازن، أو قلنا بكل بساطة هو تناقض قائم في الفلسفة الديكارتية. فيكفينا أن نؤكد طابع التردد الذي طبع العصر بكامله، أي التأرجح بين تعلق بالقديم، وتفتح نحو الجديد، بين التغيير والاستكانة." ويظهر هذا التردد في المقال في المنهج:" ذلك الكتاب الذي يُعطينا تلك المواقف المتعددة لوعي ديكارت أمام الواقع. ففي كل فصل من فصوله الستة يُدرك ديكارت العالم إدراكا مُختلفا عن الكيفية التي يدركه بها في الفصول الأخرى" يقول الأستاذ بنعبد العالي:" فإن كنا نلمس رفضا لعلم مُلقّن وروحا فردانية واعتمادا على الذات في الفصل الأول، فنحن نلمس خنوعا وتقبلا في الفصل الثاني، بهذا يكون المقال تعبيرا عن موقف العصر لا عن موقف ديكارتفحسب." يقول أاكيــي:" في المقال يجتمع موقفا الخضوع والغرور، وهذان الموقفان المتعارضان يضمان بعضهما إلى بعض، دون التوفيق الحقيقي. فديكارت يفضل الخُضوع فيما يتعلق بالعمل والممارسة، وينهج نحو التجديد فيما يتعلق بالفكر.والشيء الذي يرفضه النظر سيقبله العمل، ولن يكون التحرر إلا على مستوى الفكر." ( من الدروس الجامعية الدكتور عبد السلام بنعبد العالي)أوردت هذه القراءات بخلفية مقاربة فكر ديكارت كما هي في تاريخيتها ، ومقارنتها بالمقاربة التبجيلية للأستاذ الدكالي، الذي نعت ديكارت بالجبّار. لقد أعتبر الأنانة لا تستقيم حتى في الخيال ولكن بالنسبة للأساتذ الدكالي يمكن تصور ديكارت على أنه جبّار. وهل هذا حكم فلسفي؟!!فليعلم الأستاذ الدكالي أننا في الثانوي لا ندرس فلاسفة، وعادة مانقول" صاحب النص " ، بل نحن ندرس مفاهيم وإشكالات قد تطرحها نصوص أدبية وشعرية وحتى من القرآن والفن، وبالتالي قد أوظف نص ديكارت" أنظر من النافذة.." في مفهوم الغير أوفي مفهوم الحقيقة أوفي مفهوم علاقة المعرفة بالحواس...فنحن لا ندرس جبابرة، وإلا ستتحول الفلسفة إلى حكايات أسطورية ( من طينة سيف دو يزن).كيف أقنع تلامذتي بأن فكر فيلسوف( x)بأنه جبار ( وهي من أسماء الله الحسنى) ثم آتي في لحظة المناقشة لأنتقده من وجهة نظر فيلسوف آخر لا يتفق معه بل يختلف معه( والأستاذ الدكالي يطالبنا بالتطابق والوحدة مع ديكارت من خلال قراءة انتقائية لنصوص ديكارت)كمثال ، يذكر السادة الأساتذة الذين درسوا مقرر 1990في محور الشخصية ص 175 حيث نجد نص : الوعي والقصدية لهوسيرل يقول فيه:"إذا ظلت البداهة الديكارتية المتعلقة بقضية أنا أفكرأنا موجود عقيمة، فذلك راجع إلى أن ديكارت قد أهمل شيئين:أولهما أنه أهمل مطلقا توضيح المعنى المنهجي الخالص لمفهوم الانفطاع( أوالتعليق) المتعالي Epoché ثانيهما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار أن بإمكان الأنا- بفضل التجربة المتعالية- أن يوضح ذاته بذاته بشكل لامتناه، وتبعا لذلك أهمل أن هذا " الأنا " يُكوّن مجالا خاصا ممكنا للبحث والتفكير".دون استحضار النقد اللاذع لنيتشه وتفنيده للكوجيتو لغويا وكذلك نقد فرويد وبيرلمان، هذا الأخير الذي اعتبر البداهة بالمفهوم الديكارتي عائقا أمام بناء العملية الحجاجية. فحتى العبارة التي استعملها الأستاذ الدكالي بخصوص منتقدي ديكارت كانت جد لطيفة في حق الجبّار:تبدأ المعاتبة اللبقة والنقد الدقيق لأسلوب ديكارت عند ليبنتز..ص 42 . كنا نعلّم تلامذتنا مجموعة من القواعد الفلسفية من مثل " يبيدأ التفلسف حين تقفد الأشياء بداهتها" لكن مقاربة الأستاذ التبجيلية لديكارت تُصادر على الحق في تنمية الحس النقدي والإشكالي لدى التلميذ. فمن يقول للآخرين يجب أن تعلموا تلامذتكم أن ديكارت هو بالمواصفات التي أقولها لكم .إن هذه اللهجة الأبوية تُحرم الآخرين من حق فهم ديكارت وتحمّل مسؤولية ما توصلوا إليه.أعرف أن هذه الأشياء لا تغيب عن الأستاذ الدكالي، .. والتدرّج الذي ابتدعه الدكالي هو تدرج داخل البداهة باعتبارها غاية ونهاية مطاف التدرج( مع العلم أن التدرج المفترض عليه أن يستعين في كل لحظاته بالضمان الإلهي وليس بمنطق التدرج الرياضي)، وليس نهاية التدرج وقصده إخراج الأنا نحو الأخر، لأن ديكارت حسم الموقف بنهاية التدرج وإعدام سيرورته بانتصاب الأنا قائلا: أنا أفكر أنا موجود( وحتي بديهية الكوجيتو تحتاج بدورها للضمان الإلهي).وأرجو من أعضاء المنتدى أن يطلعوا على مقاربة الدكتور عبد السلام بنعبد العالي لديكارت (1978)في هذا المنتدى ، وستكتشفون ما سكت عنه الأستاذ الدكالي في حديثه عن ديكارت ، ويمكن أن أقول إن مقاربة الأستاذ بنعبد العالي أقرب إلى توظيفها في الدرس الفلسفي بالثانوي( من مقاربات الأستاذ الدكالي الأكاديمية )لأنها كانت واقعية وتخلو من التبجيل والتعظيم، لأنها أعطت لديكارت حجمه الحقيقي في شمولية فكره، وخاصة تناقض ميتافيزيقاه مع كتاباته العلمية، والعلاقة المضطربة مع الكنيسة التي وصلت إلى حد الخوف والتحايل والمراوغة، وادعاء الانعزال في غرفة يها مدفئة..، وخاصة حين تقدم الكنيسة على حرق العلماء وإسكات صوتهم بالترهيب.فالتلميذ في درس الشخص من حقه أن يعرف كيف كان يعيش ديكارت كشخص، وليس كنبي أو آت من عوالم ملائكية. فكم من أحداث تاريخية وحتى حميمية، كانت سببا في إنشاء مذاهب فلسفية. وأستحضر الكتاب القيم للأستاذ نور الدين الزاهي: الفلسفة واليومي ( تجدون فصلا من هذا الكتاب في هذا المنتدى ضمن : فصل من كتاب) حيث لا يتعالى الفلاسفة عن واقعهم ويومهم الاجتماعي والتاريخي.وما تجريدهم له إلا مدخلا لفهمه ... لكن الأستاذ الدكالي في مداخلته طالنا بالابتعاد عن التاريخ والظروف الاجتماعية( ونسي أن هناك مفهوم التاريخ( تاريخ الإنسان) وعلم الاجتماع....يقول :" أرجوكم ، بهذه المناسبة، أن نبتعد عن ذلك الغرام الجارف بما يسمى الظروف التاريخية، إذ يمكن أن نفهم الظروف التاريخية لحياة ديكارت من دون أن نفهم ولو سطرا واحد من فلسفته. فلا بد أن نبحث عن الفهم داخل النصوص نفسها.ص37( عجيب أمر الأستاذ الدكالي ، يُغرم بفلسفة ديكارت ويحتقر الظروف التي أنتجت فكر ديكارت. هل فكر ديكارت " وحي" من السماء؟وهنا أقول ل: لوسيان كولدمان، وهنري لوفيفر،وألكيي، وجون لويس ...إنكم بشهادة الأستاذ الدكالي كنتم بارعين في تشخيص الظروف التاريخية لديكارت، وربما لم تكونوا تعرفون سوى بضعة أسطر من فلسفة ديكارت.هل نجرؤ على التقليل من تأثير موت ابنة ديكارت الوحيدة " Francin " ذات الخمس سنوات من زوجته " هيلين " التي كانت خادمة لديه في هولندا؟ألم
يؤثر حّبّ أوجست كونت للسيدة كلوتيلد دي فو، في مذهبه الفلسفي، وخاصة بعد موتها؟ نعم الفهم يتم من داخل النصوص، ولكن لا يمكن تجريد النص من واقعه التاريخي والاجتماعي وحتى العاطفي.( الفلاسفة بشر ولا يجوز ظلم فلسفتهم بفصلها عن واقعهم) ولديكارت كثير من الهفوات والتناقضات،هي أصلا تناقضات العصر، وهذا لا ينقص من القيمة الفلسفية لديكارت الكبيرة، باعتباره فيلسوفا طبع بفاسفته عصرا بكامله، وله فضل في مسحه للطاولة.
لنطلع على مُقاربة عبد السلام بنعبد العالي لديكارت تعميما للفائدة، والمقارنة بين من يدعي استحواذه على أسرار ديكارت، وبين من يقدم ديكات كما هو ويترك للقارئ حق الفهم والتأويل . يقول الدكتور بنعبد العالي:"فإذا نحن فحصنا موقف ديكارت من قيم عصره جميعها، لا القيم المعرفية فحسب، سنلاحظ رفضه للتراث الثقافي الذي حملته القرون الوسطى، وفي نفس الوقت تقبّلا للقيم والأخلاق الدينية والاجتماعية التي حملتها نفس تلك القرون. وهذا ما نلمسه بالضبط في " المقال في المنهج،" ذلك الكتاب الذي يُعطينا تلك المواقف المتعددة لوعي ديكارت أمام الواقع، ففي كل فصل من فصوله الستة يُدرك العالم إدراكا مختلفا عن الكيفية التي يُدرك بها في الفصول الأخرى"..."هل هذا التحليل غرام جارف بالظروف التاريخية لمنطوق النص الديكارتي؟ قد يتهم الأستاذ الدكالي هذا التحليل بنعته أنه تحليل ماركسي يعدم منطوق النص على مذبح الظروف التاريخية، ويحاجج باستقلالية الفكر عن ظروفه التاريخية و... و... و... ربما يغيب عن بال الأستاذ الدكالي أن من بين مطالب مدرسي الفلسفة بالثانوي هو استحضار تاريخ الفلسفة في التدريس بالنصوص في أفق تجاوز الصورانية والشكلانية في تحليل النصوص وكأنها لقيطة...
نفس موقف الدكالي عبّر عنه الأستاذ جمال أردلان (ص 60 من الكتيب) من العلاقة المُلتبسة بين الفلسفة والتاريخ "وعندنا أن تبن مفاهيم هذه المجزوءة لا يتحقق إلا إذا وضعنا في الاعتبار مواقعها في تاريخ الفلسفة دون السقوط في التأريخ الفج ودون الاضطرار إلى التماس تبريرها في تاريخ" الاتجاهات " و"المدارس" الفلسفية. سأرجع إلى مناقشة هذا الموقف الذي يحمل تناقضا باطنيا (وكأن الفلاسفة وحتى العلماء مثل ما يقال في المثل الشعبي: " أولاد عبد الواحد كاع واحد"


عدل سابقا من قبل كمال صدقي في الإثنين ديسمبر 22, 2008 10:41 pm عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Empty
مُساهمةموضوع: رد: انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري.    - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت ديسمبر 20, 2008 8:07 pm

كيف أقنع تلامذتي بموقف باشلار من العلاقة بين النظرية والتجربة دون وضعه ضمن المدرسة العقلانية التطبيقية ، وإبراز
أنه ينتقد الموقف الوضعي للمدرسة الاختبارية.ثم كيف لنا أن فهم مفهومي " الوظيفة " و" الفعل " في علم الاجتماع دون ربطهما وتفسيرهما داخل مجالهما التداولي ، أي المدرسة الوظيفية والمدرسة الماركسية .لا أفهم بعض العبارات الجارحة: الاستعمال الفج. فهو يتهم من؟ هل أصبحت المدارس والاتجاهات الفلسفية والعلمية : المثالية، المادية، الفلسفة الوضعية.البنيوية،الوجودية، فلسفة موت الإنسان، ..مجالا لما هو" فجّ "؟ لا أفهم لماذا هذه العلاقة التنابذية بين النص والمدرسة ( أو الاتجاه الفلسفي)؟ وأشم في هذا الموقف رائحة دكالية، نفس الموقف عبر عنه الأستاذ محمد شركان بطربقة أكثر عنفا في حق الماركسية كما سأبين في ختام هذه الانطباعات الأولية.
لقد قلت للأستاذ الدكالي ما يشبه هذه الانطباعات الأولية حول طريقة تعامله الأسطوري مع ديكارت حبن حاضر بأكاديمية بني ملال، فقاطعني واتهمني بالديماغوجية، ( وأحسست بمرارة "الحكرة "من من جاء ليحدثنا عن قيمة الشخص في مجزوءة الوضع البشري، بحيث ما قال لا علاقة له بما ندرسه في الفصل الدراسي( منهجيا) وحتى على المستوي القيمي: الحق في التعبير، الاعتماد على النفس، تنمية الحس النقدي والإشكالي...، .فالمداخلات الأكاديمية المُغرقة في التجريد ( ربما لها أهمبتها النظرية ) ولكنها تُشعرنا بالتقزز من تدريس الفلسفة، بسبب غياب هامش الحرية الذي تفرضه المؤسسة في الثانوي، بحيث في بعض الأحيان نبقى حبيسي الأبجديات الفلسفية بسبب ضعف مستوى التلاميذ وهذه مشكلة أخرى).
إن غير المعتادين على زيارة المنتديات الإلكترونية ،ربما تفاجئهم طريقة بوحي في تناول الموضوع، وقد تبدو
"استفزازية،" وأنا لا اقصد هذا، . وبالقابل ستلاحظون في جميع المداخلات،في الندوتين موضوع المناقشة، أن جل المتدخلين والمعقبين على أية مداخلة يحترمون بروتوكول "الأدب" والتحفظ في النقد والاحتشام في قول الحقيقة والتعبير عن حرية الرأي،( فهم جميعا أصدقاء) حتى بدأت أشك في أن" المجاملة" قد تصبح أحد مفاهيم مجزوءة المعرفة ( ضمن الحقيقة إلى جانب مشكلة الرأي). لكن للمنتديات ألسنتها وطرقتها في التعبير مختلفة عن بروتوكولات الندوات. هذا ما تعلمته من مثال كهف أفلاطون، علينا الخروج من ظلمة الإنارة المزيفة للتجمع الندواتي النخبوي، إلى واضحة النهار( الآغورا ) حيث تسلط الشمس شعاع حقيقتها على ما هو حقيقي ( تحية للشهيد مهدي عامل الذي علمنا قول الحقيقة حتى لأقرب الأصدقاء، وأطلب الزوار وأعضاء المنتدى الاطلاع على كيفية مناقشة مهدي عامل أعمال ندوة بالكويت،تحت عنوان" أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي" ولجرأة وجدّية المناقشة طُلب من مهدي تأليفه انتقاداته في كتاب متميز في مقاربته، عنونه ب" أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية". ومع الأسف نفتقد لتلك الروح الفلسفية في المناقشة.ونفس المنهجية الاستفزازية والمحرجة نجدها في آخر مؤلفاته تحت عنوان" نقد الفكر اليومي"( وحاولوا الاطلاع ضمنه على قراءة مهدي عامل لكوجيتو ديكارت) وهناك كتب ومقالات تتحدث عن منازعات الفلاسفة querelles ente philosophes فهل استفدنا من منازعات الفلاسفة، وتخلصنا من المجاملة لأنها ليست من مجال الفلسفة..كلنا يتذكر حين صّرح بول ريكور أنه لا يفهم ما يقوله جاك لاكان، لأن لفته غير مفهومة، وبالتالي قاطع ندواته لأنها بمثابة مضيعة للوقت ( وهما أصدقاء ولم يتهم لاكان ريكور بالديماغوجية)
بعد هذا البوح ، ومن حقي أن أعبر بحرية عن رأيي، أريد أن أسجل انطباعا آخر يتعلق بمدى استثمار مداخلة الأستاذ محمد الدكالي وهنا سأركز على ما هو إيجابي في المداخلة التي تركزت حول قراءة نص هيجل" جدل السيادة والعبودية".في بناء إشكالية العلاقة مع الغير ديداكتيكا في الفصل الدراسي؟( متجاوزا عشقه لديكارت).ولا أعتقد أن هناك من يجادل في القيمة المعرفية للمداخلة، والتي كانت بحق أحسن من مداخلته بأكاديمية بني ملال، ، وما لفت نظري في مداخلته هو محاولته الانفتاح على اليومي من خلال إعطاء أمثلة غاية في الدقة والواقعية( سواء لحظة
حديثه عن ديكارت أو لحظة حديثه عن هيجل. ونفس الطريقة سلكها في مقال له حول العنف يوجد بهذا المنتدى ). وربما ما يهمني كمدرس للفلسفة بالثانوي هو طريقة الأستاذ الدكالي في صناعة الأمثلة كآلية لتحويل ما هو مجرد إلى ممكن للفهم والأجرأة على أرض الواقع، ومن ثمة ربط الفلسفة بالواقع (الموظف، النادل ، صاحب الطاكسي..كرة القدم.مع أنه اعترض في المداخلة على ربط النص بواقعه الاجتماعي). شيء ثان جديد أبدعه الأساتذ محمد الدكالي ويتعلق برصد التقاطعات بين مختلف الفلاسفة في بناء إشكال محدد، جاعلا بذلك الفلسفة تتناص بشكل لا يجعل من الفلاسفة أعداء يتحاربون في ساحة المعركة، بل كل منهم يُؤثث بطريقة مختلفة لبناء أفق للحقيقة ، كل الفلاسفة معنيون به حتى في نقدهم بعضهم لبعض ( وكان الأمر سيكون جيد لو أعفانا الأستاذ الدكالي من المقاربة الانتقائية للفلاسفة وخاصة ديكارت).ربما الطالب الجامعي المتخصص يفهم هذه الطريقة في القراءة، أما مشكلتنا البداغوجية فمع تلاميذ صغار السن يجدون صعوبة في ولوج عالم الفلسفة وربطها بواقعهم بعد تسلق جبالها الشاهقة( فمن يقبس النور يفعل ذلك ليضيئ به عقله وسلوكه ، لا ليقبس النور لذاته)، حيث لم نتغلب بعد على تمثلات التلاميذ للفلسفة التي تزداد صلابة ( بسبب زحف الأمية وفقدان الأمل في المستقبل)، وربما أيضا بسبب الطابع المجرد للفلسفة، واستمرار الدوكسا العامية في مقاومة العقل، بالإضافة إلى إكراهات المؤسسة، وجفاف العدد البداغوجية والديداكتيكية ( والتي تحولت إلى مجرد حرفة صورية) ومشكلة البحث عن نقطة المراقبة المستمرة أكثر من الرغبة في محبة الحكمة، وعامل الزمن وكمّ المقرر، ومشكلة الامتحان الوطني، التي تكبل حرية المدرس في الإبداع..إلخ ومن المشاكل المطروحة أيضا، إذا كان الأستاذ في الجامعة يدرس المتن الفلسفي للفيلسوف بكامله، وبالإطلاع على لغته الأصلية( الفرنسية ،أو الإنجليزية والألمانية)لأنه يدرس تاريخ الفلسفة وفلسفة الفيلسوف، وكل أستاذ يختار الفيلسوف الذي يرى أنه متخصص فيه أو قادر على فهمه ويتحاشى تدريس ما لا يستطيع أن يبدع فيه. أما في الثانوي فلسنا معنيين بالدرجة الأولى بتمحيص فلسفة الفيلسوف، وتمريرها من غربال الدقة ومن ما قاله وما لم يقله، من ما هو حقيقة وما هي مجرد نعوت ،بعبارة الأستاذ الدكالي، بل نحن مطالبون أولا بمعرفة فلسفة الفيلسوف، ثم بتوظيف نصه الفلسفي كجزء من متن فلسفي ضخم ( مثل الوجود والعدم أو فينومينزلوجيا الروح..) يحضر النص في بعض الأحيان على شكل شذرة، من أجل الإجابة على إشكالات وتحليل مفاهيم طرحها منهاج الفلسفة من خلال مجزوءات ووحدات ومحاور، مع التنصيص على تحقيق مجموعة من الكفايات.فإذا كان الأستاذ الجامعي حر في تدريسه وتأويله وغير ملزم بالزمن أو بإكراهات ديداكتيكية وتقويمية،ولا يدرس وفق مذكرات وزارية تنهمر على مدرس الفلسفة بالثانوي كالمطر، حتى أصبحنا تائهين بين الناسخ والمنسوخ( وخاصة فيما يتعلق بالتقويم، حيث شمرت الوزارة على كل جسدها لمحاربة نقطة الصفر الموجبة للسقوط ).مشكلتنا أن الوزارة دوختنا بأوامر ديداكتيكية وبداغوجية... وأصبحت وجهة مدرس الفلسفة نحو بلوم وكزافيي وميشال طوزي وهنري بينا رويز ومروجي البيداغوجيات الحديثة.... أكثر من اتجاهنا نحو فلسفة الفيلسوف والاتصال بمتنه مباشرة، قبل التفكير في توظيفه. مشكلتنا أيضا أننا لا ندرس في الثانوي تلاميذ مُتخصصين في الفلسفة، كما هو الشأن في شعبة الفلسفة بالجامعة، فالفلسفة في الثانوي مجرد مادة مدرسية مثلها مثل باقي المواد، والتلميذ يتعامل معها وظيفيا ( كأفق للتحصيل على نقطة في المراقبة المستمرة والامتحان الوطني ، وبعدها لا تعود له صلة بالفلسفة) .
لهذه الأسباب يشتكي العديد من الأساتذة من عدم الاستفادة من مثل هذه اللقاءات، إذا تم حصر الجانب المعرفي في بعده الأكاديمي ( وهو على كل حال مطروح في الكتب، وهي الفيصل بيننا)، مشكلتنا أننا محدودي التصرف في النصوص، بينما الأستاذ الجامعي له الحرية في عرض فكر ديكارت أو هيجل كما يشاء، فهو ليس ملزما بمنهاج ، وليس وراءه مفتش للفلسفة يراقب مدى احترامه للمنهاج والحيز الزمني، ودفتر النصوص والجذاذات،و يتواجه مع تلامذة يسألونه مباشرة ( فهامش حريتنا محدود)، بخلاف في رحاب الجامعة حيث الدرس الأكاديمي والإلقائي وانتهى الأمر، وكل أستاذ جامعي يمتحن طلبته ويُحاسبهم على ما درّسه لهم.( وعلينا أن نكون متواضعين، فلسنا فلاسفة، نحن فقط مدرسي فلسفة، لانعلّم الفلسفة، بل التفلسف،لهذا يجب أن نحترم حدودنا ولا ندّعي ما ليس من حقنا) هذه هي المشاكل الحقيقية، والمعيقة لاستثمار كل المجهودات التي تقوم بها المنسقيات الجهوية، وأخاف أن تتحول إلى مجرد مهرجان خطابي، ( كل يلغي بلغاه)،مع الحرص على فبركة اللغة وتقمّص شخصية الفلسلسوف!!!!! وعندما يتشتت المجمع، تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وكأن شيئا لم يكن ، ليغرق من تطاول بعقله في الندوة، في حضيض إكرهات القسم؟!!!.لكني أعترف بأن تعميم وثائق خاصة بتلك الندوات،( وأشكر بالمناسبة محمد راجي مفتش ومنسق جهوي لمادة الفلسفة بأكاديمية جهة تادلة أزيلال على تمكيننا من تلك الوثائق، وللحقيقة والإنصاف نحيي هذا المفتش المناضل الذي يعمل لوحده في صمت داخل أصعب جغرافية للأكاديمية بالمغرب) أقول أهمية تلك الندوات سواء في جانيها النظري أو التطبيقي، هو بداية الخطوة نحو ربط الجسور بين مدرسي الفلسفة، وفي أفق تحسين شروط ممارسة التدريس بشكل ناجع.
هذه مجرد خواطر غير مُعدة بشكل مسبق، وأعتبرها حافزا على التفكير في قضايا تؤرقنا ويجب البوح بها. أستحضر هنا التلميح القدحي للأستاذ محمد شريكان في حق العديد من أساتذة الفلسفة في السبعينات، واتهامهم بالمكشوف على أنهم أعدموا الفكر الهيجلي على مذبح الماركسية والوجودية وكل من يستوحي أفكار الحركات التحررية في العالم ( وهنا يغمز إلى ما يصطلح عليهإ بكثير من التعسف بالمرحلة الإيديولوجية للدرس الفلسفي بالمغرب، وهو يدين من حيث لا يدري الأساتذة : الجابري والسطاتي والعمري ( وسكت عن المقرر الفلسفي الذي أشرف عليه سامي النشار بعد إحالة الكتاب الأصفر كما يسمى إلى التقاعد الإيديولوجي، ونقارن إيديولوجيا بين المقررين الذي أرخ لأول مرة لطمس من هم المؤلفون باستثناء إشراف الدكتور النشار كما أُشيع أذاك)وفي نفس الوقت يلمح لألتوسير وغرامشي وسارتر وماركوز.، وجون لويس ...تم طيب تيزيني والشهيدين حسين مروة ومهدي عامل.. وكأن هذه المصادر مشبوهة!!! .ليس من اللباقة من قبل مدرس للفلسفة ، أن يعمم ربما "تعصب" بعض الأساتذة ذوي التوجهات اليسارية ،ويحكم على تجربة كانت رائدة، نعم لها عيوبها، ولكن أيضا هي مرحلة إبستيمية ( على حد تعبير فوكو) أجابت على أسئلة تلك المرحلة، وقد تعلمنا من فوكو( وهذا ما طبقه محمد أركون على دراسة التراث العربي الإسلامي) أن لا نحكم على مجال
معرفي انطلاقا من مجال معرفي آخر. فما كان مُتحدث في ذوات الأساتذة آنذاك، هو مشروع من حيث أنه فكر المرحلة (بمفاهيمه وأسئلته وإشكالاته) ونسي الأستاذ شريكان أن من اتهمهم بتبخيس فكر هيجل لصالح القراءة التعسفية لبعض الأساتذة اليساريين ، هم جلهم الآن مراقبون تربيون وأساتذة في الجامعة،( أو متقاعدون ) وأن فكرهم قد تغير بسب شروط المجال المعرفي للمرحلة الراهنة( ربما أستاذ المرحلة الحالية أكثر معرفة ولكن أقل مردودية وتأثيرا، بيمنا أساتذة السبعينات- سنوات الرصاص- كانوا أقل "فشوش أساتذة اليوم" ولكن كان لهم تأثير ومردودية. من ينكر أن الخطاب السائد بين جميع التلاميذ في الثانوية آنذاك كان هو خطاب الفلسفة ( الجبر والاختيار، الصراع الطبقي، التخلف، الالتزام، التحرر...) والفضل كان لأساتذتها الذين قضى كثير منهم سنوات من حياتهم داخل السجون . والآن الأستاذ شريكان يرتكب هفوة تتطلب منه تقديم اعتذار لما كنا نعتبرهم ، ليس فقط مدرسي الفلسفة ولكن مناضلين وعاشقين للفلسفة، وعاشوا الفلسفة وكتبوا بأظافرهم على السبورة ما كانوا يعتقدون أنها الفلسفة، . فهؤلاء يستحقوا منا الاحترام والتقدير رغم بعض الهفوات فنحن بشر.فرجاء أبعدوا الفلسفة عن "فكر المؤامرة" ودسائس الحرب الباردة( من يتجرأ الآن في فرنسا على اتهام جان بول سارتر،الذي قام بكتابة تقديم لكتاب فرانز فانون" المعذبون في الأرض" أيام كانت فرنسا دولة استعمارية، ونفس الشيء قد يُقال عن هيدجر في مدى علاقته بالنازية( ولم ينل هذا من قيمة هيدجر )، وحتى إعجاب هيجل بنابليون الإمبراطور الغازي لا ينفص من قيمة هيجل .أما اتهام جيل من المدرسين شوّه!!! فكر هيجل من خلال قراءة مُعينة للفكر الماركسي ، فهذه تحتاج لوقفة خاصة سأرجع إليها إذا سمحت الظروف.وربما قد يخلق هذا الحكم بلبلة لدى التلاميذ الذين سيطلعون على مداخلة الأستاذ شريكان ( التي أخذت طابع الفتوى)ويشككون في النصوص الماركسية التي تزخر بها كتب التلميذ الثلاثة، ويتهمونها بالديماغوجية وأنه لا شغل للماركسية والمتمركسين سوى تشويه فكر هيغل من خلال قلب المثلث!!! ..من يدري سيتهم الجيل القادم البعض منا بأنه أعدم الفلسفة والتفلسف على مذبح بيداغوجيا الأهداف وبيداغوجيا الكفايات، والإدماج، وتحول البعض إلى مجرد حرفيين يتقنون التحليل الصوري للنصوص والتركيز على الشكليات، وتحوّل حجاجهم إلى أُحجيات تحتاج حجاجا لفك طلاسم أحجياتهم ، والتفنن في تزويق اللسان وتعقيد تعابيره ليقول السامع هذا هو مدرس الفلسفة، وربما سنسمع ب: فلسفة "الفشوش" وأن المرحلة الإيديولوجية!!؟ كانت دسمة وإنسانية، أما المرحلة البيداغوجية!!؟ فهي جافة وسطحية..)أو نُتهم بأننا مدرسي خمسة نجوم على غرار اتهام الداعية الإسلامي: عمرو خالد بأنه داعية خمس نجوم، مقارنة مع الداعية الكبير والمتواضع متولي الشعراوي ( وأترك لكم المقارنة بين الفضاء المكاني الفخم الذي تؤثثه " حسناوات " مُختارات بعناية، وبين فضاء المسجد حيث الوقار والخشوع....) وربما سيتهموننا بأننا نكثر من " الجعجعات
النخبوب والبيداغوجية والديداكتية" مع قلة في الفلسفة والتفلسف. إن أعداء الفلسفة الحقيقيين ليسوا من خارجها- فهي تكفّلت بهم على طوال تاريخ محنتها وأسكتتهم- بل العدو الخطير يُحتمل أن يكون من داخل الفلسفة باسم الفلسفة، وهو ما يصطلح عليه" الخصم الذاتي". ومع الأسف هذه المحنة الغريبة عن الفلسفة من المسكوت عنه.
أخي شريكان، تعلم مثلي أن داخل نفس المسار الفلسفي للفيلسوف، نتحدث عن كتابات الشباب وكتابات النضج، دون القدح في كتبات الشباب للفيلسوف( فحتى هيجل في كتابه فينومينولوجيا الروح، يجمع بين كتاباته في الشباب وكتابات النضج، وماذا تقول عن سارتر الذي يخلط فلسفته بأدبه: رواياته ومسرحه. أخشى أن يكون التشكيك في مرحلة هامة من تاريخ الدرس الفلسفي، و"تعميم " التشكيك !!!!من قبل مدرس أعرف أنه من بين خيرة مدرسي الفلسفة( ومن مناضلي الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، وله تجربة في هيئة تحرير مجلة: فلسفة ، كما تجدون في هذا المنتدى فصلا من ترجمته لكتاب : الدراسة الفلسفية للموضوعة والنص بمعية الأستاذ الفاضل عزيز لزرق) أن تكون مقصودة لأسباب أجهلها.وأحيل الأستاذ شريكان إلى فضاء المناقشات والأسئلة ضمن هذا المنتدى، ليقول كلمته بخصوص: كيف نؤسس لدرس فلسفي واقعي بعيدا عن صالونات المنتديات المهرجناتية الموسمية بالرغم من" أهميتها "ونتمنى أن تستمر، وأناشد الأستاذة السيدة خديجة شاكر بأن تعمل على استمرارية مثل هذه الندوات، والتي لولاها لما كان لهذا البوح والانطباعات الأولية وجود، بشرط أن تراعي حقيقة مايجري في القسم ، وأجدد الشكر على تعميم أشغال كل الندوات والأبحاث، سواء التي تقوم بها المنسقية أو مختلف الفرق التربوية. ويمكن الاستفادة من تجربة مدرسي الفلسفة في فرنسا ، ويوجد ضمن هذا المنتدى وثائق تتعلق بكيفة تأسيس الدرس الفلسفي إجابة على أسئلة حقيقية من واقع الميدان بعيدا عن التلاعب بالمفاهيم والتراكيب المعقدة، من مثل مداخلة الأستاذ جمال أردلان( باستثناء الشق المتعلق بالحجاج ) وهو أيضا كان من بين خيرة مدرسي الفلسفة قبل أن يصبح مفتشا لها.، لكن قراءته -في نظري- لمحاور الوضع البشري لا علاقة لها بمقاصد منهاج الفلسفة، ولا بكتب التلميذ الثلاث، إذ كانت شطحات صوفية مُلغّزة، مع أن من بين الحاضرين أعضاء لجنة التأليف. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك فرق بين بلاغة التأليف البيداغوجي والديداكتيكي وبلاغة التأليف الفلسفي الأكاديمي.حينما يتحول الخطاب البداغوجي( تقديم لمجزوؤءة الوضع البشري)إلى خطاب هو ذاته يحتاج إلى خطاب يُفسره، هنا نعدم البيداغوجيا، لأنه لا خطاب بعد بلاغة البيداغوجية التي تراهن على بدأ الأجرأة .والحالة هذه يُطرح سؤال كيفية تفعيل تلك الملتقيات من خلال ترجمة أشغالها إلى الواقع وبلغة بيداغوجية ومعرفية واضحة. أرجو الرجوع إلى هذا المنتدى ضمن فضاء : كيف يؤسس أساتذة الفلسفة في فرنسا للدرس الفلسفي؟ كما أشرت سابقا، كما أناشد جميع مدرسي الفلسفة المعروفين بالنشر، أن ينفتحوا على عالم المنتديات والمواقع الإلكترونية، أو ينشئوا لهم مواقع، ويخرجوا من قوقعة التواصل التقليدي والنخبوي( المقهى، الجرائد، الكتب، المجلات...)وينفتحوا أيضا على عالم المنتديات الالكترونية، حتى نستفيد من تجاربهم بحكم احتكاكهم بوسط يسمح لهم بتطوير معارفهم وطرائقهم ، بخلاف ما نحن عليه في الهوامش، نقاتل وحدنا .......!!!!!!
أفضل التوفق عن هذه الانطباعات الأولية حتى يطلع أعضاء المنتدى على أشغال المنسقية المركزية لمادة الفلسفة، ( ونجدد لها خالص الشكر وأرجو أن تتكرر مثل هذه الندوات، وأن يلتحق أساتذة جامعيون آخرون إلى جانب الأستاذ محمد الدكالي والذي نشكره على تضحياته في تأطير أساتذة الفلسفة بالرباط وبني ملال) وكذلك الاطلاع على أشغال الفريق التربوي لمادة الفلسفة بأكاديمية جهة فاس/بولمان.وأستسمح على ما يبدو أنه غير معتاد، فاحترامي للفلسفة بالمغرب- وعبر جميع محطاتها- هو ما جعلني أبوح بما يختلج في نفسي دفاعا عن الفلسفة ، والذي كان شعار المؤتمر 12 لجمعية مدرسي الفلسفة، الذي انعقد يوم السبت 1 يوليوز 1995 بكلية العلوم ( وفي نفس الوفت أسست مع الأستاذ علي حمداني فرع الجمعية بأكاديمية بني ملال، وأشرف على التأسيس الأستاذ الفاضل عزيز لزرق) لقد كان رهاني هو خلق نقاش حقيقي وفعّال بيننا نحن مدرسي الفلسفة،


عدل سابقا من قبل كمال صدقي في الجمعة ديسمبر 26, 2008 8:40 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
كمال صدقي
مدير المنتدى
كمال صدقي


ذكر
عدد الرسائل : 2376
العمر : 68
البلد : أفورار
العمل : متقاعد مُهتم بالدرس الفلسفي
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

 - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Empty
مُساهمةموضوع: رد: انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري.    - انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري. Clock10السبت ديسمبر 20, 2008 8:45 pm

أستسمح الأستاذ معطسم على مسح ملاحظته بسبب خطأ لاإرادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philo.forumarabia.com
 
انطباعات حول ندوة هيجل ومجزوءة الوضع البشري.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتيب أعمال الورشة الأولى : هيجل و مجزوءة الوضع البشري
» الوضع البشري 2012-02013
» تحيين مجزوءة الوضع البشري
» نموذج لجذاذة : الوضع البشري
» تحيين مجزوءة الوضع البشري 2008

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فيلوصوفيا :: الفلسفة :: أوراش خاصة بدروس الفلسفة ( المنسقية المركزيةوالفرق التربوية الجهوية)-
انتقل الى: